الأمية الجنسية
أصدر المجتمع فرمانه بأن يحفظ التلميذ خارطة الوطن العربي ويجهل خارطة جسده ويعرف كيف دخل المستعمر إلى بلادنا ولا يعرف كيف يدخل هو إلى مرحلة المراهقة, والمفارقة أن المجتمع أوكل هذه المهمة إلى الآباء والأمهات الذين هم أصلاً في حاجة إلى التعليم وفك العقد المتوارثة نتيجة تربية خاطئة ومناخ مسمم ومجتمع يرتاب في كل ما يخص رغبات الجسد.
وتؤكد الدراسات التربوية والنفسية أن التربية الجنسية أصبحت ضرورة واجبة لتوازن الشخصية واختلالها يؤثر في تكوين الفرد وبالتالي ينعكس على أمن وسلامة المجتمع فالدافع الجنسي يقف خلف الكثير من حالات الشذوذ والإجرام والانحراف والفساد التي تزعزع أمن المجتمع وطمأنينة أفراده واستقرارهم وربما يكون ذلك أحد نتائج غياب مفهوم التربية الجنسية والنظر كواجب تربوي يقع على الأسرة والمجتمع.
إن المصارحة مع الأطفال والإجابة على أسئلتهم تبعد الطفل عن أن يستمد معارفه من أناس آخرين ربما يشكلون مفاهيم خاطئة, وتعاملنا مع التربية الجنسية يجب أن يحظى بالاهتمام الكافي فالتربية الجنسية مثلها مثل بقية أنواع التربية (الفكرية - الخلقية - الجمالية) والمادة الجنسية متضمنة في جميع مناهجنا بشكل صريح أو ضمني, لكنها لاتستثمر بشكل سليم من قبل القائمين على تربية الطفل.
وهنا لابد من القول أخيراً إن قليلاً من المصارحة مع أطفالنا وإفراغ طاقاتهم ومساعدتهم على فهم ذواتهم كفيل أن يبعدهم عن الكبت الذي يعانونه وكفيل أيضاً ببناء مجتمع سليم تحكمه الأخلاق والقوانين والتشريعات هذا من شأنه أن يساعد الأفراد على بناء شخصيات متوازنة.
سكينة محمد
المصدر:الثورة
إضافة تعليق جديد