بعد «غوغل الكاثوليكي».. إطلاق «الشيخ» غوغل!

16-02-2009

بعد «غوغل الكاثوليكي».. إطلاق «الشيخ» غوغل!

غوغل يرتدي عمامة! يقول الخبر: إطلاق محرر بحث خاص بالمسلمين. الاسم: «غوغل الإسلامي». اللوغو الخاص به يستدعي لوغو موقع «غوغل» الشهير مع إضافة لصورتي قبة مسجد ومئذنة، والبحث على المحرك يشمل الانترنت، المواقع العربية، والفرنكوفونية.
المعلومات شحيحة للغاية. كل ما يستطيع المرء إيجاده هو معلومات صحافية متكررة لا تضيف أي جديد. عن «غوغل» الكاثوليكي والاسلامي
الفقرة اليتيمة الموجودة على موقع «غوغل الإسلامي» تشرح باللغة الإنكليزية تحت عنوان «عَنّا»: «هو محرك بحث إسلامي مدعوم من غوغل (powered by)، مهمته تأمين وسيلة للحصول على نتائج بحث عن الإسلام (..). «غوغل الإسلامي» ـ مدعوماً من «غوغل» ـ يستخدم تقنية «بحث آمن»، فيأتي بنتائج بحث من كل الانترنت مع أفضلية أكثر لنتائج البحث المستمدة من المواقع الإسلامية الشهيرة، ويغفل الكمية الأكبر من نتائج البحث ذات المضمون اللاأخلاقي (morally offensive)، مثل البورنوغرافيا. إنه يضيف فلترة مشددة على الكلام والصور الواضحة ذات العلاقة بالمضمون اللا أخلاقي (..)».
تتابع الفقرة مفصِّلةً: «الموقع هذا لا يتصل بغوغل دوت كوم، نحن نعمل بشكل مقرَّب مع «غوغل» للمساعدة في التحقق من أن النتائج ليست محل اعتراض، لكن بعض النتائج والإعلانات المصاحبة المدرجة قد لا تكون ملحقة بخط الإسلام. إننا لا ندعم أياً من هذه النتائج أو الإعلانات على «غوغل الإسلامي»». وتنهي الفقرة: «غوغل الإسلامي هو الوسيلة الفضلى للمسلمين الجيدين لسبر الانترنت».
الأمثلة عن النتائج المفلترة على «غوغل الإسلامي» لا تُحصى، وهي فقيرة إلى حد كبير وتنحو باتجاه واحد لا يحوي إلا الفتاوى على المواقع والمنتديات أو النتائج العامة.
البحث عن كلمة «حب» مثلاً، يأتيك بصفحة «ويكيبيديا» التي تحوي حديثاً عاماً عن الحب، وبنتائج إسلامية عن حب الله، وعن دين الحب (الإسلام)، وعن مدى جواز أن يقع رجل وامرأة في الحب في الإسلام (النتيجة المستمدة من «إسلام اون لاين» تفرق بين الرومنسية والحب، وتقول إن الرومنسية عادة «غربيّة» سابقة للزواج، وإن الحب والرومنسية أثبتا فشلهما، والدليل؟ معدلات الطلاق المرتفعة في الغرب! كما تدفع باتجاه الزيجات المرتبة كتقليد إسلامي. «وماذا لو رفضت الفتاة طلب زواج من شاب، ماذا يفعل؟» النتيجة توضح أنه يمكن للشاب أن يلجأ للأوصياء على الفتاة كأقاربها لإقناعها. وتتابع النتائج لتدرج شيئاً عن مدى جواز إجبار الزوجة على ممارسة الحب من قبل زوجها (!)
أما عند البحث عن كلمة «قبلة» مثلاً، فيفاجأ المستخدم بأن النتيجة الأولى هي عبارة الصحافي منتظر الزيدي عندما رمى بوش بحذائه واعتبرها «قبلة الوداع».
الواضح من المعلومات التي يدرجها الموقع أنه ليس تابعاً لمحرك البحث الشهير «غوغل» رسمياً، لكنه يستفيد من نتائجه فيفلترها ليعود الباحث بنتائج أولى من المواقع الإسلامية حصراً («إسلام هاوس»، «إسلام أون لاين»، «مسلم كندا»، «إسلام توداي»، «مسلم آكسس»)، ومن بعض المواقع غير الإسلامية التي تحوي مضموناً غير مخالف للسياسة المدرجة في الفقرة التعريفية أعلاه (ويكيبيديا مثلاً).
تجربة «تديين» محركات البحث هذه ليست الأولى. إذ تبين أنه قبل «غوغل الإسلامي» كان هناك.. غوغل كاثوليكي (كاثوغل)!
البحث في الدين ليس من أولويات هذه المقالة، لكن الوضع السياسي المستمر منذ أحداث الحادي عشر من أيلول يضع المواقع الدينية في الواجهة. هكذا، تُطرَح أسئلة عامة من نوع: من هو المسلم أو الكاثوليكي «الجيد» الذي يتوجه إليه الموقعان؟ ألا يعد مجرد استخدام لفظ «الجيد».. تبسيطاً؟ وهل من يستخدم المواقع غير المفلترة دينياً («غوغل» حاف مثلاً) هو مسلم أو كاثوليكي «سيئ»؟ وهل يُسعى عبر غوغل الإسلامي (والكاثوليكي) إلى تقسيم «ديموغرافي ـ طائفي» لمستخدمي العالم الافتراضي؟
قد يرى البعض أن الأمر لا يحتمل كل هذه الضجة، وأننا فقط أمام فهرس شريعة الكتروني. في هذه الحال، تُطرح أسئلة من نوع: أي المذاهب الإسلامية سيعتمدها «غوغل الإسلامي»؟ أي النتائج الدينية سيغفلها؟ وأيها سيصدِّرها كحقائق لا لبس فيها؟
حتى اللحظة، لا يمكن الجزم بنجاح «غوغل الإسلامي»، وعدم اقتصار استخدامه على جماعة من المسلمين دون غيرها. ربما يتكفل مرور الوقت وتبلور الفلترة بوضوح، بترسيخ مكانة «الشيخ» «غوغل الإسلامي» وجعله «مرجعاً»، أو عزله!
غوغل الإسلامي: www.islamicgoogle.com
غوغل الكاثوليكي: www.cathoogle.com

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...