القادة العرب يبحثون تطوير العمل المشترك
يستأنف القادة العرب اليوم اجتماعات قمتهم الثانية والعشرين المنعقدة في مدينة سرت الليبية.
وكانت أعمال اليوم الاول قد انتهت مساء أمس بجلسة مغلقة للقادة اتفقوا فيها على تشكيل لجنة ثلاثية على مستوى القمة تتولى متابعة أعمال القمة وتطوير منظومة العمل العربي المشترك. كما جرى بحث أن يتولى العراق رئاسة المؤتمر المقبل على أن تعقد القمة في دولة المقر.
وقالت مصادر أن القادة العرب اتفقوا في جلستهم المغلقة التي أعقبت أعمال الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية والعشرين للقمة العربية المنعقدة في سرت بليبيا على تشكيل لجنة ثلاثية على مستوى القمة تضم ليبيا وقطر واليمن بالإضافة إلى الأمانة العامة للجامعة العربية تتولى متابعة أعمال القمة وتطوير منظومة العمل العربي المشترك.
واتفق القادة على الخطوط العريضة في المبادرة اليمنية والأفكار الليبية وما ورد في كلمة الأمين العام للجامعة عمرو موسى بشأن مستقبل العمل العربي المشترك على أن تتولى اللجنة الثلاثية واللجان الفنية بالأمانة العامة وضع التصور النهائي وعرضه على اجتماع وزراء الخارجية العرب في شهر سبتمبر/أيلول المقبل مع احتمال عقد قمة عربية استثنائية لمناقشة تلك الأفكار.
كما أنه من المرجح أن يتولى العراق رئاسة المؤتمر المقبلة على أن تعقد القمة في دولة المقر بمصر. وأفاد نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية أن المسالة ستكون محل نقاش في جلسة الأحد وأن القرار بشأنها سيتحدد وفقا لقرار العراق وتوافق القادة العرب.
ومن المقرر أن تواصل القمة أعمالها صباح الأحد لمناقشة خطة الدفاع عن القدس وإقرار مختلف البنود وإعلان سرت.
وكانت أعمال الجلسة الافتتاحية قد اختتمت مساء السبت.
وتركزت كلمات رؤساء الوفود في هذه الجلسة على القضية الفلسطينية وخيارات السلام في ظل سياسة التهويد وتزايد الاستيطان الإسرائيلي.
وكانت القمة قد افتتحت بعد ظهر السبت تحت شعار "دعم صمود القدس" بغياب عدد من القادة العرب، حيث سلم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس القمة السابقة، الرئاسة إلى الزعيم الليبي معمر القذافي.
وشارك في الجلسة الافتتاحية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينغ.
وفي كلمته أمام القمة قال أمير دولة قطر إن على القادة العرب اتخاذ قرارات تفوق مجرد الشجب والاستنكار في ما يتعلق تحديدا بقضية القدس والحصار المفروض على قطاع غزة.
وقال إنه لا فائدة من اتخاذ قرارات أو توصيات في ظل أزمة عامة تعطل العمل العربي المشترك, واقترح في هذا الإطار لجنة اتصال عليا تعمل تحت إشراف الرئاسة الليبية للقمة, وتقدم اقتراحات لإنهاء أزمة العمل العربي المشترك.
أما الزعيم الليبي فأكد أن الشارع العربي شبع من الكلام وينتظر من القادة العرب الأفعال لا الأقوال. وبعد تسلمه رئاسة القمة, دعا القذافي إلى أن تخرج هذه القمة بقرارات قابلة للتنفيذ تستجيب لتطلعات الشعوب العربية.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدول العربية أن تعد نفسها لاحتمال فشل عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية ودراسة خطط بديلة، دون أن يحدد هذه البدائل.
واقترح موسى أيضا إنشاء تجمع لدول الجوار العربي، يضم الدول غير العربية ذات القواسم المشتركة، وبينها إثيوبيا وتشاد وإيران وتركيا، مستبعدا إسرائيل من هذا التجمع. ودعا إلى إطلاق حوار إيراني عربي قائلا إن العرب مشتركون مع إيران في الجغرافيا والتاريخ.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على التمسك بخيار السلام لكنه رهنه بضرورة وقف الاستيطان ومصادرة الأراضي والتحديد الواضح لمرجعية السلام. وأكد أن السعي الفلسطيني للسلام مستمر بالتنسيق مع القرارات العربية والتنسيق مع الأصدقاء كافة.
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي إنّ مصير بلاده مرتبط بمصائر الدول العربية وإنّ الجانبين التركي والعربي قد واجها معا كثيرا من التحديات وسيخوضان المزيد.
وقال إن اعتبار إسرائيل مدينة القدس عاصمة لدولتها غير قابلة للتقسيم يشكل "حماقة" مشددا على رفض أي مساس إسرائيلي بالمدينة والمقدسات. ورحب أردوغان باقتراح الأمين العام لجامعة الدول العربية لتأسيس آلية للرابطة الإقليمية.
أما الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فقال في الجلسة الافتتاحية إن الأوضاع في بلاده مستقرة لكن هناك تضخيما إعلاميا لها، واتهم الحراك الجنوبي بأنه يضم عناصر ضد وحدة اليمن.
من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته البلدان العربية إلى دعم المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين مشددا على عدم شرعية الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.
من جهته دعا ملك المغرب محمد السادس القادة العرب إلى اعتماد إستراتيجية ترتكز على دعامتين الأولى المصالحة البينية والثانية تحقيق الاندماج التنموي بين الدول العربية، وذلك في كلمة وزعت على الصحفيين حيث تغيب الملك عن القمة.
وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إن ما تقوم به إسرائيل من عمليات لتهويد مدينة القدس وتهجير الفلسطينيين يعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وفي السياق نفسه عقد الأمين العام للأمم المتحدة سلسلة اجتماعات مغلقة مع عدد من القادة العرب لبحث الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في عدد من القضايا التي تخص بعض الدول العربية. وقال مصدر في الوفد الأممي إن بان أجرى محادثات مغلقة مكثفة مع أمير قطر ورؤساء اليمن وسوريا والصومال وجزر القمر.
وعلى صعيد آخر دعا عزة الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في تسجيل صوتي منسوب إليه قادة الدول العربية المجتمعين في القمة إلى الاعتراف الكامل بالمقاومة العراقية المسلحة وغير المسلحة باعتبارها الممثل الوحيد للشعب العراقي، حسب قوله.
من جهتها طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قادة الدول العربية، باتخاذ قرارات قوية ونافذة حول الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية. ودعت القمة إلى اتخاذ قرار حاسم برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح، واتخاذ قرار عاجل للبدء بتنفيذ برنامج إعمار غزة. وأبدت استعدادها للتعاون بشأن ذلك.
المصدر: الجزيرة + وكالات
إضافة تعليق جديد