الأهداف المعلنة وغير المعلنة لجولة رايس على دول المنطقة

14-01-2007

الأهداف المعلنة وغير المعلنة لجولة رايس على دول المنطقة

الجمل:   أعلن الرئيس بوش استراتيجية العراق الجديدة، وأعقب ذلك قيام وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بجولة شرق أوسطية، وفقاً لبرنامج تحرك: إسرائيل، رام الله، الأردن، إسرائيل، مصر، السعودية، والكويت، ولم يتم الإفصاح هل ستزور العراق أم لا؟ ولكن كما جرت العادة، فإن زيارات المسؤولين الأمريكيين للعراق لا يتم الإعلان عنها إلا في اللحظات الأخيرة التي تسبق انتهاءها.
تهدف زيارة كوندوليزا رايس إلى الآتي:
• تنشيط عملية سلام الشرق الأوسط بين الفلسطينيين (حصراً جناح محمود عباس) والإسرائيليين.
• التسويق لاستراتيجية بوش الجديدة إزاء العراق.
التحليلات الأولية تقول: إن الإدارة الأمريكية تريد حشد التأييد العربي لاستراتيجية العراق الجديدة، والزعماء العرب يريدون تدخلاً أمريكياً أكبر في ملف الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ومن ثم بواسطة القادة العرب لكي يمنحوا تأييدهم لاستراتيجية بوش الجديدة.
وعلى هذه الخلفية أكدت كوندوليزا رايس أن استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة إزاء العراق تحتاج إلى دعم وتأييد ومساندة حلفاءها المخلصين في المنطقة: مصر، الأردن، السعودية، الكويت، إضافة إلى محمود عباس (الزعيم الفلسطيني) الذي تطلق عليه كوندوليزا رايس تسمية الـ(الصوت المتزن وسط الفلسطينيين).
نشر ديفيد ماكوفيسكي مدير مشروع عملية سلام الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تحليلاً على موقع صحيفة بيترليمون انترناشونال اورغ، قال فيه: إن كوندوليزا رايس تضع في بالها إذا كان الإسرائيليون والفلسطينيون راغبين في قبول المبادئ العامة العريضة التي تحكم صفقة الوضع النهائي، فإن المزايا والفوائد سوف تكون واضحة.
• حدوث ما أشار إليه التصريح غير المسبوق لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الذي ربط فيه بين موضوع السيادة الفلسطينية الكاملة وأمن إسرائيل. وبعبارة أخرى سوف يحصل الفلسطينيون على حق السيادة الكاملة، إذا تحقق أمن إسرائيل.
• التشابه الروحي بين تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية، وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، واعتقادهما المشترك (المشبوب العاطفة) بأن الأفق الدبلوماسي المفتوح من الممكن أن يقدم المزيد من التسهيلات إزاء الحل وأن لا يشكل عائقاً أمام إحياء عملية التسلسل والتتابع الثلاثي المراحل الأصلي لخارطة الطريق التي أصبحت في حالة الاحتضار بسبب عدم وجود أي صيغة محددة لغايتها وهدفها النهائي.
• تعزيز وتقوية جناح محمود عباس في صراعه النهائي ضد حماس.
• اقتناع الأطراف العربية الأخرى مثل السعودية بأن قبول هذه المبادئ العامة لا يتنافى ولا يتضارب مع المبادرة السعودية.
ويمضي ديفير ماكوفيسكي الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تحليله، مشيراً بوضوح إلى أن زيارات وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى المنطقة، تهدف للقضاء على الأسطورة والميثولوجيا التي ظلت توجد مسيطرة على العالم العربي حول صنع السلام في الشرق الأوسط:
- إذا لم تذهب إسرائيل إلى مفاوضات الوضع النهائي، فإن هذا معناه أن إسرائيل لا ترغب في السلام، وما تريده كوندوليزا رايس هو أن يفهم العرب أن عدم رغبة إسرائيل في المفاوضات ليس معناه أنها ترفض السلام.
- الجميع يعرف كيف يكون الحل، ولكن الأطراف لا تعرف كيفية الحصول عليه، وما تريده كوندوليزا رايس هو أن يفهم العرب كيفية الحصول على السلام.
- قدم العرب مبادرتهم من أجل السلام في عام 2002، وأصبحوا يتوقعون قيام أمريكا بالضغط على إسرائيل، وما تريده كوندوليزا رايس هو أن يفهم العرب أنه يتوجب عليهم أن يقدموا مساهماتهم الفعلية لتحقيق السلام، مثل المساعدة في الحرب ضد الإرهاب وعزل الحركات الإرهابية، وأيضاً عزل الدول الراعية للإرهاب، وغير ذلك. ثم بعد ذلك سوف تقوم أمريكا وإسرائيل دون حاجة إلى أي ضغط بإنجاز ما هو مطلوب من أجل السلام.
- المشكلة الرئيسية في الصراع العربي- الإسرائيلي تتمثل في الدعم الأمريكي لإسرائيل، وما تريد كوندوليزا رايس من العرب أن يفهموه هو أن الأحاديث التي روّج لها كتاب كارتر، ودراسة جامعة هارفارد حول تأثير اللوبي الإسرائيلي على السياسة الخارجية الأمريكية، هو أطروحات يتوجب على العرب الاعتماد عليها واستخدام عملية الدعم الأمريكي لإسرائيل ككبش فداء يتذرعون به، بدلاً من تحمل المسؤولية من أجل السلام والقضاء على الإرهاب.
- كل شيء في الشرق الأوسط مرتبط بالصراع العربي- الإسرائيلي.. وتقول كوندوليزا رايس بأنه يتوجب على العرب التخلي عن هذه الفكرة، لأنها في الفترة السابقة قد أدت إلى حالة كبيرة من العجز والشلل. وترى كوندوليزا رايس بأن على العرب أن يفهموا أن السياسات الأمريكية إزاء العراق وسائر أنحاء العالم العربي غير مرتبطة بالصراع العربي- الإسرائيلي، وتدلل كوندوليزا رايس على رأيها هذا بأن أمريكا تعمل من أجل الوصول إلى حل إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، ليس من أجل حل مشكلة العراق، وإنما من أجل حل مشكلة الصراع العربي- الإسرائيلي فقط لا غير.
إن النتائج التي تسعى كوندوليزا رايس لتحقيقها على المستوى المعلن، تتمثل في:
- دعم وتنشيط عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية.
- كسب دعم وتأييد (دول تحالف المعتدلين) إلى خطة بوش المتعلقة باستراتيجية العراق الجديدة.
أما النتائج غير المعلنة التي تسعى كوندوليزا رايس لتحقيقها فهي الحصول على مواقف وتصريحات إيجابية من الأطراف العربية المؤيدة لأمريكا (محمود عباس، ملك الأردن، حسني مبارك، ملك السعودية، أمير الكويت، نوري المالكي) في استراتيجيتها الجديدة إزاء العراق، بحيث يؤيد هؤلاء الزعماء:
• زيادة القوات الأمريكية.
• استمرار احتلال أمريكا للعراق.
• إبداء المزيد من الاستعداد للتعاون مع إسرائيل.
ولاحقاً يتم استخدام هذه التصريحات بواسطة الإعلام الأمريكي ضد أعضاء الكونغرس المعارضين لزيادة القوات الأمريكية واستمرار احتلال العراق والمطالبين بتخفيف الضغوط على الفلسطينيين.
وهكذا يثبت تحالف المعتدلين العرب مرة أخرى بأنه مجرد (كازية) مهمتها تزويد قاطرة الهيمنة الإسرائيلية- الأمريكية على المنطقة بالوقود.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...