الأسـد وسـولانا يبحثـان «تحريـك الملفـات الصعبـة»
وصف الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في دمشق أمس، دور الاتحاد الأوروبي في عملية التسوية في المنطقة »بالمهم والأساسي«، فيما أكد سولانا انهما بحثا الملفات الإقليمية و»تحريك الملفات الصعبة« مشيدا »بالجهود التي تبذلها سوريا من اجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة«، مشيرا إلى »ما تم في لبنان مؤخرا من تطورات مهمة جدا«، معربا عن أمله في أن يتم توقيع اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية العام المقبل.
والتقى الأسد سولانا بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة. وضم الوفد المرافق لسولانا المبعوث الأوروبي الخاص لعملية السلام مارك أوتي ورئيس وحدة الشرق الأوسط والخليج والمتوسط في المجلس الأوروبي كريستيان جوريه وسفيري فرنسا والمفوضية الأوروبية في دمشق. وقالت شعبان أن زيارة سولانا »هي زيارة أوروبية لسوريا، وهي إعلان رسمي وحقيقي عن الانفتاح الأوروبي« على دمشق.
وأوضح بيان رئاسي أن الأسد وسولانا بحثا »التطور المتنامي للعلاقات السورية الأوروبية، وآفاق تعزيز التعاون بين سوريا والاتحاد الأوروبي على جميع الصعد«، كما جرى بحث »عملية السلام في المنطقة، والجهود التي تبذل بهذا الصدد«.
ونقل البيان عن الأسد تأكيده أن »الدور الأوروبي في هذه العملية مهم وأساسي، وسوريا تعلق أهمية كبيرة عليه«، مشددا على أن »السلام يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة الأمر الذي ينعكس إيجابا على أوروبا والعالم«.
ونقلت وكالة (سانا) عن سولانا أن »الاتحاد الأوروبي يدعم بقوة عملية السلام، ويسعى لأداء دور بناء فيها«، مشيدا »بالجهود التي تبذلها سوريا من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة«.
وأشارت »سانا« إلى انه جرى استعراض تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والتطرق إلى الأزمة الاقتصادية العالمية حيث اطلع الأسد من سولانا على الخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لمواجهة الواقع الاقتصادي الجديد.
وذكرت »سانا« انه تم الاتفاق خلال المحادثات على »ضرورة تبادل وجهات النظر، واستمرار التشاور بين سوريا والاتحاد الأوروبي بشأن القضايا المحورية في المنطقة والعالم«، حيث رحب الأسد »بالدور الأوروبي النشيط بقيادة فرنسا وبالتحاور والتعاون وأهمية إيجاد الفرص المناسبة لتنسيق الجهود ومعالجة الأزمات التي تواجهها المنطقة وأوروبا والعالم ككل«.
ووصف سولانا لقاءه بالأسد بأنه كان »جيدا جدا«، مشيرا إلى »العلاقة الخاصة« بينهما. وقال إن اللقاء »كان جيدا، وأتمنى أن يستمر التقدم الذي بدأه الرئيس (الأسد) بالتصميم والرغبة التي لديه«.
وأضاف »تحدثنا في مواضيع إقليمية كثيرة، وأنا آت من زيارة لعدة دول في المنطقة، وقد بحثنا كيف يمكن تحريك الكثير من الملفات الصعبة في المنطقة«، من دون ان يحددها. وأشار إلى أنه بحث مع الأسد »الأزمة الاقتصادية واحتمالات تأثيرها على اقتصاديات البلدان المختلفة، وكيف يمكن التنسيق لجعل الأزمة أقصر مدة لكي نجنب الناس المعاناة«.
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك خطوات جديدة ستتبع عودة الاتحاد الأوروبي للانخراط مجددا مع سوريا، قال سولانا، الذي اجتمع مع المعلم ونائب الرئيس فاروق الشرع، »كما تعلم أنا هنا، والرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي كان هنا في أيلول (الماضي)، ونحن منخرطون في الحوار الجديد عبر عملية المتوسط، فالعلاقات تنمو وأتمنى أن يتم تحديث اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية« العالقة حاليا، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يدعم ذلك. وأعرب عن أمله في أن يتم التوقيع على الاتفاقية العام المقبل، موضحا »أن الأسس« الخاصة بهذه العملية موجودة.
وردا على سؤال حول الدور الأوروبي في عملية السلام، قال سولانا »كما تعلم نحن منخرطون للغاية في عملية السلام الذي يجب أن يكون سلاما شاملا«، معتبرا أن »المسار السوري أساسي، ونتمنى أن يتقدم«، موضحا أن الاتحاد الأوروبي يدعم عملية التفاوض غير المباشر بين سوريا وإسرائيل، و»سنقوم بالتعاون بشكل كامل مع ما يطلب منا«. ورأى أن »الدور السوري بناء، وما جرى في لبنان مهم جدا، وأتمنى جدا أن تستمر هذه العملية«.
من جهتها، قالت شعبان أن زيارة سولانا »هي زيارة أوروبية لسوريا، وهي إعلان رسمي وحقيقي عن الانفتاح الأوروبي« على دمشق، معربة عن سعادتها بان »العالم أتى (إلى دمشق) ليفهم أن مواقف سوريا هي الصحيحة والمؤيدة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم«.
وحول اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، قالت شعبان »نقوم بما يتفق مع مصالحنا ومصالح شعبنا«، موضحة أن سولانا خلال لقائه الأسد كان »متحمسا جدا لعلاقة سوريا مع أوروبا، ولدور سوريا في أوروبا والعالم«.
ونفت شعبان، وجود أي جديد على صعيد عملية التفاوض غير المباشر بين سوريا وإسرائيل.
والتقى الأسد بمستشار رئيس الوزراء البريطاني سايمون ماكدونالد، في زيارة تعتبر مؤشرا جديدا على تحسن العلاقات بين لندن ودمشق.
وذكر بيان رئاسي أن الأسد أكد خلال الحديث عن قضايا فلسطين والعراق على أن »المسائل في منطقة الشرق الأوسط متداخلة، ولا بد من معالجتها ككتلة واحدة«.
ونقل البيان عن ماكدونالد إن »سوريا لاعب أساسي، ودورها مفتاحي في أي عمل يهدف إلى السلام والاستقرار في المنطقة«، معربا عن أمله »في نجاح عملية السلام من أجل تجنيب المنطقة المزيد من الحروب والعنف«.
وجرى »الحديث حول المتغيرات التي يشهدها العالم اليوم والأخطار التي تواجهها منطقتنا وأوروبا«، كما »تم التطرق إلى الانتخابات الأميركية والأمل في أن تكون الإدارة المقبلة أكثر تصميما على تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط«.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية أوضح البيان أن الجانبين بحثا »سبل تعزيزها«، حيث نقل ماكدونالد إلى »الأسد تحيات رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وسعادته بعودة الدفء إلى العلاقات السورية البريطانية«.
وقال ماكدونالد »أجريت محادثات ممتازة نقلت خلالها انطباعات رئيس الوزراء البريطاني عن التطورات الجارية في سوريا وأجرينا الكثير من المناقشات وتوصلنا إلى تفاهمات جيدة جدا«.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد