الجيش الإسرائيلي يستعد لحرب محتملة مع سورية

الجمل:    نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلة الصادرة صباح اليوم 6 تشرين 2006 تحقيقاً أعده المراسل الصحفي الإسرائيلي عامير أورين حمل عنوان (جيش الدفاع الإسرائيلي يستعد لحرب محتملةمع سورية وحزب الله في عام 2007) هذا ويستند التحقيق إلى تخمينات وتقديرات هيئة الأركان التي تم تجميعها عبر سلسلة من اللقاءات خلال الاسابيع الماضية، وتزعم هذه التخمينات بأن سورية وحزب الله يميلان ويفضلان البدء في شن حرب ضد إسرائيل على الارجح أن تحدث في الصيف القادم.
يقول التحقيق في الوقت الذي لايوجد فيه تقدير محدد حول توقيت الهجوم المحتمل فإن كل التحضيرات قد تم القيام بها من أجل تأمين الاستعداد والجاهزية القصوى مقدماً وقبل حلول صيف عام 2007م.
وحيث أن الدروس الخاصة بالحرب في لبنان لم يتم وضعها بشكل نهائي ضمن تقرير إلا أنه تقرر اعتبارعام 2007 بمثابة مرحلة مؤقته وأن يتم إتخاذ القرارات المتعلقة بحشد وتعبئة القوى بشكل مضاعف.
كذلك في هذه الاثناء، تم اتخاذ قرارين هامين مؤقتين وذلك خلال المشاورات الحالية: التطوير خلال ثلاثة أعوام لنظام اعتراض صاروخي 220مم و302 مم  قادر على اعتراض صواريخ أرض أرض من النوع الذي استخدمه حزب الله في استهداف حيفا والمدن الاخرى خلال الحرب الأخيرة والانتظار من أجل اتخاذ قرار نهائي فيما يتعلق بالغاء خط إنتاج دبابات الميركافا.
إن نظام الاعتراض الصاروخي سوف يتم تطويره على أساس الصواريخ الموجودة وتبعاً للتطورات المستقبلية في انظمة  المنصات.
فيما يتعلق بالميركافا فإن تحليل استخدام الدبابات في القتال بلبنان وعلى وجه الخصوص أداء الـ(ميركافا-مارك 4) يشير إلى أنه اذا تم نشرها بشكل صحيح فإنه يمكن للدبابة أن تزود طاقمها بحماية أفضل مما كان عليه في الماضي.
الاستنتاج الذي تم التوصل إليه يقول بأن جيش الدفاع الإسرائيلي ما يزال محتاجاً للإمداد السنوي بعشرات الدبابات المتطورة وذلك من أجل استبدال الدبابات القديمة، وحالياً هناك الكثير من الموديلات التي تعاني من الانكشاف ماتزال تحت الخدمة.
وأيضاً فقد صدر قرار بالتعليق والتأجيل لعام آخر للقرار الذي اصدره شاوول موفاز وزير الدفاع السابق حول تقصير وتقليل فترة الخدمة العسكرية للمجندين من ثمانية إلى اربعة أشهر – وهو قرار كان يتوجب وضعه موضع التنفيذ في آذار 2007م.
الحفاظ على بنود وشروط الخدمة الحالية سوف يسمح ويفسح المجال للتدريب الكافي الذي يمكن الفرق – العسكرية من أن تكون جاهزة للقتال ويرفع كفاءتها في المعركة.
يرغب جيش الدفاع الإسرائيلي أيضاً في التخلي عن السيطرة على قيادة (جبهة الوطن الأم) وتجاوز مسؤولية تنسيق وتنظيم الشرطة والصلاحيات الأخرى المتعلقة بذلك إلى جهة مدنية .هذا وقد تم تقديم وجهة النظر هذه بواسطة جيش الدفاع الإسرائيلي إلى مجلس الأمن الوطني والذي يتوقع له أن يقوم بالإشراف على هذا التنسيق والتنظيم.
وفي تقييمها للقدرات الاستراتيجية الإسرائيلية على المدى القريب والطويل فقد كانت إدارة الاركان تعول وتعتمد على تقديرات وتخمينات المخابرات العسكرية وعمل مديرية التخطيط.
 في نهاية سلسلة لقاءات واجتماعات إدارة الأركان قام دان حالوتس رئيس الاركان بتحديد خمسة مجالات أو سيناريوهات قال بان على جيش الدفاع الإسرائيلي أن ينظر ويهتم بها بشكل جدي:
• التحضير من أجل الحريق الهائل المدمر في الشمال: الحرب التي يتم الشروع فيها وشنها بواسطة سوريا أو حزب الله معاً أو على انفراد بمساعدة ودعم إيران وعلى ما يبدو فإن هذا الحريق المدمر الهائل سوف ينشب  خلال السنتين القادمتين، مع احتمال اكبر في أشهر ربيع – صيف عام 2007م.
من بين الاسباب المؤدية للتوتر الاحساس والشعور المتنامي بـ(النجاح) بين قوىالمنطقة المعارضة لإسرائيل والغرب.
إن إصدار واشنطن لقرار بسحب أغلبية قواتها من العراق سوف يمهدإلى هذا الوضع وسيتم التركيز على احتمال امكانية ان يصبح العراق جزءاً من جبهة شرقية تتضمن إيران وسورية، هذا وتقدر المخابرات العسكرية بان هناك حوالي 5000 كاتيوشا ما تزال موجودة في جنوبي لبنان بعد إنتهاء الجيش الإسرائيلي من عملياته هناك.
• القتال غير المتماثل: الدول العربية المعادية والمناوئة بقيادة سورية والتنظيمات شبه العسكرية والتي من أبرزها حزب الله قد تراجعت (قبل القتال في لبنان وأيضاً بسبب النتائج التي ترتبت عليه) وتخلت عن أي إحتمال لإمكانية المواجهة المباشرة مع إسرائيل.
ومن وجهة نظرهم فأن تفوق إسرائيل في كل من القوات الجوية والمدرعة ينفي ويلغي الفرص المتعلقة بتحقيق النجاح عن طريق القيام بشن حملة هجوم بري واسع وبدلا عن ذلك فقد لجأوا لخيار حرب الانهاك والاستنزاف المستمر، عن طريق نشر قوات المشاة المزودة بكثافة بالاسلحة المضادة للدبابات ووحدات الكوماندوس والأسلحة البالستية واستخدام ممرات الانفاق والسراديب.
وفي عملية مكافحتهم فإنه يتوجب على جيش الدفاع الإسرائيلي أن يطور الجاهزية الضرورية المعلنة جزئياً وذلك من أجل ردعهم وفي حالة فشل ذلك أن يقوم بتحقيق نصر عسكري حاسم سريع يتماشى مع المعالم المحددة بواسطة القيادة السياسية.
• الإرهاب: الجهد المستمر والمتصل على الجبهة الفلسطينية لإستئصال واقتلاع الهجمات الإرهابية المصحوبة بتوجيه معلن وبشكل متزايد من جانب حكومة حماس وهو أمر يطرح علامة إستفهام حول هدف ومقصد جيش الدفاع الإسرائيلي عقب اختطاف جبلعاد شاليت في تطوير علاقة وصلة متطورة مع حكومة حماس تهدف من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار طويل المدى.
عملية تسليح حماس في قطاع عزة في الأشهر الماضية والرفض الحالي للقبول بالشروط الموضوعة مسبقاً بواسطة الرباعي (الاعتراف بإسرائيل – التخلي عن العنف – والقبول باتفاقيات منظمة التحرير الفلسطينية السابقة مع إسرائيل) جميعها تعطي وزنا وترجيحاً أكبر من أجل تبني وانتهاج استراتيجية هجومية.
والقول الفصل النهائي في هذا الأمر يرجع إلى القيادة السياسية.
 التصعيد المتوقع في الإرهاب سوف يتضمن أيضاً دوراً متدرجاً ولكنه متزايد بواسطة العناصر الجهادية العالمية والحركات الاقليمية العاملة في مصر والأردن ولبنان والبلدان الأخرى المرتبطة بالقاعدة.
• التحديات طويلة – المدى: التركيز هنا بشكل رئيسي حول إيران والتي تمثل تهديداً متنامياً، هذا وبرغم أنها لا تشكل تهديداً خطراً ماثلاً خلال العام القادم فمكانها على قائمة الاولويات نسبياً منخفض وينبع من الحقيقة القائلة بانه لاتوجد ضرورة قصوى  للاستبدال الفوري في الوقت الراهن لتحضيرات واستعدادات الوحدات الجوية والبحرية والاستخبارية من اجل التعامل معها. – يقصد مع إيران-
• المعدات الغربية المتطورة لدى جيوش المنطقة: الطائرات، زوارق وسفن الاسطول البحري، والصواريخ، والاليات المدرعة لدى الجيوش التي لدى حكوماتها اتفاقيات ومعاهدات أو ليس لها سياسات عدائية راهنة إزاء إسرائيل ولكنها من الممكن ان تشكل تهديداً قوياً – لإسرائيل- في حال انهيار انظمتها أو- الدول- التي تكون في حالة صراع حول مقاليد السلطة بما يؤدي الى صعود وظهور انظمة معادية.
• الولايات المتحدة سوف تحاول الابقاء على مبدأ وقاعدة (ميزة التفوق النوعي) لصالح جيش الدفاع الإسرائيلي وذلك عن طريق القيام بإتاحة النظم التسليحية الأكثر تقدماً وتطوراً لإسرائيل وفي نفس الوقت -كما يحدث حالياً- تقوم بتسليم الدول المعتدلة – في المنطقة: يقصد دول تحالف المعتدلين- أنظمة تفتقر إلى التطويرات والتحديثات التكنولوجية الفائقة التطور.

الجمل: قسم الترجمة
المصدر: هاأرتس