الدراسة والزواج : أمران كلاهما مرّ
الكثير من العائلات ترفض تزويج بناتها في مرحلة الدراسة فالدراسة أولاً ومن ثم الزواج.. هل وجهة نظرهم صحيحة??
وماذا عن الدراسة ألا تمثل عائقاً لزواج الفتاة أم أنها تستطيع التوفيق بينهما? وهل أصبحت الشهادة الدراسية أكثر ضماناً لمستقبل الفتاة من الزواج? هذه الأسئلة كانت محور استطلاعنا فجاءتنا الإجابات بين مؤيد ومعارض وبين مستغرب ومستهجن تعالوا نقرأ ما قالوه: > رنا الزغير: رأت أنه من الضروري عدم اختصار أي مرحلة على حساب مرحلة أخرى, هناك بعض الفتيات يستطعن التوفيق ما بين الزواج وما بين الدراسة ولكن قليلات وذلك تبعاً لظروف الزوج ومن الممكن أن يكون الزواج المثالي ضماناً لمستقبل المرأة إلا أن الدراسة هي الضمان الأول.
> وعن التفضيل بين الزواج أو الدراسة تقول أماني جرو: أنا أعلم أن إكمال التعليم أمر مهم جداً لأن واقعنا الحالي يؤكد ذلك, فكثير من الفتيات تركن الدراسة لأجل الزواج ولكن في النهاية ندمن وبعضهن عاد إلى الدراسة بعد فشل العلاقة الزوجية, أما بالنسبة لي اعتقد أن الزواج يمكن أن يساعد على الدراسة في بعض الأحيان وممكن العكس إذ يساعد على الدراسة إذا كان هنالك تفاهم بين الطرفين منذ البداية وتشجيع الطرف الآخر وإذا كان هنالك حب متبادل ومع هذا أفضل أن أتم دراستي أولاً ومن ثم أفكر بالارتباط.
> أما نيرمين صيموعة تؤيد بالقول ما قالته أماني: من الطبيعي القول إن الدراسة قبل التفكير بالزواج وكما يقال كل شيء بأوانه جميل الزواج يمكن أن نحصل عليه في أي فترة من العمر أما سنين الدراسة متى فاتت لا تعوض, فالدراسة هي سلاح للفتاة في جميع مراحل حياتها أما الزواج فهو ورقة حظ فإذا كانت رابحة كانت السعادة وإذا فشلت فالعلم هو الحل الوحيد لمواجهة الظروف الحياتية الصعبة.
> ويبدو أن نغم كيوان متحمسة للإجابة علينا فتقول: العلم سلاح يساعد الفتاة في رسم مستقبلها ويأتي في المرتبة الأولى فالكثير من العائلات ترفض تزويج بناتها في مرحلة الدراسة فالدراسة أولاً ومن ثم الزواج, هذه وجهة نظر صحيحة أما إكمال الدراسة بعد الزواج فهو غير مجد لأن الفتاة بعد الزواج تترتب عليها مسؤوليات كثيرة جديدة, مثل الاهتمام ببيتها وزوجها وأطفالها, ولن تجد وقتاً لدراستها, فسيقل اهتمامها بالدراسة وستصرف النظر عنها لاحقاً, لهذا أقول إن الشهادة الدراسية أكثر ضماناً للفتاة من الزواج.
> وممن يماثلن (جاكلين حسن وسناء أبو درهمين وفاتن الطويل) مما يقلن: إن وجهة نظر الأهل صحيحة إذا كانت الفتاة في مرحلة التعليم الأساسي أو الثانوي أما في مرحلة التعليم الجامعي فهذا خطأ فالدراسة لا تمثل عائقاً أمام الزواج شريطة أن يكون الشريك مساعداً ومتفهماً لهذا الأمر أما بالنسبة للشهادة والزواج فكلاهما يشكلان ضماناً للفتاة ولا يمكن لأي منهما أن يكون أقل ضمانة من الآخر فالعمل والأبناء الذين هم ثمرة الزواج الضمانة لمستقبل أي فتاة.
> أما داليا متزوجة ولها تجربة طويلةتقول: الزواج هو الضمان الأكبر للفتاة من الشهادة ولكن لا أقول إن الشهادة ليس لها ضمان للفتاة وإنما أقول إن المسألة نسبية لو وضعنا الزواج والشهادة في الموازنة اعتقد أنه سيكون الزواج هو الغالب ومن وجهة نظري إن الشهادة مكملة للزواج والزواج ليس مكملاً للشهادة, بينما تتابع جارتها أم أيمن هذا لايعني أنني لا أوافق على إكمال الفتاة دراستها بل من المؤيدين والمساندين لإكمال الفتاة دراستها سواء أكانت متزوجة أم غير متزوجة لأن الشهادة ضمان ثان للفتاة بعد الزواج, وبرأيي إن الفتاة إذا جاءها نصيبها فالأفضل أن توافق ولا أؤيد الرفض بسبب الدراسة لأنه بكل صراحة الزواج أهم من الدراسة بالنسبة للفتاة, لأن انشغال الفتاة بإكمال الدراسة وصرف النظر عن فكرة الزواج قد يفوت عليها قطار الزواج, والبنت التي عندها رغبة في الدراسة عليها أن تكمل مشوارها الدراسي حتى بعد الزواج فكم من فتاة تركت مقاعد الدراسة وهي غير متزوجة وكم من أخريات نجحن في دراستهن وهن متزوجات ومسؤولات عن أسرة بأكملها فأهم شيء هو الدافع والرغبة والطموح لإكمال الدراسة.
> وعن الآثار السلبية أو الإيجابية حول متابعة الفتاة للدراسة أو الزواج, تقول المرشدة النفسية صفاء النواقيل: أن يفوت قطار الزواج على كثير من الشباب والشابات بسبب تقدم السن هذا يعني تفويت أجمل وأحلى أيام الزواج وهي مرحلة أوائل العشرينات من العمر ونحن بغنى عنها كوقوع بعض الشباب نفسياً في الفواحش ناهيك عن القلق والتشتت الفكري للذين يتابعون دراستهم من غير زواج ما يعود بالضعف العلمي والفكري لإنتاجهم الدراسي, فليست كل فتاة قادرة على التوفيق بين الزواج والتعليم خاصة وأن التعليم الجامعي يأخذ وقتاً طويلاً من عمر الفتاة إلى جانب متطلبات الدراسة الجمة وهذا يتطلب التفاهم بين الطرفين وربما تأجيل الإنجاب لأجل المصلحة المشتركة.
وأما عن الأثر الإيجابي لترك العادة هو تحصين نسبة كبيرة من الشباب والشابات واستقرارهم عاطفياً والجمع بين الأسرة والعلم يجعل البيت في حركة ونشاط ويبث روح الإنجاز لدى الجميع وبذلك تقل نسبة كبيرة من أسباب فساد المجتمعات لأن تيسير الزواج يسهم بقدر كبير في العفاف والاستقرار والشعور بدرجة عالية من النظافة الأخلاقية والهدوء العاطفي ما ينعكس بالدفع نحو نتائج علمية تخدم المجتمع في كافة الميادين.
محمد عكروش
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد