البوطي: مشيخات النفط تعتمد الإرهاب والتكفير
أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن بعض مشيخات النفط رهنت نفسها لمشاريع المستعمرين والصهاينة وأفتت بأنه على العالم الإسلامي أجمع أن يتجه للقتال في سورية معتمدة في ذلك سبل الإرهاب والفتنة والتكفير لتبين عن دفين حقدها للإسلام السمح الذي أمرنا الله ورسوله بالتزامه.
وقال البوطي خلال خطبة الجمعة : "إن لنا إخوة وأخوات كانوا يحلمون إلى ما قبل أيام قليلة بأن يكون لهم نصيب في استضافة الله سبحانه وتعالى لهم في رحاب مكة وأن تحتضنهم ذرا عرفة كما تحتضن الحجيج أجمع وبأن بوسعهم آنذاك أن يشكوا إلى الله شؤونهم ما وسعتهم الشكوى ولكن فجأة حيل بينهم وبين هذا الذي كانوا يحلمون بأن يكون لهم نصيب من هذه الطاعة حيث أوصد الباب الذي لم يوصد منذ بعثة رسول الله "ص" إلى هذا اليوم في وجه هؤلاء".
وأضاف البوطي: "أريد أن أبلغ هؤلاء تعزية تخفف من لظى الخيبة التي منوا بها وهي أن مشيخة في بلدة عربية مجاورة لنا أفتت على سمع العالم العربي والإسلامي أجمع بكفر سورية وبردتها وبأن على العالم الإسلامي أجمع أن يتجه لقتالها في سبيل الله عزّ وجل وأن على الموسرين أن يقدموا العون لهؤلاء متمثلاً في مال وسلاح يعينون به المقاتلين الذين يجب أن يتجهوا مجاهدين في سبيل الله أمام الكفر أو الردة التي وقعت في سورية".
وتساءل البوطي ما المحكمة التي نطقت بهذا الحكم وعلى ماذا اعتمدت من رؤية رأتها أو كلام كفري سمعته أو شهادة على هذا الكفر حسبما نص عليه علماء الشريعة الاسلامية مشيراً إلى أن هؤلاء المقاتلين الذين ارسلوا إلينا فيهم من يرتكبون الفواحش والموبقات ويعكفون على المخدرات ويسددون رصاص القتل إلى المصلين أثناء توجههم إلى الله.
وأوضح البوطي أن هؤلاء المقاتلين حطموا دور العبادة من مساجد وكنائس وما حدث في الجامع الأموي الكبير بحلب هو نموذج لشناعات صارخة دوت على سمع العالم أجمع حيث اخترق هؤلاء من دخلوا باسم الجهاد المساجد ودنسوها وألقوا المصاحف أرضاً وحطموا الآثار النبوية المتمثلة في شعرات توارثناها من عصر الصحابة إلى هذا اليوم.. متسائلاً أهذا هو مظهر الجهاد في سبيل الله.
وتعجب البوطي من إمعان المجاهدين في التخريب مقابل إمعان الذين يتهمون بالكفر بإشادة المسجد وعمارته لافتاً إلى أن سورية لو غرست في قلب إسرائيل سفيراً لها وأرسلت معه كتاباً إلى رئيس إسرائيل تصافيه الود وتغازله في الحب وتنعته بالصديق العزيز وتعده بتنفيذ كل ما تتطلع إليه إسرائيل من مصالح لعثر هؤلاء على إيماننا الضائع وإسلامنا وهويتنا التي كانت خفية ضائعة عنهم مؤكداً أن هوية سورية لا تضيع مستشهداً بقول رسول الله "ص" عن الشام في حديث صحيح "هي خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده".
ودعا البوطي الأمة جمعاء قادة وضباطاً وجنوداً إلى التوبة بين يدي الله سبحانه وتعالى وتنفيذ أوامره جهد المستطاع والتسامي عن كل ما حرمه مبيناً أنهم بذلك سيكونون مصداقاً لكلام الله عز وجل "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين" مشيراً إلى أن هذا ليس أمراً خاصاً برسول الله بل ينطبق عليه وعلى جنود المسلمين إلى يوم القيامة.
ورأى البوطي أن أعتى سلاح يرهب العدو هو الالتجاء إلى الله لاسيما عندما يكون هذا الالتجاء صادراً عمن ينعتون بالكفر قائلاً "ليسمع الذين ينعتوننا بالكفر وبالردة أننا لا يمكن أن نولي وجهنا إلا إلى مرضاة الله عز وجل أما الفتوى التي لا نشك في أنها صدرت من البيت الأبيض الأمريكي وحظيت بتوقيع إسرائيل فلسنا منها في شيء".
من جهتهم أكد أئمة وخطباء المساجد في خطبة صلاة الجمعة أن الاعتداء الذي حصل على الجامع الأموي الكبير بحلب ومسجد عثمان بن عفان في كفرسوسة بدمشق جزء لا يتجزأ من الاعتداءات المتكررة على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وأبرزها المسجد الاقصى والقدس الشريف وكنيسة القيامة إضافة إلى المساجد والكنائس التي تعرضت للاعتداء والهدم واستخدمها الإرهابيون المسلحون أوكارا لهم لتنفيذ أعمالهم الإرهابية وترويع المواطنين في عدد من المحافظات.
واعتبر الائمة والخطباء أن الاعتداء على الجامع الأموي وتدنيس مقدساته والاعتداء على حرمة مقام سيدنا زكريا عليه السلام والعبث بأثر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من قبل العصابات الإرهابية التكفيرية أذناب القاعدة الذين عاثوا فسادا وافسادا في أنحاء سورية يشكل جزءا من الهجمة الإرهابية المارقة على بلدنا وأمنه وكرامته مؤكدين أن ما يقوم به أعداء الله والإنسانية والتكفيريون والوهابيون هو خطة ممنهجة يخطط لها أعداؤنا الصهاينة والولايات المتحدة والعربان من السعودية وقطر الذين يناصرونهم على الضلال والطغيان ويمدونهم بالسلاح ويفتون لهم بالقتل والإرهاب.
ونوه الأئمة والخطباء بالقرار الجمهوري الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد والقاضي بتشكيل لجنة خاصة تتولى مهام إعادة تأهيل وترميم الجامع الأموي الكبير بحلب خلال فترة زمنية وجيزة.
وبين الائمة والخطباء أن المساجد ودور العبادة بيوت الله سبحانه وتعالى وأن المساس بها اعتداء صارخ على حرمتها وقدسيتها وأنها أماكن عبادة تحض أبناء الامة الإسلامية على روح الجماعة والاتحاد وأن محاولات الإرهابيين والتكفيريين تحويل المساجد إلى أماكن للاعتداء وهدف للسلب والنهب والتخريب أمر يتنافى مع رسالتها الخالدة عبر الزمن.
وشدد الائمة والخطباء على "إن هذه الأعمال التخريبية التي لحقت بمساجدنا وكنائسنا ستزيد السوريين إصرارا على دحر الإرهابيين الخارجين عن الشرائع الاسلامية وأن وأد الفتنة والنصر مكتوب وقريب للسوريين بفضل الوعي الذي يتميزون به".
وأكد الائمة "أن وأد الفتنة واجب شرعي وديني ووطني وأن الوطن هو بيت لكل مواطن والاعتداء عليه أو على مقدساته يعني الاعتداء على جسد هذا الوطن بأكمله وأن سورية ستبقى الدولة المنيعة على أعداء العروبة والإسلام ولن يتمكن أحد من اختراق صمودها ومواقفها ومبادئها مهما عظمت التحديات وحاول الأعداء إذكاء نار الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة.
وأشار الائمة والخطباء إلى أن أمتنا تتعرض لمؤامرة حقيقية تحاول قوى عالمية كبرى تنفيذها مستهدفين سورية لحرفها عن مواقفها الوطنية والقومية وإجبارها على التخلي عن سياساتها والتوقف عن مناهضتها للمشروعات المعادية للعرب وان هذه المؤامرة تهدف إلى توفير الأجواء للقوى المعادية وعلى رأسها العدو الصهيوني في سعيها لتفتيت الموقف القومي السوري الداعم للمقاومة المشروعة وتحرير الأرض والمقدسات.
إلى ذلك قال وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد في خطبة الجمعة بطرطوس إن" ما يقوم به أعداء الله والإنسانية من تكفيريين وإرهابيين من استهداف أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية هي خطة ممنهجة يخطط لها أعداؤنا من صهاينة وأمريكان ومن يسير في ركبهم من أعراب ومستعربين".
وأكد الوزير السيد "إن شعب سورية بكل أطيافه وشرائحه أدرك حقيقة هذه الأعمال الإرهابية التكفيرية ومن يقف وراءها وغدا الآن وأكثر من أي وقت مضى مصمما على النصر على هذه المؤامرة ومن يقف وراءها من أعداء العروبة والإسلام".
سانا
إضافة تعليق جديد