دفعوا ثمن قتله نصف مليون ليرة
وصل بلاغ إلى فرع الأمن الجنائي يفيدُ بوجود جثّة شاب ملقاة في العراء في إحدى المحافظات السورية، وبالكشف عليها تبيّن أنّها عائدة إلى شاب في الخامسة عشرة من عمره، ومن خلال تشريح هذه الجثة تبيّن أنّ سبب الوفاة هو إصابة المغدور بطلقين ناريين من مسدس حربي عيار 7 ملم في الجانب الأيسر من الصدر، كما تمّ رفع آثار دواليب السيارة التي كانت بالقرب من الجثة
وبالتحرّي قام عناصر الأمن الجنائي بجمع المعلومات حول الجثة، حيث ثبت أنّ اسم المغدور (أحمد) فيما دلّت التحريات أيضاً على أنّ والد المغدور، ومجموعة من أقاربه، نزلاء منذ 7 أشهر في السجن لاتّهامهم بقتل أحد الأشخاص أثناء مشاجرة جماعيّة، وقالت مصادر في الشرطة إنّه تم التوصّل من خلال هذه المعلومات إلى أنّ الفاعل قد يكون من هذه العائلة طلباً للثأر والانتقام، وبالتوسع في التحقيقات وجمع الأدلة والقرائن، حامت الشبهات حول المدعو عبد القادر، وهو والد الشاب المقتول في المشاجرة الجماعية، وبإلقاء القبض عليه والتحقيق معه، اعترف بأنّه قد اتّفق مع كلٍّ من المدعو مصطفى ومهند على أن يدفع لهما مبلغاً مالياً مقابل قيام المذكورين بقتل «أحمد» للثأر من ذويه الذين قتلوا ابنه، وقد سلمهما المبلغ المتفق عليه، وهو نصف مليون ل.س، وأرشدهما إليه تمهيداً لقتله، ومن خلال البحث المستمر، تمّ إلقاء القبض على مصطفى ومهند، وتبيّن أنّهما كليهما من أرباب السوابق، وقد اعترفا بأنّهما اتفقا مع المدعو عبد القادر لتنفيذ الجريمة، وأنهما قد أوكلا تنفيذها إلى صديقهما المدعو (نوح) على أن يقوم بتنفيذ هذه الجريمة خلال شهر من الاتفاق، بوسائله الخاصة.
وأكّدت المصادر أنّ المدعو مهند قام بتسليم نوح جزءاً من المبلغ مقابل تنفيذ الجريمة، وبإلقاء القبض على نوح اعترف بإقدامه على قتل المغدور أحمد تنفيذاً للاتفاق.
وجاء في اعتراف نوح في محضر ضبط الشرطة أنّ مهند دلّه على مكان إقامة المغدور (أحمد)، وفي اليوم التالي قام نوح، بالاتفاق مع شخص آخر، بخطف المغدور أحمد بسيارة سياحية نوع (لاند روفر) كان تركها أحد الزبائن عنده، كونه يعمل صواجاً (دهان) للسيارات، ومن ثمّ تمّ نقل المغدور إلى أحد الأماكن، وقاموا بربطه وتركه تحت حراسة شخصين آخرين حتى المساء، حيث حضر نوح وبقي مع المغدور حتى الساعة الخامسة من صباح اليوم التالي، حيث قام بنقله إلى السيارة، واتجه به إلى خارج المدينة، وفي الطريق أقدم المدعو نوح على إطلاق النار على المغدور أحمد، فأصابه بطلقين في الناحية اليسرى من الصدر، ما لبث أن توفي على الفور، ثمّ قام برمي الجثة بمحاذاة الطريق، وعاد إلى المدينة فوراً، ولدى عودته اتصل بالمدعو مهند، وأخبره بأنه قد نفّذ الاتفاق وقام بقتل الشاب أحمد وأعطاه علامة للدلالة على ما قام به لقبض باقي المبلغ المتفق عليه.
وبناء على هذه الاعترافات، تمّ إلقاء القبض على كافة المشتركين في هذه الجريمة، واعترفوا بالأدوار التي قاموا بها، كما تمّت مصادرة المسدس الحربي (أداة الجريمة)، وحجز السيارة المستخدمة في الجريمة، والتي تبيّن أنها السيارة نفسها العائدة إليها آثار الدواليب التي وجدت بجانب الجثة.
أسعد جحجاح
المصدر: بلدنا
إضافة تعليق جديد