«نايا» السيبيرية تكشف أصول سكان الأميركيتين

17-05-2014

«نايا» السيبيرية تكشف أصول سكان الأميركيتين

كان يوماً مروعاً بالنسبة إلى فتاة لاقت حتفها في كهف في المكسيك ربما منذ 13 ألف سنة، لكنه يوم مثير بالنسبة إلى العلماء الذين نجحوا في استنطاق أقدم هيكل عظمي في العالم الجديد ليبوح بأسراره المهمة، إذ أكد الباحثون احتفاظه بكامل حالته الوراثية.
وأعلن العلماء في دراسة أشرف عليها «المعهد الوطني المكسيكي للأنثروبولوجيا والتاريخ»، ووافقت عليها «الجمعية الوطنية الجغرافية»، أن الفحوص الوراثية لرفات الفتاة، الذي كان محفوظاً بـ«حالة ممتازة» بعدما عثر عليه غواصون في الكهف، «قدمت إجابات وافية عن أول بشر وطأوا النصف الغربي للكرة الأرضية، والصلة التي تربطهم بالسكان الأصليين في أميركا».
وأكدت النتائج، التي نشرت أمس في دورية «ساينس»، أن «إنسان العصر الجليدي الذي عبر لأول مرة إلى الأميركيتين على جسر بري كان يربط في السابق بين سيبيريا وألاسكا، أسهم حقيقة في زيادة عدد السكان الأصليين في أميركا»، وذلك في تناقض مع « الفرضية التي شاعت في ما بعد بأنهم وافدون جدد إلى المنطقة».
وكانت أبحاث العلماء، الذين سبروا أغوار مجاهل أدغال شبه جزيرة «يوكاتان» في شرق المكسيك، توصلت في العام 2007 إلى اكتشاف رفات الفتاة مغمورة تحت الماء في كهف، إلى جانب عظام تخص أكثر من عشرين من الحيوانات المتوحشة.
ويرجح العلماء أن تكون الفتاة، التي أطلق عليها اسم «نايا» نسبة إلى حورية الماء في الأساطير الإغريقية، قد غامرت بحياتها، وولجت إلى المسارات المظلمة في المغارة، لتجد الماء العذب، قبل أن تلقى حتفها في مصيدة وصفها عالم الآثار جيمس تشاترز من شركة «أبلايد باليو ساينس» بأنه «فخ لا فكاك منه»، إذ يبلغ عمقه 30 متراً، وهو عبارة عن حفرة تسمى بالاسبانية «أويو نيغرو»، أي الثقب الأسود، مشبهاً إياها بـ« كبسولة زمن حفظت حياة البشر والبيئة في أواخر العصر الجليدي».
ولطالما كان أصل أول بشر وطأوا أراضي الأميركيتين مثار جدل بين العلماء، إذ يرى كثيرون منهم أن صائدي الفرائس عبروا الجسر القديم قبل ما بين 26 ألفا و18 ألف عام. إلا أن أقدم رفات لإنسان العالم الجديد أصاب العلماء بالحيرة، إذ كان يتميز، مثل نايا، بجمجمة أصغر وملامح تختلف اختلافاً جذرياً عن السكان الأصليين للأميركيتين، ما أدى إلى إثارة تكهنات بأن هؤلاء البشر الأوائل في العالم الجديد «ربما كانوا يمثلون موجة هجرة مبكرة وفدت من بقاع أخرى من العالم، وليسوا أسلاف السكان الأصليين».
إلا أن المادة الوراثية التي تنتقل من الأم لأبنائها، والتي استخلصت رفات فتاة الكهف، أظهرت أنها تنتمي لنسل وراثي ينحدر من القارة الآسيوية ويمت بصلة للسكان الأصليين للأميركيتين.
وفي هذا الصدد، قال تشاترز إنه «ليس بمقدور أحد استثناء فرضية أن السكان الأصليين في أميركا لديهم مجموعات مختلفة من الأجداد، ولكن اكتشافنا يدعم الفرضية التي تقول بأنهم يتحدرون من سيبيريا».

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...