الحلقة الإيرانية في مسلسل سلام الشرق الأوسط

الجمل:        نشر موقع إي إس إن، الاستخباري السويدي، تحليلاً ضمن سلسلة الرصد الأمني التي يصدرها، وقد أعد التحليل الباحث روبرت ويلينك، الخبير في معهد بحوث السياسة الخارجية الأمريكية،
حمل التحليل عنوان (أهمية إيران للسلام الإسرائيلي - الفلسطيني) وقد ركز التحليل على النقاط التالية:
المقدمة:
أدى غزو واحتلال أمريكا للعراق إلى إفساح المجال والباب واسعاً أمام تزايد الدور والنفوذ الإيراني  في المنطقة. وبسب التزام الولايات المتحدة بتطبيق مبدأ حكم الأغلبية، فإن العراق سوف يصبح حتماً من نصيب الأغلبية الشعبية، بما يترتب عليه بالضرورة أن تلعب إيران دوراً أكبر في الشأن السياسي العراقي، على خلفية العلاقات البينية الوطيدة الشيعية – الشيعية العراقية الإيرانية. والآن أصبحت أمريكا تواجه مشكلة أكبر بسبب إدراكها لخطر التهديد الشيعي المتزايد ضد إسرائيل.
• إسرائيل والتملص من مبادرة السلام العربية...
طرحت الدول العربية مبادرة سلام شاملة تقدمت بها السعودية عبر قمة بيروت 2002م. وتقدم المبادرة عرضاً لإسرائيل بالاعتراف والعلاقات والتطبيع الكامل والسلام، مقابل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في العام 1976، وقبول حق العودة للاجئين الفلسطينيين.. وخلال الفترة التي أعقبت انطلاق المبادرة، تفادت إسرائيل تقديم أي رد إيجابي، وبدأت التصريحات الإسرائيلية تشير إلى أن هناك اتجاهاً آخر تحاول إسرائيل دفع السفينة العربية إليه، وهذه المرة، استطاعت إسرائيل أن تستخدم بعض الرؤساء العرب وبالذات في حالة مصر والأردن، في القيام بدور الأشرعة التي يستخدمها الربان الإسرائيلي في توجيه السفينة العربية.. وبانعقاد مؤتمر السلام الدولي في 26 نوفمبر 2007م القادم، فإن المشهد العربي سوف يكون قد تغير وأصبح مختلفاً تماماً عن ذلك الذي كان في بيروت 2002م لحظة إطلاق الملك السعودي لمبادرته.
• ردود الأفعال وانعكاس التوقعات الإسرائيلية الأمريكية:
أدت عملية غزو أمريكا واحتلالها للعراق إلى حالة انقسام سني – شيعي عراقي، ترتب عليه خلاف سعودي – إيراني، أدى إلى وجود سنة عراقيين تدعمهم السعودية في مواجهة شيعة عراقيين تدعمهم إيران.
أدت مماطلة إسرائيل، ولجوءها المتكرر لاستخدام العنف المفرط ضد الفلسطينيين إلى حالة انقسام إسلامي جهادي فلسطيني، في مواجهة براجماتية علمانية فلسطينية..
أدت العمليات السرية الإسرائيلية ضد لبنان إلى حالة انقسام مقاومة وطنية لبنانية يتزعمها حزب الله في مواجهة نخب لبنانية ترتبط بالغرب وإسرائيل وأمريكا..
أخذت ظاهرة الانقسامات العربية طابعاً جزئياً، ولكن ما هو أخطر ترتب عليها انقساماً عربياَ – عربياً على المستوى الكلي، بين دول عربية معتدلة قامت أمريكا وإسرائيل بحشدها لتكون في مواجهة ما أطلقت عليه أمريكا وإسرائيل تسمية المتطرفين العرب.
• محور تل أبيب – واشنطن وإشكالية السلام الشامل:
بكل أسف أصبحت بعض الأطراف العربية تتقلب تبعاً لتقلبات السياسة الخارجية الأمريكية إزاء الشرق الأوسط، والتي تتم وفق ما تشير إليه بوصلة المصالح الإسرائيلية، والخطر الداهم المائل أما العالم العربي أن إسرائيل لم يعد لديها مجرد مصالح مبعثرة كما كان في الماضي، وإنما أصبح لها مشروع إسرائيلي شامل يستهدف الجميع، بحيث تضم دائرة أجندة الاستهداف أصدقاء إسرائيل قبل خصومها!!!
المشروع الإسرائيلي لا يهدف إلى إعادة تشكيل منطقة شرق المتوسط أو الشرق الأوسط، أو الشرق الأدنى، وإنما يهدف إلى الجمع بين الشرقين الأوسط والأدنى وإعادة تشكيلهم ضمن ما يعرف بـ (الشرق الأوسط الكبير).
وصف الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان، الخطوات المؤيدة للسلام في الشرق الأوسط بأنها خطوات واضحة وبسيطة... ولكن من الصعب جداً تنفيذها... وقد اضطر رونالد ريغان إلى استخدام (صعب) في إشارة واضحة للعقبة الإسرائيلية التي تمانع وتحول دون تحقيق السلام..
• سلام الشرق الأوسط والـ(حلقة) الإيرانية:
يقول روبرت زبلينك بروفيسور دراسات الأمن القومي بجامعة بوسطن الأمريكية، بأن السلام الشامل في الشرق الأوسط، لا يمكن الوصول إليه عن طريق مؤتمرات السلام التي تضم أطراف شرق أوسطية غير معنية بالمشكلة (مثل مصر والأردن) وتتعمد تغييب الأطراف المعنية بالصراع مثل سوريا، إيران، ويرى روبرت زبلينك بأن المؤتمر الذي يمكن أن يؤدي فعلاً إلى تحقيق السلام يجب أن يضم الأطراف الآتية: سوريا، إيران، حزب الله، حركة حماس، حركة الجهاد الإسلامي، فصائل المقاومة الإسلامية، إضافة إلى إسرائيل.. أما المؤتمر الذي يضم مصر والأردن، فما الذي سوف يقوم بحله!!! ويجيب الكاتب لا شيء على الإطلاق... هذا إذا لم يقم بإضافة المزيد من التعقيدات الجديدة، والأبعاد الإضافية الأكثر خطورة في مسار الصراع العربي – الإسرائيلي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة