اللايشمانيا تصيب 20 ألفاً في 3 أشهر معظمهم في حلب
كشفت مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة أن أكثر من عشرين ألف سوري أصيبوا بـ«حبة حلب» أو ما يعرف بمرض اللايشمانيا الجلدية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي.
وقالت مديرة الأمراض السارية والمزمنة الدكتورة كناز شعبان شيخ: إن عدد الإصابات باللايشمانيا ارتفع خلال الربع الأول من العام الحالي بشكل ملحوظ مقارنة مع عدد الإصابات خلال الربع الأول من العام الماضي الذي سجل خلاله 20090 إصابة، على حين تجاوز عدد الإصابات خلال العام الماضي بأكمله الأربعين ألف إصابة، مشيرة إلى إصابة 20610 سوريين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2012 باستثناء إصابات محافظة حمص التي لم يتوافر مجموعها حتى الآن بسبب الإضرابات الأمنية التي تشهدها المحافظة.
وأضافت الدكتورة شيخ: أعلى الإصابات سُجّلت في محافظة حلب وبلغت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي 9698 إصابة، وبانخفاض مقداره 272 إصابة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي التي بلغ عدد الإصابات خلالها 9970 إصابة.
وقالت الدكتورة شيخ: أما محافظة الحسكة فارتفع عدد إصاباتها من 3657 إصابة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي إلى 4125 إصابة خلال الفترة نفسها من العام الحالي، أي بمقدار 468 إصابة، كما ارتفع عدد الإصابات في دير الزور من 1041 إلى 2272 إصابة، بزيادة مقدارها 1231 إصابة.
وتابعت الدكتورة شيخ بالقول: أما محافظة إدلب فانخفض عدد إصاباتها من 2298 في الربع الأول من العام الماضي إلى 1540 في الربع الأول من العام الحالي، أي إنها انخفضت بما مقداره 758 إصابة، كما انخفض عدد الإصابات في حماة من 1657 إلى 1271 إصابة، بانخفاض مقداره 386 إصابة.
وأشارت الدكتورة شيخ إلى أن عدد الإصابات في الرقة ارتفع من 109 إصابات في الربع الأول من العام الماضي إلى 469 إصابة في الربع الأول من العام الحالي، كما ارتفع في اللاذقية من 132 إلى 169 إصابة.
وأضافت الدكتورة شيخ: بلغ عدد إصابات محافظة ريف دمشق خلال الربع الأول من العام الحالي 444 إصابة، وبلغ في دمشق 382 إصابة، و200 في طرطوس، و26 في درعا، و14 في السويداء، ولم تُسجّل أي إصابة خلال الفترة المذكورة في القنيطرة.
وكشفت الدكتورة شيخ عن وقوع خمس إصابات باللايشمانيا الحشوية في سورية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، ثلاث منها في إدلب واثنتان في اللاذقية وطرطوس، على حين سُجلت خلال الفترة نفسها من العام الماضي إصابتان في اللاذقية وإدلب، مبينة أن اللايشمانيا الحشوية هي الأخطر لأنها تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتلق المصاب العلاج اللازم، على حين يمكن الشفاء من اللايشمانيا الجلدية تلقائياً مع ترك ندب واضحة مكان الإصابة.
وقالت الدكتورة شيخ: إن اللايشمانيا من المشكلات الصحية المتفاقمة في سورية نظراً لسعة انتشارها ولضعف مواجهتها التي تتطلب إستراتيجية متكاملة تشترك فيها جهات مختلفة في الدولة والمجتمع، مبينة أن سورية توفر علاج اللايشمانيا الأكثر تطوراً مجاناً لجميع المصابين، وهو مركبات الأنتموان الخماسية، مشيرةً إلى أن تكلفة علاج المصاب الواحد تبلغ نحو ثلاثة آلاف ليرة إذا كان العلاج موضعياً، ونحو ستة آلاف ليرة إذا كان العلاج عضلياً.
وتوقعت الدكتورة شيخ أن ترتفع نسبة الإصابة باللايشمانيا العام الحالي 2012 بشكل ملحوظ بسبب عدم التمكن من القيام بالشكل الأمثل بالإجراءات التي تؤدي إلى انخفاض نسبة الإصابة في العديد من المحافظات التي تعتبر مناطق تتمركز فيها الإصابة بهذا المرض، مثل محافظتي إدلب وحماة وغيرهما، مؤكدةً أن الأحداث التي تشهدها البلاد منذ منتصف شهر آذار الماضي تسببت بعرقلة جهود وزارة الإدارة المحلية للحد من انتشار المرض، إذ يقع على عاتقها الكثير من المهام المتعلقة بمكافحة اللايشمانيا، مثل رش المبيدات الحشرية، وترحيل القمامة، وكذلك ترحيل فضلات الأبقار والحيوانات الأخرى، مضيفة: إن جهود وزارة الصحة تمت عرقلتها أيضاً خلال الأشهر الماضية وإن هذه الجهود تتجلى في التثقيف الصحي وإشراك المجتمع المحلي ورجال الدين ووجهاء القرى بعملية التوعية وخصوصاً في القرى الموبوءة التي يقع الكثير منها في المناطق الساخنة أمنياً، مبينة أن تطبيق هذه الإستراتيجية في مكافحة المرض يعطي نتائجه دائماً في العام التالي، فتطبيقها عام 2009 أدى إلى انخفاض ملحوظ بعدد الإصابات عام 2010 بمقدار أربعة آلاف إصابة، وبالتالي فإن ضعف تطبيقها عام 2010 أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات عام 2011، متوقعةً أن يؤدي شلّ تطبيقها خلال أشهر الأزمة عام 2011 إلى تفاقم المرض العام الحالي.
باسم الحداد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد