نقابة الصيادلة تتجاهل..مزاجية واستغلال في أسعار الأدوية بين صيدلية وأخرى
إن كان من أوجه للأزمة فلا بد أن أكثرها وضوحاً على المستوى الضيق هو محاولة الكثير من الباعة والتجار إفلات الأسعار من عقالها، وإن كان الأمر مثار امتعاض في بعض المواد إلا أنه مثار هلع في مجال واحد تحديدا وهو الأدوية واللوازم الطبية، نظرا للحاجة الشديدة إليها في الفترة الحالية أكثر من ذي قبل واضطرار المواطن لدفع أي مبلغ يطلب إليه لكسب السباق ضد المرض.
حبة دوائية محضرة من الأعشاب الطبية ملطفة للبلعوم والحنجرة تباع بظروف أصغر وارخص من العلب، اضطر مواطن لشرائها لطفله من صيدلية، وباعه إياها الشاب الصغير جداً القائم على الصيدلية بسعر 85 ليرة سورية للحبات العشر، ورغم إبراز المواطن ظرفاً فارغاً اشتراه من صيدلية أخرى وجداله بأن سعر هذا الظرف 40 ليرة سورية أي إنه أرخص بمقدار 45 ليرة إلا أن الجواب النهائي كان الإشارة له بالانصراف.
الصيدلية نفسها قامت مؤخراً برفض وصفة طبية صادرة عن أحد أطباء المؤسسات العامة لمريض هو عامل في إحدى الشركات الصناعية التابعة للقطاع العام، فلدى رؤية الوصفة وأنها ضمن الاشتراك التأميني الصحي رفضت الصبية في الصيدلية مجرد إجابة العامل بوجود الدواء من عدمه مؤكدة له أن الوصفة لا تساوي قيمة الحبر الذي كتب بها ناصحة إياه بمحاولة تامين النقود اللازمة لدوائه لأنها تتجاوز الألفي ليرة سورية وإن لم يعجبه الحال فليشتك إلى أي جهة كانت. فما كان من المريض إلا أن مزق الوصفة ورماها.
و في وقت سابق نقلنا إلى نقيب صيادلة سورية فارس الشعار شكوى مماثلة تتعلق بسعر الكحول والقطن والشاش الطبي لنفس الصيدلية إلا أن الجواب كان وجوب تقديم شكوى خطية، مع الأخذ بالحسبان أن قطاعاً معنياً بالدواء يجب ألا يكون قاصراً على سلطة ومسؤوليات نقابة الصيادلة وحدها فالمواطن وصحته وحياته ودخله ورزقه لا يخضع بحال من الأحوال لمزاجية أحد، ناهيك عن أن الفترة الحالية فترة حرب، وبالتالي يجب أن تكون هذه المواد الدوائية قيد المتابعة اليومية من جهات عدة تبدأ بنقابة الصيادلة وتنتهي بالتجارة الداخلية وحماية المستهلك، بالنظر إلى أن بعض الصيادلة كان أول من خرج عن عرف المهنة بعرض العطورات وأنواع السكاكر والمربيات والعلكة وسواها وصولا إلى حفاضات الأطفال والرضع وبالتالي من العدالة بمكان أن تتعدد الجهات الرقابية عليهم كما تتعدد البضائع الغذائية والاستهلاكية على واجهاتهم على الرغم من أنها أولاً وأخيراً ورغم التجاوزات: صيدلية.. وتتبع لنقابة الصيادلة.
مازن جلال خير بك
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد