آملاً بتحسين شعبيته المتراجعة، ساركوزي يقر بأخطاء في أسلوب إدارته
رأى المرشح الاشتراكي للرئاسة في فرنسا فرانسوا هولاند أمس أن تصريحات نيكولا ساركوزي «مجرد تبرير» غداة مقابلة مع الرئيس الفرنسي الذي أكد أن الهجرة ستكون الموضوع الرئيسي لحملته الرئاسية معرباً عن الأسف لبعض الأخطاء التي شهدتها ولايته ويعول الرئيس المرشح الذي يسجل تأخراً كبيراً في الاستطلاعات الرئاسية، كثيراً على المقابلة التي بثتها شبكة «فرانس 2» لإعادة إطلاق حملته بزخم.
وراهن ساركوزي الذي تراجعت شعبيته بشكل كبير، على إقراره علناً بأخطاء في «أسلوب» إدارته وبعض الأعمال التي لا تزال رمزية لجهة رفض عدد من الناخبين لشخصيته، مسلطاً الضوء على الصعوبات العائلية التي واجهها لتبرير أخطاء التقييم في مطلع ولايته.
ويعتبر ساركوزي «رئيساً للأثرياء» لجهة سياسته المالية وأيضاً لاحتفاله بفوزه في 2007 مع كبار مسؤولي المؤسسات في مطعم «لو فوكيه» الأنيق على جادة الشانزيليزيه.
ورد هولاند الخصم الاشتراكي لساركوزي على إذاعة «أوروبا 1» «احترم الحياة الخاصة بما فيها حياة الرئيس، لكنني لا أعتقد أنه من الضروري أن تعرض على الملأ (حتى) عندما كانت تبريراً لأحد الأخطاء في مطلع الولاية الرئاسية»، معتبراً أنها «حلقة لتبرير» سياسته.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم هولاند في الدور الأول المقرر في 22 نيسان وفوزه بشكل كبير في الدور الثاني في 6 أيار، مع حصوله على تأييد 56% من الأصوات لقاء 44% لساركوزي المنتهية ولايته بحسب الاستطلاعين الأخيرين للرأي.
وحول مضمون الحملة الانتخابية، أكد ساركوزي قبل 46 يوماً على موعد الانتخابات أنه يميل بوضوح إلى اليمين مع دعوته إلى سياسة أكثر تشدداً على صعيد الهجرة، وقال: «هناك الكثير من الأجانب على أراضينا».
وبعد انتقاده للهجرة غير الشرعية، أعلن ساركوزي أنه يريد الحد من الدخول الشرعي إلى الأراضي الفرنسية، معتبراً أنه يجب تقسيم عدد الأشخاص الذي تستقبلهم فرنسا على اثنين، أي «الانتقال من 180 ألفاً إلى 100 ألف تقريباً».
ومنذ انطلاق حملته الانتخابية منتصف شباط، اتهم الرئيس الفرنسي باستخدام لغة اليمين المتطرف سواء حول الهجرة أو مكانة الإسلام.
وسعى ساركوزي خلال المقابلة إلى تصحيح الانطباع المستمر بانعدام العدالة المالية من خلال إعلانه ضريبة جديدة ستطالب كبرى مؤسسات البلاد التي بإمكانها «عولمة» أرباحها وبالتالي دفع ضرائب مخفضة في فرنسا، ولم يعط ساركوزي تفاصيل حول هذه الضريبة التي ستطول مؤسسات مثل العملاق النفطي «توتال» أو عملاق الصناعة الغذائية «دانون»، ويمكن أن تعود على الدولة بمليارين إلى ثلاثة مليارات يورو.
إلا أن الضريبة تعتبر رداً لاقتراح هولاند فرض ضريبة بـ75% على عائدات الأثرياء الكبار أي التي تتجاوز مليون يورو في العام لمكافحة الرواتب «غير اللائقة» التي يحصل عليها مديرو هذه المؤسسات الكبيرة.
واعتبرت الصحف أن ساركوزي بدأ من خلال المقابلة «مصالحة مع الحقيقة»، وهو يأمل في انقلاب الوضع في غضون شهر ونصف الشهر وهو ما لم يشهده التاريخ السياسي في فرنسا من قبل.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد