تعاون سوري نمساوي لإنشاء مشروع الخلايا الجذعية

11-07-2007

تعاون سوري نمساوي لإنشاء مشروع الخلايا الجذعية

هل انشاء مشروع الخلايا الجذعية والاستفادة منها في علاج العديد من الأمراض سيضع العرب في عداد الأمم المتقدمة علمياً وهل سيخرج من اطار الحلم الى الواقع؟.

ليعيد بعضاً من أمجاد العرب العلمية حيث كان لهم السبق في غابر الأزمان ومن لا يعرف أهمية وتأثير الخلايا الجذعية على البشرية مستقبلاً فيمكن التدليل على ذلك من خلال وصف الدكتور عبد الرحمن أبو رومية لها بـ «الذهب البيولوجي» والتي كانت محور الندوة العلمية التي أقامتها رابطة الاطباء السوريين بالنمسا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومشفى الأسد الجامعي وهيئة مخابر التحاليل الطبية في سورية وجمعية أطباء الاطفال السورية والجمعية السورية للمولدين والنسائيين والتي حضرها الدكتور ماهر الحسامي وزير الصحة وحشد كبير من الاطباء والباحثين يوم امس فقد بين الدكتور اياد الشطي ان موضوع الندوة عالي التقانة وعميق الانسانية وهو الاحتفاظ لأطفالنا بالحق في التقدم العلمي الحثيث الذي سيطرأ على استخدام الخلايا الجذعية جنينية كانت أم بالغة لصالح وخير البشرية خلال العقود المقبلة. ‏

وأشار الى ان انجاز هذا المشروع يحتاج الى الكفاءات العلمية ونقل المهارات والمعرفة والقدرة الاقتصادية والتوجه الانساني والحس الوطني السليم والتي هي متوافرة وسنثبت مجتمعين اننا أهل لها وجديرون بالعيش الكريم وهذا ما دفع شركة الشام القابضة للتصدي لهذا الموضوع. ‏

كما تحدث الدكتور هيثم خياط كبير مستشاري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية مؤكدا اننا في الوطن العربي بحاجة الى ان نخطو مثل هذه الخطوة وقد شرع المكتب الاقليمي للشرق الاوسط وسبق غيره من المكاتب بالدعوة الى اجتماعات لمناقشة موضوع الاستنساخ عامة والخلايا الجذعية بشكل خاص وقد ظهرت العديد من المواقف التي كنا نتوقع خلافها من الدول المتقدمة ما جعلنا نطرح اشارات استفهام كبيرة. ‏

وأوضح ان الخلفيات الثقافية تلعب دورا كبيرا في هذا الموضوع والتي انطلقت من عدة نقاط هل هذا الشيء الذي سيتم التعاطي معه هو كائن حي أم غير حي (وهو أمر لا يمارى فيه). ‏

وهل يجوز اجراء التجارب عليه ومدى هذه التجارب ومن مبدأ عدم حدوث أي نوع من أنواع الضرر وفي ظل هذا المبدأ كيف سيتم التعاطي مع هذه الخلايا والمجال الثالث مدى النفع الذي يمكن الحصول عليه. ‏

وأوضح ان هذا النقاش هو الأفق الواسع الذي نتطلع اليه باعتبار كون الخلية متعددة الامكانات نستطيع ان نشتق منها في المستقبل وهو المراد. ‏

وأشار الى ان المنظمة ترفض استنساخ كائن بشري كامل لاعتبارات عديدة بخلاف موضوع الخلايا الجذعية والذي يقف المكتب الاقليمي باتجاه اجراء البحوث حولها والتوسع بها داعياً الى دعم هذا المشروع وبقوة لما فيه خير وصالح الانسانية. ‏

وألقى الدكتور عبد الرحمن أبو رومية رئيس قسم التوليد في مشفى ملك في النمسا محاضرة بعنوان الخلايا الجذعية /الذهب البيولوجي/ خطوة عظمى في الطب الحديث. ‏

أوضح فيها أن البحث العلمي بالخلايا الجذعية بدأ منذ عشرات السنين وبدئ العمل به منذ سنوات بمعالجة سرطان الدم عند الأطفال وأمراض أخرى. ‏

ثم عرف بالخلايا الجذعية وأهميتها بالطب الحديث مشيراً إلى أن البحث العلمي في الخلايا الجذعية أمر ممنوع في العديد من دول العالم لعوامل مختلفة إلا أن الدين الإسلامي سمح باستعمال هذه الخلايا من الأجنة من بقايا أطفال الأنابيب التي لا تصل إلى رحم الأم ومصيرها الخراب، ومن الممنوع تصنيع أجنة لغرض البحث العلمي. ‏

وأشار إلى أن الخلايا الجذعية البالغة هي متوفرة بجسم الإنسان بكثرة «النخاع العظمي والدم» وتستعمل لمعالجة الأمراض السرطانية إلا أن مشكلتها تكمن في صعوبة الحصول على المتبرع المناسب ثم طريقة الحصول عليها من المتبرع والتلوث الجرثومي وتأثير المرض السلبي إذا استعملت من نفس المريض وقلة فعاليتها بازدياد عمر المتبرع. ‏

أما موضوع البحث فهو الخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري وهي سهلة الحصول خاصة إذا علمنا أن في سورية سنوياً 500 ألف ولادة.. وتتميز بسهولة الحصول عليها وخلوها من التلوث الجرثومي ولا مشكلة أخلاقية أو دينية في استعمالها لذلك سميت بالذهب البيولوجي. ‏

وأشار إلى أن هذا المشروع يحتاج إلى دعم كبير وسينفذ بالشراكة مع شركة ايكوسل النمساوية وشركات عالمية أخرى مشيراً إلى أن جمع دم الحبل السري بعد الولادة يحتاج لإنشاء بنك خاص للخلايا الجذعية من دم الحبل السري ويعد حقيبة أمان للطفل عند الحاجة ومدى الحياة. ‏

وبنك عام للخلايا الجذعية ويكون ملكاً للشركة وتباع العينات حسب الحاجة والطلب وتستخدم لمعالجة الكثير من الأمراض واستئصال الخلايا الجذعية البالغة من نقي العظام أو الدم للشخص المحتاج. ‏

وتستعمل لعلاج أمراض المفاصل عند الخيول والجمال وبعض الحيوانات الأخرى. ‏

وإنشاء بنك دم للحبل السري عند الخيول المميزة . ‏

ثم تحدث عن مساهمة رابطة الأطباء السوريين في العديد من المجالات وتقديمها للكثير من الأجهزة والمعدات الطبية للوطن الأم ولعدد من البلدان العربية. ‏

وتحدث في هذا المجال أيضاً عدد من الخبراء النمساويين منهم البروفسور هيربرت زيتش والبروفسور كارل هيتز والبروفسور جيرهارد اوبرلتشر. ‏

وكان الدكتور غسان شنان والدكتور صلاح الشبخة قد أشارا في بداية الندوة إلى أهمية موضوع الخلايا الجذعية لما سيقدمه من خدمة للبشرية في ايجاد حلول للعديد من الأمراض المستعصية التي وقف الطب عاجزاً أمامها لفترة طويلة.. ‏

ندى الزركي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...