«شمالستان»لبنان والرجل الذي أشعل نهر البارد
من غرق في «النهر البارد» حتى الآن, ومن هي الأطراف المرشحة للغرق عندما تدق ساعة الحسم؟
استطراداً أين موقع «فتح الاسلام» في المساحة الأصولية الممتدة بين أفغانستان والعراق وفلسطين, وكيف استطاع هذا التنظيم في زمن قياسي أن يحوّل لبنان من «أرض نصرة» الى «أرض جهاد» في محيط يؤمن له الحماية؟
وهل ان لبنان بتنظيماته الاسلامية المتطرفة مرشح للصوملة أو العرقنة وفي أحسن الحالات للجزأرة, كامتداد «طبيعي» لنشاطات «القاعدة» وأبنائها وأحفادها في شبه الجزيرة العربية وبلاد المغرب وبلاد الشام؟
هذه الاسئلة تتجمع عند مداخل نهر البارد الى جانب ملالات ومدافع الجيش اللبناني, في لحظة سياسية حرجة يعيشها لبنان على مشارف منزلقات بالغة الخطورة تهدد أمنه ووحدته واستقراره لتضعه مباشرة تحت رحمة استحقاقات داخلية واقليمية ودولية داهمة.
شاكر العبسي الذي أشعل «النهر» في 20 أيار /مايو عندما هاجم مقاتلوه ثلاثة مراكز عسكرية عند أطراف المخيم لجهة الغرب في ما يعرف بحي «صامد» ثم مركزاً رابعا الى الجهة الشمالية للمخيم هو عنوان الحرب التي بدأت في الشمال اللبناني وتدخل بعد ساعات أو أيام قليلة مرحلة الحسم.
وشاكر العبسي ومقاتلوه الذين يقدر عددهم بأكثر من مئتي عنصر ليس وحده في المواجهة, لأن المقاتلين الاسلاميين المتشددين الذين دخلوا لبنان خلال العام الفائت يقدر عددهم ببضع مئات (600 على الأرجح) ولأن المتشددين اللبنانيين الذين يؤازرونهم ويقاتلون الى جانبهم ليسوا قلائل ولو أن أي احصاء دقيق لهم لم ينشر حتى الآن.
المعركة لن تكون سهلة على الجيش والقوى الأمنية اللبنانية, وسيناريو الحسم المتداول لا يستبعد إشراك الفلسطينيين أنفسهم, بصفتهم مسؤولين عن أمن المخيمات في صيغة الحل. والمحاذير كثيرة سواء تولى الجيش المهمة أم تعاون فيها مع السلطات الفلسطينية. لماذا؟
القيمون على الأمن الفلسطيني مقتنعون بأن ضرب فريق مسلح داخل أي مخيم ينطوي على خطر انزلاق الفلسطينيين الى اقتتال داخلي على طريقة «فتح» و«حماس» في غزة, وامكان تمدد هذا الاقتتال أو انتقال عدواه الى المخيمات الأخرى كافة. والمسؤولون اللبنانيون يتخوفون من أن يؤدي الحسم العسكري للمعركة بواسطة الجيش الى مضاعفات داخلية, باعتبار أن التنظيمات والحركات الاسلامية المتشددة, لبنانية وفلسطينية, التي تتعاطف مع هذا التنظيم كثيرة, أبرزها «عصبة الأنصار» و«جند الشام», و«جيش الاسلام» و«أنصار الله» و«جند الله» في الجانب الفلسطيني, والجماعة الاسلامية وحركة التوحيد وحزب التحرير الاسلامي وجيش الاسلام وجبهة العمل الاسلامي... وأنصار هذه الحركات في الجانب اللبناني. وكثيرون يرون ان المعالجة الأمنية السياسية للوضع قد تكون هي الأجدى, إلا إذا تأمنت الظروف اللبنانية والفلسطينية معاً لاجراء جراحة في العمق تقتلع هذا الفصيل المتطرف من جذوره كحركة ارهابية مسلحة.
ومن الواضح ان القوى الفلسطينية أي الفصائل المنضوية الى منظمة التحرير كما الفصائل العشر غير المنضوية, ليست على الخط نفسه في مسألة معالجة قضية نهر البارد وليس مسألة «فتح الاسلام». فالبعض ينظر الى القضية على انه سيكون البديل النفوذي في المخيم لا سيما حركة فتح التي هي جزء اساسي من تكوين السلطة وزعيمة منظمة التحرير حتى الآن وهي التي فقدت نفوذها في مخيمات الشمال منذ العام 1983. الا انها تريد استعادة هذا النفوذ على اكتاف غيرها الى حد ما ولذلك فإن مسؤولها الاول في لبنان سلطان ابو العينين الذي كان توعد في اليوم الاول من المواجهات بأن الحريق في البارد يمكن ان يمتد الى مخيمات اخرى عاد عن الوعيد لينتقل الى الدعوة لحسم عسكري تتقدمه قواته بعد ان جرى تذكيره بأن من انهى ملفه القضائي بعد ان كان مطلوباً للاعدام يحتاج اليه اليوم لرد الجميل. ولذلك فقد توجه خلال اجتماع للفصائل بوجود ممثل السلطة عباس زكي الى الحاضرين بالقول «علينا ان نحسم هذا الامر سريعاً مهما كلف الامر». والغريب ان زكي والذي يعتبر من حيث الواقع مرجعيته التنظيمية والسياسية هو من تصدى له بالقول, ما هي القوة التي تملكها اولا في المخيم, ثانيا ان مقاتلي «فتح الاسلام» مستعدون للتخلي عن حياتهم بسهولة لانهم موعودون بـ«الجنة» فهل عناصرك يمكن ان يتخلوا عن ساعات ايديهم في مثل هذه المعارك؟ عندها طرح سلطان انه لن يورط «فتح» وحدها في استئصال المجموعات الارهابية وبالتالي على الفصائل جميعها المشاركة في هذه العملية او على الاقل منح التغطية لحركة «فتح السلطة» اذا كانت الفصائل غير راغبة في المشاركة عسكرياً.
لكن بين الفصائل, وبغض النظر عن الانتماء «القاعدي» لعناصر «فتح الاسلام» رؤية تمنع المشاركة في الموافقة على «قتل اي مسلم» الا في حال الدفاع عن النفس وهذا ما تقول به حركة «حماس» التي بالطبع لن توفر اي غطاء لغريمها السياسي على الساحة الفلسطينية اي حركة «فتح» وتقديم مخيم نهر البارد لها على طبق من ذهب وان كان سعره دماً. وغالبية الفصائل الفلسطينية غير متوافقة على اسلوب الخلاص من مجموعات «فتح الاسلام» وان كانت مجمعة في العلن على وجوب التخلص من هذا العبء المنزل على كاهل الفلسطينيين الا انها ترفض الدخول العسكري الى المخيم على قاعدة تقول ان عزل عناصر هذا التنظيم الجديد تدريجيا والايقاع بكوادره وعناصره هو سبيل افضل ويوفر دماء الشعب الفلسطيني.
لكن هل ان الخروج من معركة النهر بأقل ما يمكن من الخسائر, لبنانياً وفلسطينياً, لا يزال مسألة ممكنة؟
الظن الراجح أن لا, والمرشحون للغرق في النهر اكثر من المرشحين لعبوره من دون اضرار. حتى الآن تعرض الجيش لكمائن أوقعت في صفوفه عدداً كبيراً من الشهداء وهو يجد نفسه في موقع حرج لأنه مجبر على رد التحدي احتراماً لهيبته وصدقيته ودوره الوطني. وحتى الآن يجد المسؤولون السياسيون انفسهم امام معركة مفتوحة على مخاطر عدة ولا بد من تأمين الغطاء الكامل لها, محلياً وعربياً ودولياً قبل استكمالها. والجانب اللبناني ليس وحده الطرف الذي يشعر بالحرج لأن معظم الأطراف الفلسطينية المعنية بأمن المخيمات والحركات الفلسطينية المتشددة في حالة ارتباك لأن تجربة غزة وتجربة الصومال, فضلاً عن تجربة الحرب اللبنانية المدمرة نفسها, كلها في الذاكرة, ولن يكون سهلاً على أي فريق فلسطيني الانخراط في تصفية فريق فلسطيني آخر من دون ان يحسب حسابات دقيقة لتداعيات هذه المغامرة, كما ان التسليم الفلسطيني باجتثاث «فتح الاسلام» سابقة يمكن ان تفتح الباب أمام اجتثاث أطراف وحركات أخرى بقوة السلاح في المستقبل.
وفي خلفية المشهد قوى سياسية لبنانية تحاول توظيف المعركة لمصلحة حسابات داخلية, بحجة ان اطرافاً عربية ودولية دخلت على خط الصراع وأي حسم ضد نهر البارد يمكن ان يرتد اضراراً على كثير من المصالح في المستقبلين القريب والبعيد.
ويبقى السؤال الأهم: من هم جماعة «فتح الاسلام» وكيف تحول لبنان فجأة الى «أرض جهاد» على الطريقة الافغانية او السعودية؟
تقرير استخباري اعدته جهات امنية فلسطينية في لبنان, وتم توزيعه على عدد من الاعلاميين في الأردن, كشف واقع «فتح الاسلام» وملابسات انطلاقته كتنظيم كما كشف الخلافات الداخلية التي يعيشها ومدى ارتباطه بالقاعدة, وكذلك طبيعة تدريباته ومصادر تمويله وحجم الاسلحة التي يملكها. نقرأ في هذا التقرير:
ولدت حركة «فتح» الاسلام في اواسط العام 2006 واتهم القيادي «ابو خالد العملة» الرجل الثاني في حركة «فتح الانتفاضة» برعاية التنظيم. وخلال صيف العام نفسه بدأت «فتح الانتفاضة» ترسل عناصر عبر الحدود اللبنانية الى مراكز «صامد» التابعة لها, الى ان بلغ عددها زهاء 200 مقاتل وزع منهم 120 في مخيم البداوي (الشمال) و80 في برج البراجنة الضاحية الجنوبية (بيروت). بعد خروج العبسي من السجن في سوريا في العام 2005 انتقل الى معسكر تدريب لـ«فتح الانتفاضة» التابعة في منطقة حلوة قرب راشيا ثم الى معسكر آخر في منطقة قوسايا في البقاع الاوسط ثم تولى تدريب مجموعة حملت لاحقا اسم «فتح الاسلام».
وفي 9 تموز (يوليو) 2006 انتقل العبسي الى مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية لينتقل منها في تشرين الاول (اكتوبر) الى مخيم البداوي.
في غضون ذلك, دخل الى لبنان «السوري حسام صيام والسعودي محمد سالم آتيا من ضمن مجموعة تضم 300 عنصر توزع 150 منهم على مركز «صامد» في البداوي الخمسون الآخرون على مركز صامد في مخيم برج البراجنة». المعلومات ان كلا من «صيام وسالم يحملان جوازين سوريين . هذه المجموعة التي اصبح «اسمها فجأة حركة فتح الاسلام» تابعة لمحمود كولاغاسي. واثر الحوادث التي حصلت في المخيم انكشف امر المجموعة. وتشير المعلومات الى ان هناك اربعة موقوفين سعوديين اظهرت التحقيقات ان لا صلة لهم بأي نشاط ذي علاقة بالحوادث التي ارتكبتها «فتح الاسلام» وان بينهم السعودي عبد الله بيشي, وهو مطلوب من السلطات السعودية, كان وصل الى لبنان برا آتيا من ايران عبر العراق وسوريا.
التقرير يلفت الى ان بيشي كان مقيما في ايران وحضر الى لبنان بعدما اوهموه بان «فتح الاسلام» حركة جهادية تحتاج الى شخص يقدم النصائح والفتاوى الى افرادها. لكن سرعان ما اكتشف عدم صحة هذه الادعاءات عبر رفضه تغطية بعض الاعمال مثل فرض الاتاوات على تهريب البضائع وسلب بعض المصارف. وكذلك امتناعه عن الموافقة على انضمام «فتح الاسلام» الى لجنة التنسيق الفلسطينية اللبنانية.
كل المؤشرات تدل على ان مجموعة العبسي استفادت بشكل كبير من الفراغ الامني الذي حصل اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان (تموز الماضي) حيث استطاعت هذه المجموعة تنفيذ عمليات لوجستية عبر تهريب العناصر وتمركزها في نهر البارد وخارجه في مجموعة شقق موزعة في اكثر من منطقة منها المناطق المسيحية. وعرف ضمن هذه الحالة جنسيات سعودية وكويتية, ويوجد ايضا يمنيون ومن دول المغرب العربي.
كما تم تعزيز الترسانة العسكرية الخاصة بهم وتم هذا الانتقال اثر الغارات الجوية الاسرائيلية على مواقع فتح الانتفاضة حيث كان العبسي ومجموعته يتمركزون في منطقة البقاع (وادي الاسود) وكان الانتقال الى وجهتين مخيم برج البراجنة في بيروت ومخيمي البداوي والبارد والتحقق بهم ابو هريرة من عين الحلوة وهو من اهالي منطقة عكار كما التحق بعض العناصر من سير الضنية ومنطقة باب الرمل والتبانة ليصبح العدد حوالى 125 عنصراً كما ظهرت مجموعة من الجيش الاسلامي في العراق بقيادة العراقي ابو الليث, وانضم الى مجموعة المدعو ناصر اسماعيل المحكوم غيابيا باغتيال الشيخ نزار الحلبي (الاحباش) وشقيقه بلال المتهم بالعمالة لاسرائيل اثر اعتقاله لدى الجيش الاسرائيلي.
يذكر في هذا السياق ان محاولات نسج علاقات عمل بدأت منذ ذاك التاريخ وتفيد المعلومات ان اتصالات كثيفة حصلت مع المدعو ناجي كنعان وهو على رأس مجموعة كانت مرتبطة بعلاقات حميمة بالقوات اللبنانية وكانت تعمل سابقاً استخباراتيا ضد الوجود السوري في منطقة بيروت ولم تفد المعلومات الى اي مستوى وصل التنسيق مع هذه المجموعة.
والجدير بالذكر ان جميع عناصر كنعان تعمل حاليا لحساب «فتح الاسلام».
كما تفيد المصادر ان اتصالات جرت مع اسامة امين الشهابي المقيم في عين الحلوة حي الصفصاف والملقب بأبي صهيب بواسطة المدعو شهاب خضر قدور ومحمد توفيق الرفاعي الملقب بأبي عبد الرحمن للربط بين اسامة الشهابي وشاكر العبسي وتكليفه ليكون اميرا على الجماعة في عين الحلوة اذا وافق اسامة الشهابي على العمل تحت جناح وقيادة العبسي. كما ارسل مبلغا ماليا لاسامة للبدء بتجنيد عناصر في عين الحلوة تحت راية «فتح الاسلام» الا ان المعلومات لم تحدد حجم المبالغ المالية كما انه لم يتم اعلان سياسي محدد في عين الحلوة يفيد او يؤشر لوجود هذه المجموعة بهذا المسمى حتى الآن.
وفي 23 تشرين الثاني /نوفمبر/ 2006, اثر شكاوى من ساكني مخيم البداوي عن عمليات نقل اسلحة وذخائر ومتفجرات, حاولت اللجنة الامنية الفلسطينية حفظ الامن في المخيمات فدهمت شقة تابعة للمجموعة في المخيم, واشتبكت معها مدة اربع ساعات, واعتقلت اربعة من افرادها وسلمتهم الى السلطات اللبنانية.
وفي 27 تشرين الثاني /نوفمبر/ 2006 اعلنت المجموعة سيطرتها على مراكز «فتح الانتفاضة» في البداوي وبرج البراجنة والانشقاق عنها تحت اسم «فتح الاسلام». في الثامن من كانون الاول /يناير/ 2006 وفي التاسع من كانون الاول /ديسمبر/ 2006 اعتقل في دمشق «ابو خالد» العملة ونجله الدكتور خالد وابن شقيقه الدكتور نهاد. وبعد ثلاثة ايام, اي في 12 كانون الاول /ديسمبر/ 2006 اتخذت قيادة «فتح الانتفاضة» قراراً باقالة ابو خالدالعملة من مركزه وفصله من الحركة.
وفي 9 تموز /يوليو/ 2006 انتقل العبسي الى مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية لينتقل منها في تشرين الاول /اكتوبر/ الى مخيم البداوي واثر الحوادث التي حصلت في المخيم انكشف امر المجموعة.
وقد اضطرت العناصر التابعة لـ«فتح الاسلام» الى مغادرة البداوي اتجاه مخيم نهر البارد حيث استقرت هناك ولحقت بها اخرى وكانت في مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت, والعبسي هو فلسطيني اردني مطلوب للسلطات الاردنية في اغتيال الدبلوماسي الاميركي لورنس فولي في عمان, يتزعم حاليا «فتح الاسلام» ويتخذ من مركز «صامد» للخدمات الاجتماعية في نهر البارد مقرا لقيادة تنظيمه, ويعاونه شخص سوري ملقب بـ«ابو مدين» (ذكر تقرير لبناني انه قتل في المواجهة الاخيرة).
وفي اول تعليق علني على الاحداث الاخيرة وجريمة عين علق, اكد امين سر حركة «فتح» في لبنان سلطان ابو العينين ارتباط «فتح الاسلام» بمخطط اقليمي داعيا الى اعادة افرادها «من حيث اتوا».
ودان رئيس مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي «قيام اي جهة بتهديد السلم الاهلي اللبناني او الاساءة الى الوجود الفلسطيني وتعكير صفو العلاقات الفلسطينية اللبنانية» ووصف مجموعة «فتح» الاسلام» بانها «ظاهرة غريبة جاءت بظروف معروفة», مشيرا الى ان «الموقوفين من اعضائها الذين اعترفوا بتنفيذ تفجيرين الشهر الماضي في لبنان ليسوا فلسطينيين».
وبتاريخ 17/3/2007 صدرت فتوى داخلية من الشيخ ايمن الظواهري الذي يتولى شؤون تنظيم القاعدة العسكرية والسياسية بسبب مرض اسامة بن لادن, يقول فيها ان «تنظيم فتح الاسلام هو جزء من حزب القاعدة». وصدرت تعليمات من القاعدة بإسناد ولاية لبنان الى العبسي الى جانب تأمين الدعم المالي والبشري للمذكور وإلحاق كل العناصر العسكرية في لبنان تحت قيادة فتح الاسلام, اي ان يتم تمويل شاكر العبسي في لبنان. ومن ناحية اخرى اكد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية وجود علاقة بين جماعة «فتح الاسلام» المتهمة بتنفيذ تفجير عين علق في لبنان وتنظيم «القاعدة» وابلغ راديو «سوا» الاميركي ان وجود هذه العلاقة لا يدفع مع ذلك الادارة الاميركية الى الاعتقاد ان تلك الجماعة «تشكل «جزءاً رسميا» من تنظيم «القاعدة» مشيرا الى ان بعض اعضائها قاتلوا القوات الغربية في العراق.
وكان العبسي نفى في مقابلة مع «الكفاح العربي» علاقة «فتح الاسلام» بأي تنظيم آخر, وقال انها مستقلة تتخذ من الكتاب والسنة منهجا لها. وكذلك نفى سجنه بتهمة الانتماء الى «القاعدة» في سوريا, مقراً بانه سجن فعلا في هذه الدولة, ولكن ليس بتهمة تتعلق بتنظيم اسامة بن لادن.
من جهة اخرى قالت المصادر الداخلية والقريبة من «فتح الاسلام» عن ان خلافا عقائديا وفقهيا نشأ داخل المجموعة قسم تجمعهم الى تيارين: الاول: تيار شاكر العبسي الثاني: تيار يتزعمه ابو هريرة والحاج ناصر اسماعيل, هذا التيار مدعوم من جموعة عصبة الانصار اي جماعة ابو طارق السعدي.
وتؤكد المعلومات مغادرة محمود حسين مصطفى الملقب ابو عبيدة امير عصبة الانصار في عين الحلوة مع مجموعة الى مخيم نهر البارد على رأسهم الفلسطيني صالح محمد ابو السعيد للعمل المشترك مع فتح الاسلام, من جهة اخرى تدل المتابعة اليومية لحركة «فتح الاسلام». على استمرار حالة الاستنفار الدائم للمجموعة على خلفية تلقيهم معلومات تفيد ان حركة فتح بمسؤولية اللواء سلطان ابو العينين جهزت حوالى 160 عنصراً لادخالهم الى مخيم نهر البارد وقد اعطيت الاوامر للادارة المالية بتوفير كل المستلزمات المالية واللوجستية لهم على ان يرتفع العدد الى ثلاثمائة عنصر من اجل التحضير لمعركة تصفيتهم في المخيم في حال اتفقت «فتح» مع القيادة السياسية والعسكرية والامنية لسلطات الشرعية اللبنانية وبناء على هذه المعلومات يتم تنسيق حركة الاستنفار الدائم لمجموعة فتح الاسلام. كل ذلك على خلفية قيام غسان عارف مسؤول كتائب شهداء الاقصى فتح في البارد بالتعاون مع هشام البهلول مسؤول «الجبهة العربية» بمناورة عسكرية بالذخيرة الحية, واعتبرت هذه المناورة تمت بأمر من قيادة فتح في الرشيدية لاختيار رد فعل «فتح الاسلام».
وفي اثر كل هذه التحركات وردود الفعل فان العبسي يضخ مجموعة معلومات تفيد انه جاهز للاشتباك والدفاع عن موقفه وكذلك جاهز للهجوم المضاد للسيطرة على مكاتب «فتح» في نهر البارد وكذلك توجيه ضربات امنية انتحارية لقيادة «فتح» دون استثناء الممثلية في بيروت.
وتفيد معلومات مستقاة من اجتماعات داخلية ان العبسي يتحدث لقادته الميدانيين عن ضرورة التهدئة مع فتح و وكسب الوقت قدر الامكان وعدم التعجل بالاشتباك معهم خصوصا وان عملية احتجاز عناصر الدرك اللبناني جعلت الرأي العام الفلسطيني في المخيم ينتقل من الاحتجاج الصامت الى الاحتجاج المعلن والدعوة المباشرة لانهاء حالة «فتح الاسلام».
وفي التقرير كلام عن ان مجلس شورى التنظيم يضم:
1 ابو حسين رئيس
2 ابو ليث سياسي
3 ابو هريرة لبناني /ضيعة المشمش عكار
4 الحاج ناصر اسماعيل فلسطيني /البارد / الامن
5 ابو رياض فلسطيني / مخيم عين الحلوة
6 محمد المدني
7 ابو سليم طه الاعلام
8 ابو فراس التدريب
9 ابو كوثر شريعة
10 ابو خالد مسؤول عسكري وقام العبسي بتشيكل وحدة بحرية بقيادة:
1 ابو الليل محمد وحيد حبال 29 سنة سوري الجنسية وكلف بتدريب الوحدة ووضع كل ما يلزمه من حاجات عسكرية لها. وتفيد المعلومات انه تم شراء وحدات غطس بحري من القيادة العامة للتدريب على اسلوب عمل الضفادع البشرية ويحاول راهنا شراء زوارق مطاطية.
2 ابو مدين من عائلة عبد الوهاب وهو فلسطيني سوري من سكان مخيم اليرموك وفي معلومات اخرى تقول انه من اصل مغربي ويحتمل ان يكون فلسطينياً من المغاربة. ويتمتع بشخصية قوية وكاريزما تجاه التنظيم وتجاه شاكر العبسي حيث يظهر عليه تصرفات مستقلة لا تعير اهتماما كبيرا لشاكر العبسي ويحمل معه اكثر من جهاز خلوي ويعتبر الرجل الثاني في «فتح الاسلام» ويتصرف ماليا بشكل باذخ وهو خبير كيميائي استطاع تركيب دواء سام اسمه (زيبا) وهذا السم بدون لون او رائحة ويستعمل بواسطة الرش على مقبض السيارة او اي مكان يمكن لمسه وينتقل بواسطة الجلد لينتقل خلال ساعات وقد اجرى مجموعة تجارب في مخيم البارد على الكلاب والفئران وكانت ناجحة وعمل على بناء مختبر في نهر البارد.
3 ابو الوليد وهو فلسطيني جاء من الاردن واحتجز لدى المخابرات السورية حسب ما يدعى.
4 عبد الفتاح فيصل المأمون «ابو صهيب» سعودي الجنسية وهو النائب الاول والممول المالي للتنظيم ومن اصول تنظيم القاعدة يحمل بطاقة مزورة (فلسطينية لبنانية) باسم (ماهر محمود العويني).
وصل الى مخيم البارد من سوريا وحضر معه مجموعة عناصر ابرزهم «زياد احمد الاسعد» وهو فلسطيني سوري وسالم محمد الامين سوري الجنسية من حمص بصفة مرافقين لابي صهيب وهذان الشخصان من المفترض ان يوليا اهتماماً خاصاً لمعرفة امكاناتهما العسكرية والتنظيمية والميدانية وعن خلفياتهما.
5 شهاب خضر قدور الملقب «بأبي هريرة» غادر نهر البارد في 2/1/2007 متوجها الى البقاع واستقبل عناصر من العاملين في افغانستان ومن حركته يعتقد انه مسؤول اتصال وربط هو والحاج ناصر احمد اسماعيل وكان على رأس المجموعة الافغانية الافغاني وزير محمود الملقب ابو صهيب, ويعتبر ابو هريرة احد المدربين الاساسيين ومن المكلفين بشراء زوارق مطاطية مزودة بمحركات «زودياك» وهو الذي يقوم باستلام الاسلحة وادخالها الى المخيم ويساعد ابو هريرة بذلك شقيق زوجته الملقب بالشعبي.
6 ابو اليمان وهو سوري الجنسية من حلب ومسؤول عن الامن الخارجي ولم تتوافر حتى الآن معلومات حول شخصيته وطبيعة مهماته.
7 أبو الليث وهو سوري الجنسية وعضو مجلس الشورى وصهر شاكر العبسي لابنته, توجه على رأس مجموعة من نحو 20 عنصرا الى مخيم عين الحلوة, ويستغل غطاء تنظيم جند الشام كما ورد في المعلومات, ولديه بطاقة لبنانية مزورة باسم €شهاب صادق موسى€ مواليد عنجر 1962, و غادر عين الحلوة بعد إقامته هناك لمدة أسبوعين.
8 يوسف خليل أبو العزّ وهو ابن شقيق «ابو طعان» والمعروف عنه بأصوليته القديمة وهو مكلف بتسهيل شراء أو استئجار الشقق في المخيم وهو قائد فتح الاسلام في مخيم البداوي قبل أن يتم طردهم, وهو من تسبب بقتل عنصر من جبهة النضال الشعبي في مخيم البداوي إسمه ماهر عبد الهادي.
9 محمود وسام المصري (الملقب ابو هاجر) سوري الجنسية 33 سنة€ مسؤول حراسات شاكر العبسي عمل في العراق . وفي العام 2000 كان في أفغانستان .
10 عادل الياس الميساوي ( الملقب الشيخ مهران) سوري الجنسية كان سابقاً ينتمي لتنظيم المجلس الثوري ويعمل حاليا مع «فتح الاسلام» كمسؤول لمجموعة امنية.
11 محمد احمد نصير كحلوت ( من كفر الزيات ) عمل سابقا كمرافق لايمن الظواهري في افغانستان .
يتلقى التنظيم دعمه المالي من مشايخ سلفيين في سوريا وتجمع لهم تبرعات وبخاصة من منطقة حلب, كذلك من بعض المشايخ في الخليج , وحسب المصدر أن هؤلاء يقومون بدعم كل الحركات الاسلامية غير الحكومية والتي تحارب الاميركيين والغرب في الشرق الاوسط.
ومن الجديد ذكره أن معظم أفراد التنظيم خدم في العراق وما زالت اتصالاتهم مستمرة مع مجموعات مسلحة في العراق ويتم ارسال أقراص أفلام لهم عن عمليات مسلحة في العراق وتدريبات ودروس دينية.
وتفيد المعلومات أن التدريب لا يتوقف وأن المقرات مزودة بكاميرات مراقبة ويعتمد التنظيم أسلوب نصب الكمائن ليلاً.
ويهتم شاكر العبسي باستئجار بيوت على أطراف المخيمات وفي المدن ويستعمل من أجل هذا أهالي الاعضاء التابعين له.
المعلومات تفيد أن العبسي كلف كلاً من معين حسين عبد الرحيم «ابو محمد» واحمد محمد فتوح «ابو الوليد» وكلاهما من مخيم البارد ويحملان هويات مزورة للقدوم الى بيروت من أجل القيام بأعمال محددة, هذا التحرك حصل بتاريخ 09/03/ 2007.
المعلومات تفيذ ايضاً أنه تم شراء 20 دراجة نارية, وأنه تم إدخال كمية من المسدسات على عدة دفعات الى مخيم نهر البارد, وبنادق صغيرة من عيار 6 ملم و 9 ملم.
وأشارت المعلومات أيضاً الى وجود كمية من المواد المتفجرة داخل مبنى صامد وهي كمية كبيرة جداً, وأجهزة كورية.
بالنسبة الى الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها والتي كانت داخل مستودعات فتح الانتفاضة, في مخيم نهر البارد وحيث كانوا يتواجدون وهذا بشكل تقريبي.
1 بنادق رشاشة (نوع كلاشن كوف) 120 بندقية /مائة وعشرون
2 رشاش نوع (BKC) 14 رشاش / اربعة عشر وعدد كبير من الذخائر.
3 مدفع هاون نوع (82 ) عدد 2 /اثنان.
4 مدفع هاون نوع (60) عدد 1 /واحد.
5 مدفع نوع (106) عدد 1 /واحد.
6 رشاش نوع (5,14) عدد 2 /اثنان.
7 رشاش نوع (23 م.م.) عدد 2 /اثنان.
8 رشاش نوع (دوشكا) عدد 1 /واحد.
9 رشاش نوع (500 م.م.) عدد 1 /واحد.
10 قاذف (ت..ز) / عدد 30 / ثلاثون.
11 قذائف( R.B.J )عدد 840 /ثمانمائة واربعون قذيفة.
12 عتاد نوع (كلاشن كوف) عدد 350000 / ثلاثمائة وخمسون ألف طلقة.
13 قنابل يدوية عدد 40 / اربعون صندوق, أي حوالي 800 /ثمانمائة قنبلة.
14 ذخيرة نوع (5,14) عدد 15000خمسة عشر ألف طلقة.
15 ذخائر نوع (23 م.م.) عدد كبير من هذه الذخائر.
16 مدفع نوع (B01 )عدد 1 /واحد وذخائر قذائف.
17 مدفع نوع (B9 )عدد 1 /واحد وذخائر قذائف.
18 قذائف هاون (متنوعة) عدد حوالي 800 /ثمانمائة قذيفة.
19 كميات كبيرة من الالغام المضادة للدروع والافراد وكميات من مادة €T.N.T€ ومتفرقات.بالاضافة الى ما تم الاستيلاء عليه من مستودعات فتح الانتفاضة كما ان لديهم صواريخ استريلا وكميات لا بأس بها من الرشاشات القصيرة. هذا عدا ما تم شراؤه مباشرة من قبلهم وما تم إدخاله الى المخيم. وباختصار يمكن القول ان ما يجمع بين «فتح الاسلام» و«القاعدة» هو «الجهاد المقدس» ضد الكفار واعداء الاسلام, وان معظم قيادات وعناصر التنظيم تدربوا في افغانستان وقاتلوا في العراق قبل ان يصلوا الى لبنان, وبالتالي يمكن اعتبار هذا التنظيم «قاعدياً» ولو انه مستقل تنظيميا عن «القاعدة», والعبسي نفسه يعترف بأن علاقته بالقاعدة «علاقة اخوة لأن الذين يقاتلون عدونا اخوة لنا».
لبنان / يونس عودة مصباح العلي
الأردن /أسعد العزوني
المصدر: الكفاح العربي
إضافة تعليق جديد