530 مليون يورو تضيع لعدم بيع غاز الكربون
أكد أستاذ الطاقة الحيوية بكلية الزراعة في جامعة دمشق نائب رئيس لجنة الطاقة الحيوية في الهيئة العليا للبحث العلمي الدكتور رأفت العفيف أنه تم تشكل فريق عمل من المركز الوطني لبحوث الطاقة وجامعة دمشق ووزارة الزراعة لإيجاد حلول تكاملية لاستثمار طاقة الكتلة الحيوية في سورية.
وكشف العفيف أن العائد الاقتصادي من المخلفات العضوية بالنظر إلى الطاقة الكلية المتوقعة التي تصل إلى 2.3 مليون طن نفطي مكافئ، حيث إن سعر الطن الواحد 357 يوروهاً وهو سعر عالمي، وبذلك سيكون العائد الاقتصادي لسورية 853 مليون يورو سنوياً من ناتج الطاقة الكلية للمخلفات العضوية، وأضاف: إن أتباع تقنية الغاز الحيوي من الهضم اللاهوائي للمخلفات العضوية الحيوية يمكن أن «تكون مصدراً مهماً في توليد الطاقة النظيفة البديلة من البترول، والتقليل من المشاكل البيئية في سورية».
وقال أستاذ الطاقة الحيوية: «إن دعم تمويل الأبحاث العلمية في مجال إنتاج الغاز الحيوي يمكن أن يساهم في تحقيق أهداف بروتوكول «كويوتو» عن طريق منع انبعاث غاز N2O وCH4 الناتج عن تفسخ المخلفات العضوية، وذلك بتحسين تخميرها في وحدات إنتاج الغاز الحيوي واستخدام الميثان في توليد الكهرباء والحرارة، مؤكداً أن رواسب عملية الهضم اللاهوائي «يعتبر سماداً عضوياً عالي الجودة يمكن أن تصل كميته إلى نحو 341.5 مليون طن سنويا، حيث إن سعر الطن الواحد يبلغ 1.8 يورو ومن ثم سنحصل على 614 مليون يورو سنوياً قيمة السماد العضوي عالي الجودة.
وأكد العفيف: يمكن لنا «الاستفادة من اتفاقيات العالمية في شراء غاز ثاني أكسيد الكربون التي تقضي التخفيف من انبعاث الغازات»، لافتاً إلى أن «بعض الدول الصناعية قدمت عرضاً لبعض الدول النامية لشراء والتخفيف من غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق المشاريع التي يمكن أن تقام في الدول النامية وشراء هذه الكميات في المقابل استثمار هذه الكمية في الدول المتقدمة».
وأوضح العفيف: لو تم الاستفادة من هذه القوانين العالمية ستقوم الدول الصناعية بشراء الطن الواحد من غاز ثاني أكسيد الكربون بـ11 يورو، ومن ثم نخفف من الانبعاثات الغازية حيث إن 48 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون قيمتها تصل إلى 530 مليون يورو سنوياً، يمكن أن تغطي القروض فوائد القروض التي يمكن أن تعطى للفلاح من أجل توطين هذه التقانة، ومن ثم نحن على أعتاب نشر الوعي لأهميتها الاستفادة من المخلفات العضوية في سورية.
وكشف العفيف: إن «العائد الإجمالي لو تم تدوير هذه المخلفات كاملة باستخدام تقنية الغاز الحيوي والهضم اللاهوائي عبارة عن 1998 مليون يورو أي ما يعادل 2 مليار يورو يمكن أن تحقق عائداً مادياً لو استخدمت هذه التقنية بالشكل الأمثل»، مشيراً إلى أن «إقامة تقانة الغاز الحيوي تحتاج إلى نفقات تأسيسية وإلى عمالة وصيانة والمشاريع مرافقة لها، مشيراً إلى أن دراسات الجدوى الاقتصادية بينت «أن مشروع إنتاج الطاقة والسماد من المحطات إنتاج الغاز الحيوي في أوروبا، تمكننا من استردد النفقات التأسيسية خلال 5 إلى 7 سنوات، وذلك حسب التقنية المستخدمة ومن ثم هي تقنية مربحة جداً على المدى البعيد». وأكد أستاذ الطاقة الحيوية: «تم إعداد قاعدة بيانات حديثة لأهم مصادر طاقة الكتلة الحيوية المهدورة أو التي تتسبب بمشاكل بيئية ضخمة في الجمهورية العربية السورية»، وبحسب إحصائيات وزارة الزراعة فإن الكميات السنوية للكتلة الحيوية الرئيسية في سورية بلغت نحو 379 مليون طن، ولو تتم معالجتها بالهضم اللاهوائي كما أشار العفيف يمكن أن تعادل 2.774 مليار ليتر مازوت سنوياُ، أو 2.386 مليار طن نفط مكافئ.
وقال العفيف: إن «رواسب عملية الهضم اللاهوائي عبارة عن سماد عضوي خال من الميكروبات والطفيليات الممرضة، والسماد العضوي يمكن أن يساهم في تحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاج الزراعي، واستخدامه عوضاً عن السماد الكيماوي ومضاره على التربة، إضافة إلى قدرته على تحسين الوضع الصحي والبيئي العام، وإلغاء ظاهرة التلوث البصري الناجم عن تكديس المخلفات وتخفيف الروائح الكريهة والأمراض الناجمة التي يمكن أن تتسبب بها هذه المخلفات»، مضيفاً: إن «الانطلاق العشوائي لغاز الميثان الناتج عن بعض المخلفات العضوية في سورية يصل إلى نحو 1246 مليون متر مكعب سنوياً التي تنتج غاز ثاني أكسيد الكربون يصل إلى 48.23 مليون طن، ومعالجة هذه المخلفات باستخدام تقانة إنتاج الغاز الحيوي.
عمار الياسين
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد