نقاد الرواية النسوية يفضلون مكاشفات غرف النوم
العرب لا يتحدثون عن أدب النساء و الرجال بوصفه وحدة متكاملة، بل يصنفون ويعزلون تبعا لمرجعيات تقليدية تفصل المرأة عن الرجل فصلا قطعيا، وتتعامل مع المرأة كحالة خاصة من التبعية مما أدى إلى نشوء ثقافة للنساء فقط. ثقافة تحميها القوانين بأشكالها وتروج لها عقلية (سي السيد) حفاظاً على مكتسب الأفضلية الذكورية المتوارث منذ عهود سحيقة .
لذلك يحتفي الرجل بالمرأة عندما تكتب احتفاءً ذكوريا ـ أبويا ـ توجيهيا باعتباره أدبا ناتجا عن الرعاية البطريركية التي يوليها لمخلوق أقل منه شأنا! وعليه تصبح كتابة المرأة ـ على أشكالها ـ موضع ترحيب وتهليل نقدي، وخاصة عندما تكون كتابة مكاشفة تبدأ من غرف النوم
وعبر كلمات متلصصة تجد تلك الكتابة طريقها إلى ناشر يكتفي بألف دولار ليطبع خمسمائة نسخة ترويجية لرواية تفتقد لأبسط مقومات السرد، ومن عري إلى عري عبر مائة صفحة ( معظمها روايات قصيرة ) تغزو تلك الكتابة أيدي القراء وتتناقلها معارض الكتاب بشكل سري فتصيب من الشهرة ما أصابته هيفاء وهبي بواوا واحدة .
ماذا يحدث بعدها ؟
مقابلة مع محطة تروج لشكل المرأة تقول فيها المؤلفة كلاما لا يشبه اللغة العربية لأنها ذات ثقافة أجنبية رغم انها كتبت رواية بالعربية ،ومثلها الأعلى جي. كي. رولينغ مليونيرة هاري بوتر، ولا تخفي إعجابها بذلك رغم كل النقد الذي صنف أجزاء هاري بوتر خارج مفهوم الأدب لافتقادها فنيات الرواية .
بعدها يقرر الناشر أن يطبع آلافا أخرى من الرواية (المعجزة) ويدفعها من تحت الطاولة لقراء ذكوريين (غالبيتهم) يتحسسون صفحاتها بإعجاب قد يتحول لاحقا إلى مقال نقدي يجد فيه محرر جاهل فتحا في نقد الرواية فيمنحه نصف صفحة في جريدته ويواظب على ذلك مراراً حتى يأتي الخبر الأهم،
حيث قرر مخرج مشهور تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي، عندها تفسح صفحة الفنون مكانا عظيما ليس لنشر الخبر فقط، بل لتحول الكاتبة إلى نجمة إعلامية بعدما تكرر ظهورها في محطات الفرفشة طيلة أيام السنة وصارت صورتها على أي منتج نسائي علامة أكيدة لرواج منظف بشرة أو سائل تلميع الشفاه .
ماذا يحدث بعدما؟
يدخل بعض نقاد (النص كم) دائرة لحس العسل فيدلون بدلوهم في الرواية ـ الفيلم ـ التي تتحول إلى أسطورة زمانها ومعها تتحول كاتبتها إلى طاووس لا يرى نفسه بين البشر. وهكذا يمشي البط على خطى الأم، فتفقس الكتابة النسائية عن عدد كبير من السائرات على خطى الماما، مقلدات، مكاشفات، مفضحات، هيفاوات، ملسنات، وخلفهن ألف ضارب عصا يدافع عنهن .
حسين درويش
المصدر: البيان
إضافة تعليق جديد