لبنان: الحريري يرفض مقترحات المعارضة وخياره الاعتذار

10-09-2009

لبنان: الحريري يرفض مقترحات المعارضة وخياره الاعتذار

لم يخرج الاجتماع المسائي الذي جمع الرئيس المكلّف بوفد المعارضة اللبنانية بأي جديد. وقال مصدر مطّلع إن الحوار تناول نقاط الخلاف كلها، لكن لا أحد أقنع الآخر بوجهة نظره، وإن الاجتماع لم ينته إلى تفاهم على أي نقطة، حتى إنه لم يُتَّفَق على موعد جديد، فيما قالت مصادر قريبة من الحريري ما بعد منتصف الليل إن الأخير «ينظر إلى الأمور كأن اجتماعه مع المعارضة لم يحصل، وإن تبادل الشروط يدفعه أكثر فأكثر نحو الاعتذار».ميشال سليمان وعقيلته
من جانب المعارضة، قالت المصادر إنه عُرضت وجهة النظر التي عُرضت أمس أيضاً على الرئيس ميشال سليمان، ومع أنه تم التفاهم على عدم مشاركة الوزير جبران باسيل في وفد المعارضة الذي ضمّ النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، لعدم إضفاء أي توتر، فإن الحريري رفض مطالب المعارضة، ورفض على وجه التحديد توزير باسيل، ما يخالف مواقف الكثير من الوسطاء.
وكانت المعارضة بدأت نهارها أمس باجتماع تشاوري قبل الانتقال إلى لقاء الرئيس سليمان، إذ عرضت وجهة نظرها التي تشمل المطالبة بحقائب الاتصالات والعدلية والطاقة وبتوزير باسيل، لكن سليمان امتنع عن القيام بدور الوسيط، متمنياً على الوفد الاجتماع مباشرة بالرئيس المكلّف. وجرت بعد ذلك سلسلة اتصالات شملت الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط والسفير السعودي في بيروت لتنتهي إلى تولي الحريري الاتصال بالثنائي الشيعي ودعوة الخليلين إلى زيارته ليلاً، وسط محاولات لأن يكون جبران باسيل ضمن الوفد، وهو ما لم يحصل.
وبعد ساعة ونصف ساعة من الحوار بين الحريري والخليلين، خرج الحضور بانطباعات سلبية، وأكثر المتفائلين بينهم قال إن «الأمور بقيت على حالها، وهي معقّدة وصعبة جداً»، موضحاً أن الحريري رفض إعادة وزارة الاتصالات إلى التيار الوطني، وتحديداً إلى باسيل، وأوحى الحريري لزواره بأنه على استعداد للاعتذار، وهو ما أكّده ليلاً أحد المقرّبين من الحريري الذي التقى ليلاً السفير السعودي في لبنان علي عوض العسيري.
وتُشير المعلومات المتوافرة إلى أن رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان يسعى جاهداً كي لا يُعلن الحريري اعتذاره، رغم اقتناعه بأن لا حكومة من دون باسيل في وزارة الاتصالات، وهو ما نُقل للرئيس المكلّف الذي كان جوابه أن هذا الأمر غير ممكن، وبالتالي فلنعد إلى البداية، أي إلى الاستشارات.
وعُلم أن سليمان وبرّي وجنبلاط يُصرّون على عدم اعتذار الحريري. وتبيّن أن الثلاثي يعمل على بقاء باب النقاش مفتوحاً مع السعي للوصول إلى حلّ يقضي بأن يُسمي كل فريق وزراءه.
وفي المعلومات المتوافرة أن جنبلاط طلب أن تبقى وزارة الأشغال ضمن حصّته، وخصوصاً أنه لم تجر أي مبادلة في الحقائب الأخرى، وقد لفتت بعض الأوساط القريبة منه إلى أنّ هذا الأمر بات محسوماً.
وقد جرى تداول اقتراحات حلول، منها أن تكون الاتصالات من حصّة المعارضة، لكن ليس للتيّار الوطني الحرّ، فيما سأل أحد المطلعين عن السبب الذي يجعل من الاتصالات حقيبة أساسيّة، وخصوصاً أنه لا أحد يجرؤ على أن يمنع المحكمة الدوليّة من أخذ ما تريد، مع أنها سحبت كل شيء حتى اليوم.
وأشارت بعض الأوساط إلى أن الأمور ستكون مرتبطة بما حمله الوزير غازي العريضي معه من السعوديّة، في ظلّ الحديث عن وجود إشارات إيجابيّة على هذا الصعيد، لكنها غير مؤكّدة.
وسبق الاجتماع كلام للحريري في إفطار أقامه غروب أمس في قريطم قال فيه إنه سيقوم خلال اليومين أو الثلاثة المقبلة بخطوات عدّة لمصلحة البلد، لافتاً إلى أن لديه صلاحيات وسيمارسها، مؤكداً أنه عنيد في ما يتعلق بالثوابت ولا يتزحزح عن الأمور الأساسية التي تخصّ لبنان وسيادته واستقلاله، ولا عن الصلاحيات التي أعطاها الدستور لرئيس الحكومة المكلف، وأعلن أن «الجميع يعلم أننا فزنا بالانتخابات»، مؤكداً أنه «لا يمكن أن نؤلّف حكومة وحدة لا تترجم وجود أكثرية في هذا البلد، ولا يمكن أيضاً أن نرضخ لأي ابتزاز، ولا أسمح لنفسي بأن أطالب بأكثر مما يحق لي بالمنطق».
من جانبه، شدد الرئيس بري على «الاستمرار في الحوار» مؤكداً «ضرورة خفض حدة التشنج والتصعيد، لأن مثل ذلك يؤثر سلباً على البلاد وعلى موضوع تأليف الحكومة». ثم التقى ليلاً الوزير غازي العريضي.
ونقلت إذاعة صوت الشعب أن الحريري أبلغ بري نيته الاعتذار، فنصحه رئيس المجلس بعدم الإقدام على هذه الخطوة، وأنه إذا فعل فستعاد تسميته للتكليف.
بدوره نصح جنبلاط، بعد زيارته نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، بالصبر والتروي للوصول إلى الحل المناسب لكل الفرقاء، ورأى أنّ على الجميع تقديم تنازلات، وقال إن الأبواب ليست مغلقة «كما قرأت من كلام السيد حسن ومن كلام المعارضة وكلام رئيس الجمهورية»، مضيفاً أن الحريري «عانى على مدى 70 يوماً»، فلا بأس إذا كانت مصلحة البلاد تقضي بمعاناة إضافيّة بضعة أيام من أجل الوصول إلى حلّ مناسب، وإيّانا أن نخطئ الحساب. لا نستطيع كما يدعي البعض أن نلغي الحسابات، أو بالأحرى التأثيرات الإقليمية».
وكرر عبارته: «كذلك يشدّد صديقي» الرئيس بري، على ضرورة التركيز على أهمية العلاقة بين السعوديّة وسوريا، دون تجاهل العامل المؤثر لإيران حيث «لن أقبل ولا نقبل، بأن تجعل بعض الأوساط الأميركيّة، أو تحاول أن تخلق حلفاً عربياً إسرائيلياً في مواجهة إيران. هذا مرفوض وهذا مُدان».

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...