هيثم حقي منتجاً.. هل يغير السياسات الإنتاجية الحالية؟
قليلة جداً هي الأعمال الدرامية التي أحدثت قفزة في الدراما السورية ولم تكن من إخراج الفنان هيثم حقي. ولعل أبرز بصمات المخرج حقي، الآتي إلى التلفزيون من بوابة السينما؛ هي تجاربه التقنية في محاولة للارتقاء بالتلفزيون إلى المشهدية السينمائية، مهما كانت طبيعة النص، ونجاحه في إخراج الكاميرا من الأستديو واندماجها بالمجتمع والشارع. وهو ما كرَّس أسلوب عمله بوصفها مدرسة إخراجية، امتلكت الرؤية الإخراجية والعمق في الصورة وثقافتها، وبالتالي كان لها زمام المبادرة في تشكيل الصناعة الدرامية السورية، بالشكل الذي نعرفه الآن.
من هذه المدرسة الإخراجية، مدرسة هيثم حقي، تخرج عدد من المخرجين المخضرمين اليوم، مثل المخرج حاتم علي، والمخرج الليث حجو، والمخرج المثنى صبح، والمخرج سيف الدين سبيعي... وآخرون.
هيثم حقي أو شيخ المخرجين، كما يطيب لأهل الدراما أن يلقبوه، يسعى اليوم إلى العودة إلى دور المؤثر في الدراما السورية، ولكن هذه المرة ليس على صعيد الرؤية الإخراجية وحسب، بل على الصعيد الإنتاجي عبر تأسيسه شركة »ريل فيلم« للإنتاج الفني والتي ينتظر أن تستكمل ما بدأه المخرج في الدراما التلفزيونية، فضلاً عن وضع حجر الأساس لصناعة سينمائية سورية جديدة، ستبدأ بإنتاج عشرة أفلام سينمائية هذا العام، بإدارة مخرجين متميزين يتقدمهم المخرج حقي نفسه، والمخرج حاتم علي.
للمخرج هيثم حقي طموحات إنتاجية على صعيد الدراما السورية، وهي لا تلغي الهدف المادي، ولكنها تقدم المشروع الفني عليه، فالمخرج الذي أعلن مؤخراً عن المسلسلات التي أنتجتها شركته هذا العام، أظهر نزعة جديدة في العقلية الإنتاجية، ظهرت باعتماده على أسماء شابة، كتاباً ومخرجين، وتبنيه مشاريع درامية ذات بعد فكري وفني، وبرمجة خطة إنتاجية ووضع استراتيجيات عامة لتوجه هذا الإنتاج.. وفي هذه الخطوات الثلاث كان المخرج هيثم حقي يتجاوز ثلاثا من أساسيات الصناعة الدرامية التي يفتقر إليها الإنتاج الدرامي السوري، فهل ينجح ، منتجاً، في تغيير السياسات الإنتاجية في الدراما السورية؟
في إنتاج هذا العام يتابع المخرج والمنتج ما بدأه العام الماضي، فيقدم الجزء الثاني من المسلسل »الحصرم الشامي« للمخرج الشاب سيف سبيعي، وهو يؤكد تصنيفه »ضمن المسلسلات التاريخية، لا مسلسلات البيئة الشامية، لأنه يتحدث عن حوادث تاريخية كتبها السيناريست فؤاد حميرة عن »حوادث دمشق اليومية« للبديري الحلاق«.
»أولاد القيمرية« للمخرج سيف الدين سبيعي هو المسلسل الثاني في مشروع هيثم حقي الإنتاجي، والمسلسل »دراما فولكلورية بشرط تاريخي«، يصور حياة دمشق التجارية والعلاقات الإنسانية بين الناس من قضايا الحب والأسرة والمشاحنات العائلية والطمع... كما أنه يعرض لكيفية إدارة البلاد على المستوى السياسي. وتظهر التوليفة السابقة، كما لو أن »أولاد القيمرية« انطلق بحكايته من تلافي المآخذ علة مسلسلات البيئة الشامية (يأخذ النقاد على هذه المسلسلات ضبابيتها وعزلها عن محيطها الزمان والمكاني).
»أناشيد المطر« أيضاً، هو مشروع درامي بشكل جديد، يتألف من عدة مسلسلات درامية، لكل منها حكايته، ولكن جميع هذه المسلسلات تلتقي عند »ثيمة« واحدة هي المطر.
مشروع »أناشيد المطر« مؤلف من ثلاثة مسلسلات هي »مطر الربيع« للكاتبة أمل حنا، والمخرج سيف الدين سبيعي، و»رائحة المطر« للكاتب الشاب غسان زكريا والمخرجة الشابة إيناس حقي، و»موعد مع المطر« للكاتب الشاب رافي وهبي والمخرج ناجي طعمة. ستعرض كلها حصرياً على شبكة »أوربت«، على أن يعاد عرضها في القنوات الأخرى بعد رمضان.
تبقى النقطة الأكثر تميزاً في مشروع المخرج حقي في إعلانه عن إدراج عدد من المسلسلات في خطته الإنتاجية للسنوات المقبلة، وهو الأمر الذي نشهده لأول مرة في الدراما السورية، أي انه اعتمد الإنتاجات البعيدة المدى. ومن مشاريع حقي جزء ثانٍ من »أولاد القيمرية«، وجزء ثالث ورابع من »الحصرم الشامي«، بالإضافة إلى مسلسل »جريمة في العمارة« من تأليف الكاتب الشاب غسان زكريا، وبطولة النجم جمال سليمان.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد