القطاع المنزلي يستهلك 54% من الكهرباء في سورية
أوضح معاون مدير "المركز الوطني لبحوث الطاقة" سنجار طعمة، أن نسبة استهلاك القطاع المنزلي للكهرباء بلغ 54%، في حين أن قطاع التجارة والخدمات والدوائر الرسمية يستهلك بنسبة 14%، ونسبة 25% لقطاع الصناعة، و7% للقطاع الزراعي.
ولفت وفقا لصحيفة "الوطن" المحلية، إلى أنه في السنوات السابقة للعام 2010 وصلت نسبة استهلاك الكهرباء في القطاع المنزلي من الطاقة الكهربائية إلى 50%، "وبسبب الظروف الحالية التي نمر بها انخفض الاستهلاك في القطاع الصناعي وتفوق عليه القطاع المنزلي بنسبة كبيرة"، لافتاً إلى أن هذا المؤشر يعتبر سلبياً جداً، "لأن الدول المتقدمة يجب أن تسجل استهلاكاً للطاقة في القطاع الصناعي بنسبة أكبر من غيره من القطاعات، وخصوصاً أن هذا الاستهلاك كلما ارتفع أكثر كانت قيمته المضافة أكبر للاقتصاد وللمجتمع فيها".
وأشار طعمة إلى أن وجود هذه النسبة المرتفعة من الاستهلاك الكهربائي للقطاع المنزلي في سورية، تؤكد وجود فرصة كبيرة لترشيد الاستهلاك في الطاقة الكهربائية والوصول إلى نتائج إيجابية جداً تنسحب على الجميع من "وزارة كهرباء" وجميع المواطنين دون استثناء.
كلام طعمة أمس جاء خلال إطلاق حملة ترشيد الطاقة الكهربائية "الفترة الشتوية عام 2013- 2014" وتستمر من 15 كانون الثاني حتى 15 آذار المقبل، تشارك فيها وزارتا "الكهرباء" و"التربية" مع "منظمة طلائع البعث" تحت عنوان "الترشيد نور والجهل ظلام"، وتستهدف مديري المدارس والمعاهد والمرشدين النفسيين والتربويين في المدارس ليقوموا بدورهم في إيصال المعلومات الإرشادية إلى الطلاب والأهالي، ويتطلع القائمون على الحملة إلى نشر ترشيد الطاقة عند الأطفال وإيصال معلومات الترشيد إلى الوالدين والمساهمة في تخفيض استهلاك الطاقة الكهربائية والمحافظة على البيئة.
وأكد طعمة خلال المحاضرة التي قدمها خلال إطلاق الحملة، أن المستفيدين من إدارة الطلب على الطاقة ينسحب على "وزارة الكهرباء" وعلى المستهلكين في آن معاً، حيث ستستفيد الوزارة بتخفيض الذروة وبالتالي انخفاض عدد الخروج الإجباري للمجموعات وارتفاع الوثوقية فيها، وتأخير نمو الحمل وبالتالي تأخير التكاليف اللازمة للتوليد والتوزيع، وتخفيض ضياعات النقل والتوزيع وزيادة مبيعات الكهرباء خارج وقت الذروة.
أما بالنسبة للمستهلك، فإن نجاح الحملة سيؤدي إلى تخفيض كلفة الكهرباء وزيادة الوثوقية وتحسين المنافسة بالنسبة للمستهلكين الصناعيين.
وعن وسائل تنفيذ الحملة تحدث طعمة ،عن جولات ميدانية على المدارس يتم فيها عقد ندوات حوارية مع الطلاب والمدرسين وتوزيع منشورات الحملة والتلفزيون عبر البرامج والندوات والإعلانات.
كما تتضمن تعليم المستهدفين جملة من الخطوات الصغيرة التي ستكون لها نتائج كبيرة في الترشيد، على أن يتم بعد ذلك مرحلة لتقييم فعالية ونتائج الحملة من خلال الاستطلاعات وبعض المؤشرات.
وشدّد طعمة على أهمية دور المديرين والمدرسين في توعية الأجيال بأهمية الالتزام بترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، وقال إن: "من يطفئ لمبة واحدة في بيته وهو ليس بحاجة لها فإن لمبة كانت مطفأة في منزل مواطن آخر يعيش معه في نفس البلد ستعمل على الفور".
وأوضح أن أهمية توعية المواطنين بأهمية ترشيد الاستهلاك تبدأ من الطفل الصغير حتى البالغ 90 سنة من العمر.
وأضاف "أكثر من 95% من الطاقة الكهربائية نحصل عليها من الغاز والفيول والنسبة المتبقية 5% من المحطات المائية، فإذا انقطع الغاز والفيول فإن الكهرباء ستنقطع حكماً".
واشار إلى أن الطلب على الطاقة الكهربائية في سورية يزداد سنوياً بمعدل 6% سنوياً، وأن تلبية هذا النمو في الطلب يعني استثمار مبالغ كبيرة في إنشاء محطات التوليد والتحويل وخطوط النقل والتوزيع.
وكان وزير الكهرباء عماد خميس، بين تموز الماضي، أن مؤشرات الاستهلاك السنوي من الطاقة لعامي 2010 و2011 بلغت نحو 50 مليار كيلو واط ساعي، وهو ما يحتاج إلى 10 ملايين طن مكافئ نفطي بتكلفة تقدر بنحو 300 مليار سورية.
وأشار إلى أن نفس كمية الطاقة تكلف الدولة حاليا نحو 1380 مليار ليرة، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود لمواجهة هذا الطلب المتزايد على الطاقة وترشيده إلى أقصى الحدود.
يشار إلى أن انقطاعات التيار الكهربائي زادت خلال الشهر الماضي، في دمشق وريفها بسبب الاعتداءات على محطات الكهرباء، بحسب تقارير رسمية، بالإضافة إلى الضغط الكبير على الشبكات.
إضافة تعليق جديد