الأسد ونجاد يستكملان مباحثاتهما ويعقدان مؤتمراً صحفياً مشتركاً
عقد الرئيس بشار الأسد مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اجتماعاً ختامياً ظهر اليوم استكملا خلاله مباحثاتهما التي بدأت أمس. حضر الاجتماع أعضاء الوفدين الرسميين من الجانب السوري السادة فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية ومحمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية وبثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وأحمد عرنوس معاون وزير الخارجية والدكتور حامد حسن سفير سورية في طهران.
ومن الجانب الإيراني السادة الدكتور برويز داوودي نائب رئيس الجمهورية ومحمد سعيدي كيا وزير الإسكان وإنشاء المدن وشيخ عطار نائب وزير الخارجية وأحمد موسوي السفير الإيراني بدمشق.
وبعد الاجتماع صدر بيان ختامي مشترك عن الزيارة جاء فيه.. في إطار العمل على تعزيز وتطوير العلاقات الأخوية القائمة بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وتلبية لدعوة محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية قام الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية بزيارة عمل للجمهورية الإسلامية الإيرانية على رأس وفد رفيع المستوى وذلك في الفترة من 2 إلى 3 آب 2008.
وخلال هذه الزيارة أجرى الجانبان مباحثات حول العلاقات الثنائية كما استعرضا الأوضاع الإقليمية الراهنة وتبادلا الآراء بشأنها في إطار جو سادته روح التنسيق والتعاون البناء حيث كانت وجهات نظر الجانبين متفقة وأكد الجانبان على أهمية تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات.
وحول قضية الشرق الأوسط أدان الجانبان استمرار سياسات الاحتلال والاستيطان والعدوان الإسرائيلي ضد أهلنا في الأراضي المحتلة وعبرت إيران عن تأييدها لحق الشعب السوري في استعادة كامل أراضيه المحتلة في الجولان.
كما بحث الجانبان الوضع على الساحة الفلسطينية وشددا على مواصلة الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الضمان لحقوق الشعب الفلسطيني في العودة لاقامة دولته المستقلة على ترابه الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وحول الوضع في العراق أكد الجانبان على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في العراق ودعم العملية السياسية لتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي وخروج القوات الأجنبية من العراق لضمان وحدته أرضاً وشعباً ولسيادته واستقلاله.
وحول لبنان عبر الجانبان عن ارتياحهما للتطورات الإيجابية التي يشهدها لبنان منذ اتفاق الدوحة وأكدا دعمهما لمسيرة الوفاق الوطني اللبناني وشدد الجانبان على دعمهما لحق الشعب اللبناني في مقاومة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد السيادة اللبنانية واستعادة ما تبقى من أراضيه المحتلة.. وطالبا المجتمع الدولي بوضع حد لهذه الانتهاكات.
وناقش الجانبان الملف النووي الإيراني وأعربا عن قناعتهما الراسخة بأن الملف يجب تداوله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية آخذين بعين الاعتبار التقرير الأخير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ونخص بالذكر التأكيد على سلمية البرنامج النووي الإيراني وأكدا على ضرورة إيجاد حل سياسي من خلال الحوار بما يحفظ الحق الثابت لإيران الطرف في معاهدة حظر الانتشار النووي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وأنه لابد من احترام قرارات وسياسات الدول الأعضاء في المعاهدة بما فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يخص امتلاك دورة إنتاج الوقود النووي.
وأعرب الجانبان عن قناعتهما الراسخة بضرورة جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية وأنهما يلفتان انتباه المجتمع الدولي لما تنظوي عليه الأسلحة النووية الموجودة لدى الكيان الإسرائيلي من تهديد للسلام والأمن الإقليمي والدولي ويؤكدان ضرورة قيام المؤسسات الدولية المسؤولة باتخاذ خطوة سريعة لمواجهة هذا التهديد.
وعبر الرئيس بشار الأسد عن شكره وتقديره للرئيس محمود أحمدي نجاد للكرم والاستقبال والحفاوة التي لقيها وأعضاء الوفد من الرئيس أحمدي نجاد والشعب الإيراني ووجه الرئيس الأسد الدعوة للرئيس نجاد لزيارة سورية وقد قبل الرئيس الإيراني الدعوة وسيتم الاتفاق على موعدها بالطرق المناسبة.
وعقد الرئيسان الأسد وأحمدي نجاد مؤتمراً صحفياً مشتركاً أجابا خلاله على أسئلة الصحفيين وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال حول الرسالة التي يحملها سيادته إلى إيران في إطار الوساطة بين الدول الست وإيران.. لاحظت نوعاً من المبالغة لدى بعض وسائل الإعلام بعد بدء هذه الزيارة من خلال تصوير الزيارة كزيارة لمبعوث غربي للملف النووي الإيراني.
وأضاف الرئيس الأسد لست وسيطاً ولا مبعوثاً ولم أحمل أي رسالة من قبل أي مسؤول غربي زيارتنا إلى إيران لاتأتي في إطار الملف النووي وإنما الملف النووي هو جزء من هذه الزيارة كما هو دائماً جزء من المحادثات بيننا وبين أي مسؤول إيراني خلال السنوات الماضية.
وقال الرئيس الأسد إنه بغض النظر عن زيارتي إلى فرنسا وعن التطورات المستجدة في هذا الملف فهي لا تختلف عن الزيارات السابقة سوى في الظروف المستجدة في القضايا التي طرحناها في لبنان وفلسطين وغيرها.. ولكن طلب منا في فرنسا من خلال الصداقة والعلاقة المتينة بين سورية وإيران أن نلعب دوراً في حل هذا الموضوع من دون تحديد هذا الدور.
وأضاف الرئيس الأسد.. أبلغنا الطرف الفرنسي موقفنا بشكل مباشر وهو أن أي دور سوري يستند إلى موقف سورية الذي يستند إلى المعاهدات الدولية ذات العلاقة وإلى مبدأ الحوار كطريق وحيد لحل هذه المشكلة ومن الطبيعي في مثل هذه الحالة أن نسأل في هذه الزيارة المسؤولين الإيرانيين عن المزيد من التفاصيل.. ونحن كما قلت نناقش هذا الموضوع بشكل مستمر ولكن أردنا ان نفهم تفاصيل الموقف الإيراني لكي يكون لدينا جواب لأي طرف في هذا العالم يطرح أي تساؤل أو أي رؤية حول موضوع الملف الإيراني.. فإذاً الموضوع يبدأ من إيران.. يعني لم نبدأ من فرنسا نبدأ من إيران لكي نفهم وجهة النظر الإيرانية ومن ثم نحدد أن كانت هناك إمكانية للعب دور أم لا.
وحول الدور السوري قال الرئيس الأسد إن توجه الدور السوري هو تعزيز الحوار وجعله حواراً بناء بعيداً عن الخطط السياسية والأفكار المسبقة الموجودة لدى بعض هذه الدول في العالم ..وكما قلت هذا الدور يستند إلى الاتفاقيات الدولية أولاً وبالتالي فإن من حق أي دولة في العالم كما ورد في البيان ان تمتلك طاقة نووية سلمية ومن ضمنها التخصيب.. وأن يستند إلى الحوار كطريق صحيح.. ومن المبكر أن نحدد هذا الدور قبل أن نسمع وجهات نظر أخرى من الطرف الغربي.
ومن جهته وصف الرئيس أحمدي نجاد العلاقات السورية الإيرانية بأنها وثيقة وقوية وهي سائرة على هذا النحو إلى الأمام وقال: نحن على الدوام نتشاور حيال القضايا الثنائية والإقليمية والعلاقات الدولية ونأخذ القرار سوياً.
وأضاف الرئيس الإيراني .. تطرقنا إلى شتى القضايا الإقليمية والدولية وأيضاً خضنا مجال العلاقات الثنائية وتعزيزها بشكل تفصيلي.
كما تطرقنا إلى القضية اللبنانية وإلى القضية الفلسطينية وإلى القضايا التي تدور رحاها على الساحة العراقية وحقيقة عندما كنا نخوض أطر هذه المباحثات كانت وجهات نظرنا إيجابية وجيدة مشيراً إلى وجود رؤية مشتركة مهمة في وجهات نظر البلدين.
وأكد الرئيس أحمدي نجاد استمرار بحث القضايا التي تهم البلدين وخاصة في الظروف الراهنة لمنطقتنا التي تشهد تطورات كبيرة.
وقال الرئيس الإيراني فيما يتعلق بالموضوع النووي: نعتقد أن كل أولئك الذين وقفوا في مواجهة إيران طوال السنوات وصلوا الآن إلى هذه القناعة لأنه لا مجال في هذا الموضوع إلا خوض مجال الحوار والتشاور.
وقال: نحن جادون في موضوع الحوار ونرغب أن يكتمل الحوار على قاعدة الأسس والأصول ويكون مبنياً على القانون وتتمخض عنه نتائج عملية على أرض الواقع وأملنا أن يكون الجانب الآخر جدياً في الحوار ونحن على استعداد لخوض شتى القضايا المختلفة على الصعيد الإقليمي والدولي وإن توجهنا دائماً مبنياً على أساس السلم والأمن.
وأكد الرئيس أحمدي نجاد أن الظروف الحالية هي ظروف إيجابية وجيدة وأن المستقبل سيكون لصالح الشعبين السوري والإيراني ولصالح سائر شعوب المنطقة وأن كل الجهود المشتركة التي تبذل على صعيد البلدين ستكون لصالح شعوب المنطقة.
قام الرئيس بشار الأسد اليوم بزيارة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي.
وكان الرئيس الأسد استقبل في مقر إقامته في طهران صباح اليوم السيد سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ومنوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد