فارق السن بين الزوجين وآثاره السلبية
أصبحت الظروف الاقتصادية تتحكم في بعض المظاهر الاجتماعية وأهمها ارتفاع سن الزواج في صفوف الرجال ، وأصبحت فكرة الزواج تراود الرجال في سن متأخرة ، ولكن علي من يبحث الرجل في هذا السن هل عن المرأة الناضجة المتكافئة له في السن أم علي الفتاة الصغيرة ليعيد معها كل ما فاته هباءً في سنوات العذوبية ؟ .
لا شك أن كثير من الرجال يفكرون فى الزواج من الفتاة الصغيرة التي يكون بينها وبينه فارق سن كبير قد تضاعف عمر الزوجة في بعض الأحوال ، والغريب أن هناك بعض الفتيات يسعين إلي الزواج بهذا بالرجل الذي يكبرها بـخمسة عشر عاماً فما فوق ولكن هل يشكل فارق السن الكبير عاملاً للسعادة الزوجية أم سبب من أسباب التعاسة والخلاف بينهما ، وهل تفضلين الزواج بشاب فى مثل سنك أو تفضلين الزواج برجل كبير؟ .
تقول رحمة 19 سنة طالبة في كلية الإعلام " أنا لا أوافق علي فارق السن الكبير بينى وبين زوجي ، لأنه بالتأكيد سيكون بيننا هوة كبيرة ، فأنا من جيل وهو من جيل مما يجعل هناك عدم تلاقي بيننا في التفكير ، وأفضل شاب صغير كي يفهمني وأفهمه "
أما سماح 21 بكالريوس تجارة فتفضل الرجل الذي يكبرها بعشرة أعوام وتقول " شرط أساسي في فارس أحلامي أن يكبرني بسنين كافية حتى يكون إنسان ناضج بما فيه الكفاية ، فشباب اليومين دول " ميملوش عينى " فأنا في حاجة إلي إنسان يحميني وأشعر معه بالأمان"
وكانت شيماء دبلوم تجارة 23 عاماً أكثر صراحة فجاوبت بمنتهي الثقة وقالت " أنا ميهمنيش السن علي الإطلاق انشالله يكون عمره 90 سنة" وأضافت " أي شاب الآن لا يفكر في الزواج إلا بعد سن الـ 35 وفي هذا السن يكون استعد الشاب للزواج من الناحية المادية ، فالعمر لا يشكل أي مشكلة لي لكن أحرص أن يكون زوجي مرتاح مادياً لأن المادة دائماً هي التي تسبب المشاكل بين الزوجين !!"
أما الشباب فكان لهم رأي آخر ، يقول محمد 25 سنة " بالرغم من أني لا أفكر في الزواج حالياً نظراً لعد استعدادي له مادياً ، فأمامي عدة سنوات لأجهز للزواج ، فأني سأختار الفتاة المناسبة التى تصغرني بسنوات قليلة ثلاثة أو أربع سنوات لكي يفهم كل منا الآخر ، وفي النهاية كلها أمور نسبية "
أما طارق 40 سنة متزوج حديثاً يقول " بعد عودتي من الغربة ، تزوجت وعمري 39 عاما وزوجي تصغرني بـ20 سنة ، ونحن والحمد لله متفاهمين ، فوالدتي رشحتها لي لأنها من بيت طيب وصغيرة وأستطيع أن أطبعها بطباعي ، وفارق السن لا يسبب لنا أي مشكلة .
ويري الكاتب الأمريكي فان دفلد أن فرق السن بين الزوجين يجب ألا يتجاوز بضع سنوات وحسب، وبذلك يمكنهما أن يبدآ حياتهما الزوجية بمقدار متقارب من التجربة والخبرة ، فإذا بدأ الزوجان زواجهما في سن مبكرة، استطاع كل منهما أن يشارك الآخر مشاركة متزايدة في التجارب والمشاعر الشخصية ، وإذا تأخر الزواج إلى سن أنضج، أتى كل منهما معه بمهارته لتحسين علاقاتهما الزوجية.
ويؤكد خبراء علم الاجتماع ان الفارق في السن بين الزوجين لا يؤثر على العلاقة إذا كان لا عشرة سنوات كحد أعلى ففي هذه الحدود يكون باستطاعة الأزواج الارتباط دون أن يكون فارق السن عائقا في نجاح العلاقة الزوجية.
أما إذا كان الفارق عشرين عاماً فان الزواج حتما يكون غير متوافق ، فعلى سبيل المثال من ناحية العمل يكون الطرف الأصغر في بداية تأسيس مهنة بينما يكون الطرف الأكبر يفكر في التقاعد إن لم يكن تقاعد فعلا.
لكن المشكلة الحقيقة عند الأزواج الذين يتمتعون بفارق كبير في السن بينهما تبدأ في مراحل متقدمة من الحياة الزوجية أي بعد انقضاء عشرين سنة على الزواج فبينما يكون الطرف الأكبر يشعر بقرب نهاية المشوار ويبدأ بالاستعداد لمغادرة الدنيا يكون الطرف الأصغر"الزوجة" مفعما بالحياة ويرغب بممارسة نشاطاته العادية في الحياة مما يخلق فجوة كبيرة بين الطرفين.
لذلك غالبا ما نرى الكثير من المشاكل تظهر بين الأزواج الذين يتمتعون بفارق كبير في السن بينهما إلا أن ذلك في النهاية لا يمكن أخذه على إطلاقه حيث نجد مثلا بعض الرجال الكبار في السن يفضل الارتباط بفتاة صغيرة في السن في ليستمتع بشيخوخته كما نرى بعض الفتيات الصغيرات ينجذبن إلى رجال في أعمار آبائهن وذلك إما بحثا عن الحنان أو عن المقدرة المالية.
ويقول المأذون الشرعي أحمد سعيد العمري كما ذكرت جريدة الوطن " إن زواج الرجل الكبير من فتاة تصغره كثيرا حللته الشريعة الإسلامية ولا جرم فيه ما دام الزواج قائما على المودة والرحمة، ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قد تزوج من أم المؤمنين عائشة وعمره قارب الستين بينما عمرها لم يتجاوز الثالثة عشرة، كذلك زواج المرأة من رجل يصغرها أو يكبرها سنا لا مانع فيه إذا كان على خلق ودين ".
أسماء أبوشال
المصدر: محيط
إضافة تعليق جديد