الإدارة الأمريكية تقر عمليات سرية ضد حزب الله

15-01-2007

الإدارة الأمريكية تقر عمليات سرية ضد حزب الله

الجمل:   أجازت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية القيام بتنفيذ عمل سري ضد حزب الله كجزء من الخطة السرية التي قررها الرئيس جورج بوش بهدف مساعدة الحكومة اللبنانية الحالية، في توجهاتها الهادفة إلى الحد من النفوذ الإيراني.
السيناتورات ورجال الكونغرس تم تنويرهم وإخطارهم بمضمون التوجهات الرئاسية السرية، التي تسمح لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتقديم الدعم المالي واللوجستي لرئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
وثيقة التعليمات والتوجيهات الخاصة بذلك، تم التوقيع عليها بواسطة الرئيس بوش قبيل الكريسماس وذلك بعد نقاشات أجراها مع مسؤولة والمساعدين السعوديين. والتفاصيل المتعلقة بمحتوى ومضمون ذلك، معروفة فقط ضمن دائرة صغيرة تتكون من مسؤولي البيت الأبيض، ومسؤولي المخابرات، وبضعة أعضاء من الكونغرس. غير أن مضمون هذه التعليمات قد تم تسريبه إلى صحيفة الديلي تيلغراف اللندنية.
ويعطي الأمر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأجهزة ووكالات المخابرات الأمريكية الأخرى صلاحية القيام بتمويل الجماعات اللبنانية المناهضة والمناوئة لحزب الله، وأيضاً أن تقدم المال للناشطين الذين يؤيدون حكومة السنيورة. ويؤكد مضمون هذه الوثيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية متورطة في الأنشطة التي تقوم بإنكارها على المستوى الرسمي.
تأمل إدارة الرئيس بوش، أن تصبح حكومة السنيورة -التي ضعفت بقدر كبير بعد الحرب مع إسرائيل في صيف العام الماضي- حائطاً وسداً ضد القوة والنفوذ المتنامي للطائفة الشيعية الإسلامية في المنطقة، والمدعومة من إيران وسوريا، بدءاً من لحظة سقوط وانهيار نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
تحرك الرئيس بوش يأتي ضمن نزوع وتحرك أمريكي، تدعمه وتؤيده دول المنطقة السنية المتمثلة في السعودية، الأردن ومصر.. ويجد أيضاً نفس التأييد والدعم من إسرائيل. ويهدف تحرك بوش المشار إليه، إلى وضع حد يوقف الهيمنة الإيرانية على الشرق الأوسط، والتي بدأت بالتمدد والتزايد بعد انهيار العراق.
وثيقة الأوامر والتعليمات تم إعدادها في البيت الأبيض بواسطة مسؤولي مجلس الأمن القومي الأمريكي، وتمثل علامة بارزة لانتباه الرئيس بوش إزاء الخطر والتهديد الذي تمثله إيران، والتي استطاعت التغلغل واختراق الحكومة العراقية، والقيام بتدريب تمرد الشيعة وإمدادهم وتزويدهم بالقنابل والمتفجرات.
قال مسؤول سابق في الحكومة الأمريكية: (السنيورة أصبح تحت الحصار، ونحن نبحث دائماً عن السبل لمساعدة حلفاءنا، وكما قال ريتشارد أرميتاج –نائب وزير الخارجية الأمريكية السابق- فإن حزب الله هو فريق الإرهاب من الدرجة (أ) وبالتأكيد يتوجب عدم السماح بدعم إيران وسوريا لهذه المجموعة).
الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في واشنطن، أصبح من المفهوم تماماً أنه منخرط ومشترك بشكل وثيق بعملية إصدار القرار الهادف إلى دعم وتقوية حكومة السنيورة والحكومة الإسرائيلية اللتان تنظران إلى إيران باعتبارها تمثل عدوهما الرئيسي، كذلك فقد أصبح في حكم المؤكد أن الأمير بندر بن سلطان قد أصبح داعماً ومؤيداً لهذا الاتجاه.
يقول مصدر استخباري: (هناك مشاعر في كل من تل أبيب والرياض بأن الهجوم المعادي للسنّة في المنطقة، قد قطع شوطاً كبيراً، وإزالة وإقصاء الرئيس الراحل صدام حسين، أحدثا تحولاً كبيراً وحركا الأشياء بقدر كبير لمصلحة الشيعة، والآن فإن هذا الذي تقوم به أمريكا هو إجراء تطبيقي عملي لمعادلة وضبط التوازن).
الأمير بندر بن سلطان، الذي يحمل حالياً في وظيفة مستشار الملك عبد الله لشؤون الأمن القومي، قام بإجراء عدة رحلات إلى واشنطن، وعقد عدة اجتماعات مع إليوت ابراهام (يهودي متعصب، ومن صقور جماعة المحافظين الجدد، ويعمل في وظيفة مستشار الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض، وتؤكد كل المعلومات أنه المسؤول الأول عن صنع وإعداد الإدارة الأمريكية المتعلقة بالشرق الأوسط).
لقد استقال الأمير تركي الفيصل فجأة من وظيفته كسفير للسعودية في واشنطن خلال الشهر الماضي، وقالت مصادرة استخبارية أن السبب الرئيسي لذلك كان يتمثل في اعتقاده بأنه قد تم تخطيه والتقليل والحط من شأنه كسفير سعودي في واشنطن، بواسطة الأمير بندر بن سلطان، والذي لم يخطره بـ(خطة لبنان) وحسب، بل ولم يخطره أو يخبره بزيارته الى واشنطن خلال فترة وجوده فيها.
وضمن (عملية التعويض ودفع المقابل) للدول العربية السنية: السعودية، مصر، الأردن، فقد قرر الرئيس بوش، ورئيس الوزراء الإسرائيلي وإيهود أولمرت الموافقة على العمل بجهد أكبر من أجل إعادة البدء في المفاوضات حول تحقيق صفقة سلام مع الفلسطينيين. كذلك تؤكد بعض المعلومات أن قيام إسرائيل بفك احتجاز بعض أموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية هو عملية تمثل الثمرة الأولى لهذا التوجه الإسرائيلي- الأمريكي الهادف لمكافأة الثلاثي: الأردن، السعودية، مصر.
يقول رويل مارك غيريخت، ضابط العمليات السرية السابقة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بأن وثيقة التعليمات التي أصدرها بوش تتضمن (خطوات وأنماط عديدة من الأنشطة العسكرية) المتفق عليها مع وبواسطة –الطرف- اللبناني، وعلى حد تعبيرة (انها تأخذ الطرفين –أي بوش والسنيورة- إلى رقصة التانغو.. طالما أنك –كوكالة مخابرات- ترغب في القيام بأشياء في لبنان، وفي نفس الوقت يتبين لك أن الحكومة اللبنانية نفسها ترغب تريد منك القيام بذلك..).
تحدث مسؤولو إدارة بوش عن رغبتهم في ترقية وتطوير مجرى تيار عام من الدول العربية، وأيضاً تحدثوا عن وجود (هلال سني) في الشرق الأوسط. ولكن، هناك حالياً توتراً بين توجه هذه السياسة الأمريكية ودعم وتأييد حكومة نوري المالكي الشيعية في العراق، والتي ترتبط بفرق الموت الشيعية وإيران.
يقول مصدر استخباري: الإدارة الأمريكية تحصد وتجني دوامة فوضاها الخاصة بعد العراق.. وعلى مدى 50 عاماً فضلت الولايات المتحدة الاستقرار على الشرعية في الشرق الأوسط، ولكنها الآن لم تحصل على أي منهما، أي لم تحصل لا على الاستقرار ولا على الشرعية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة
المصدر: التلغراف
الكاتب: توبي هارندن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...