الرقة : نزاع على الزعامة بين العصابات الإسلافية

استيقظت مدينة الرقة فجر اليوم الخميس على أصوات انفجارات قوية أثارت الهلع والرعب في قلوب المواطنين، وبينما سارعت بعض التنسيقيات إلى الحديث عن سقوط صاروخ سكود على المدينة، تكشف لاحقاً أن عدة سيارات مفخخة قد انفجرت في أماكن متعددة من المدينة.

ووسط مخاوف أن تكون حرب السيارات المفخخة قد بدأت بين "احرار الشام" من جهة ودولة داعش من جهة ثانية، أشارت معلومات إلى أن هذه السيارات المفخخة قد تكون من إعداد القوات الكردية.

وقد استهدفت السيارة المفخخة الأولى دورية مسلحة تابعة لكتائب أحرار الشام كانت متمركزة بالقرب من مساكن الشرطة، وقد سقط جرائها عدد من القتلى والجرحى في صفوف أفراد الدورية.

وبعد حوالي ساعتين انفجرت سيارة مفخخة ثانية في حي الأماسي مستهدفة هذه المرة مكتباً دعوياً تابعاً للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) كذلك أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف حراسة المكتب وبعض العناصر المسلحين الآخرين الذين كانوا متواجدين في المكتب.

وقد أثار تبادل السيارات المفخخة في أماكن تعود تبعيتها لكل من كتائب أحرار الشام والدولة الإسلامية شكوكاً كبيرة أن تكون الحرب بين هذين الفصيلين السلفيين المتشددين قد بدأت لاسيما في ظل المعلومات التي تتحدث بأن الدولة الإسلامية قد بدأت تضيق من توجهات أحرار الشام التي لا تتطابق مع توجهاتها في إقامة دولة الخلافة الإسلامية التي ترفع شعار الجهاد ضد الكفر والشرك حتى يوم القيامة خصوصاً وأنه سبق للمتحدث الرسمي باسم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني أن وجه انتقادات حادة إلى مشروع أحرار الشام واصفاً إياه بأنه مشروع يتناقض مع الاسلام ومع مشروع الخير والحق الذي تمثله الدولة الإسلامية.

لكن مصادر من داخل مدينة الرقة، ذكرت لوكالة "أنباء آسيا" أن القوات الكردية قد تكون هي المسؤولة عن إعداد وتفجير السيارات المفخخة، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة وقعت مساء أمس بين القوات الكردية من جهة والدولة الإسلامية من جهة ثانية في حي الأندلس بالرقة.

وقالت المصادر أن القوات الكردية قد تكون لجأت إلى تفجير السيارات لتخفيف الضغط عن قواتها المشاركة في اشتباكات الأندلس، مشيرة الى الى انه قد يكون لها هدف آخر وهو اللعب على حبل الخلاف بين أحرار الشام والدولة الإسلامية والعمل على ضرب إحداهما بالأخرى عبر إيهام كل طرف أن الطرف الآخر استهدفه بسيارة مفخخة.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها القوات الكردية إلى استخدام اسلوب السيارات المفخخة في مواجهاتها مع الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في أكثر من منطقة، فقد سبق لها تفجير عدة سيارات بحواجز تابعة لهذه التنظيمات وإحدى السيارات المفخخة كانت تقودها سيدة.

عبدالله علي : وکـــالة أنبــاء آسیـــا