عندما يتبادل الزوجان أدوارهما
قد يترك الزوج عمله أو يصرف من وظيفته إما بسبب أو بغير سبب.. ليست هنا القضية إنما القضية هي أنه زوج ومسؤول عن أسرة..!!
فما تأثير ذلك على أفراد أسرته عندما ينقلب حال الزوج من رجل يعمل خارج المنزل مؤمناً كافة مستلزمات أسرته بدءاً من أصغرها حتى أكبرها.. ليصبح شخصاً آخر يجالس أطفاله ويقوم ببعض أعمال المنزل ريثما تأتي زوجته التي تعمل خارج المنزل ويقع على عاتقها هي تأمين كافة مستلزمات المنزل وتأمين احتياجات أطفالها..
فما نظرة الرجل لذلك الوضع وما رأيه بذلك وهل يعاني من ضغط اجتماعي أو نفسي لم يشعر به من قبل لأن برأيه أن الأدوار في الحياة انقلبت واختلطت الموازين.. كذلك ما تأثير هذا الوضع المقلوب على حياة الأسرة وعلاقاتها مع بعضها البعض.
عن هذا الموضوع تحدثت سيدات رفضن ذكر أسمائهن ولا أعمالهن كون السبب الأول والأساسي هو عدم إحراج الزوج ولا حتى مجرد جعله يعرف أنها تتحدث عن عملها خارج المنزل وجلوسه هو بالمنزل.
بدأت حياتنا تتعقد لأتفه سبب..!!
كانت علامات التعب والإرهاق النفسي والجسدي واضحة على وجهها وكأن هذه السيدة فارقها النوم والراحة لأيام عديدة, فما السبب بذلك وهي تعمل بشكل متواصل دون أي راحة..??
أجابت وبكل حزن إن السبب ليس بعملها خارج المنزل إنما بالحياة التي تعيشها داخل المنزل كون زوجها لا يعمل خارج المنزل فهو جالس بالمنزل ليل نهار.. وترك أصدقاءه وابتعد عن زيارات العائلة.. فسألتها, لكن من قبل..??
قالت: كانت حياتنا تسير بشكل طبيعي دون وجود أي عائق ونعيش الحياة بمشكلاتها الطبيعية التي تعاش بكل أسرة دون وجود أي فرق أو أي شيء آخر إلى أن ترك زوجي عمله.. فبدأت حياتنا تتوقف وتتعقد لأقل سبب كان وحتى لأبسط الأمور وأصبحنا جميعنا نعاني من ذلك الوضع.. لكن ما العمل..??!
زوجي ترك عمله ولم يعد يسعى وراء عمل جديد, أصبح يضع اللوم كله عليّ بكل شيء..
لن أعمل مربية أطفال لأولادك..
ديالا تقول كان عمل زوجي بجانب عملي وقمنا بوضع الأطفال بمدرسة بجانب عملنا بحيث نأخذهم صباحاً ونعود بهم إلى المنزل عند انتهاء العمل.. وغدا بذلك برنامج حياتنا معروفاً وهو الاستيقاظ باكراً ومن ثم الذهاب للعمل وبعدها نعود للمنزل وفي المساء نذهب إلى أحد الأصدقاء أو الأقارب أو نبقى بالمنزل للاهتمام بالأطفال.. إلى أن ترك زوجي عمله فبدأ يتململ من كل شيء من الاستيقاظ باكراً.. من أولادنا.. من حاجياتهم.. فلم يعد يهتم بهم إن كنت خارج المنزل والسبب بذلك أنه لا يريد أن يكون مربية أطفال لأولادي وكأنهم أصبحوا أولادي وحدي فقط..
بدأ يرفض إيصالهم إلى مدرستهم والسبب أنه ليس السائق الخصوصي لأولادي, فلم أعد أعرف ماذا سأفعل وكيف سأتعامل معه أو أعامله, فقد أصبح زوجي شخصاً آخر غير الذي عرفته سابقاً وتزوجته..
بإنفاقك على المنزل لا يحق لك الأوامر..
راما تقول: إنه بعد ترك زوجي لعمله بدأ يراقبني بكل شيء ويشك بأي عمل أقوم به وأيضاً بدأ يدقق على لباسي ومع من أتحدث ومتى أعود ولماذا تأخرت.. وما أن ينتهي من معرفة ذلك وأجيبه على كل تساؤلاته حتى يبدأ بإلقاء أوامره.. هاتي.. أحضري.. اجلبي.. بذلك بدأت أتعب ليس جسدياً إنما نفسياً, السبب بذلك أن نفسية زوجي لم تعد تطاق..
فبدأ يحملني سبب ونتيجة إحباطاته والسبب هو عدم حصوله على عمل.. فلم يعد يحتمل أي نصيحة أو أي اقتراح بخصوص المنزل أو الأولاد, مكرراً جملة يقولها باستمرار: كونك تصرفين على المنزل لا يعني أن اقتراحاتك صائبة فهي حتماً خاطئة ولا تصح أبداً.
لكن.. ماذا عن الرجال...!!
رامي يقول إنه عندما بدأت زوجتي تصرف على المنزل بدأت أفقد سيطرتي على كل شيء بمنزلي, فأصبحت هي تحضر كل ما تحتاجه دون أن تسألني ماذا تريد من أغراض للمطبخ أو غير ذلك و.. أما بالنسبة للأولاد فأصبحوا يطلبون منها كل ما يريدون وكل ما يحتاجونه, فبدأت بسبب ذلك تتحكم بالمنزل فأحسست بعدم وجودي بالمنزل.
تحولت من عامود أساسي إلى قطعة أثاث
بهاء يقول إنه بعد أن ترك عمله تحول من رجل يعمل بكل نشاط إلى رجل لا يستطيع أن يقترح أي شيء لمنزله وأولاده.
وأضاف القول: لقد وجدت نفسي قد تحولت فجأة من عامود أساسي بالمنزل إلى قطعة أثاث تتنقل بالمنزل من مكان إلى آخر..
رأي المرشد الاجتماعي..
المرشدة الاجتماعية سهير العبد تقول إن الزواج علاقة مشتركة بين طرفين متساويين في الحياة وإذا أصيب أحد الطرفين بأي خلل فإن ذلك سينعكس على الأسرة كلها وبالتأكيد على الأولاد, ونحن بمجتمعنا الشرقي نجد أن الزوج لا يقبل أن تصرف زوجته على المنزل وعلى الأولاد..
لكن مع تقدم الحياة وتطورها يجب أن لا توجد هذه الفروق ضمن الأسرة فالحياة مشتركة بين الرجل والمرأة ويجب ألا تكون هناك أي عوائق تمنع من عمل المرأة وجلوس الرجل بالمنزل واهتمامه بالأطفال ولكن يجب ألا يستمر الوضع كذلك, ولحين ذلك الوقت يجب أن تسير الحياة طبيعية كما هي ولا توجد فيها أي مشكلات.
ميساء العجي
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد