المفاوضات النووية في فيينا اليوم
أرخى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي أمس، ظلالاً من الشك على المفاوضات النووية قائلاً إنها "لن تؤدي إلى نتيجة"، وهو موقف من شأنه تعزيز الموقف التفاوضي لبلاده مع الغرب، وذلك في الوقت الذي وصل فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى فيينا على رأس فريق الوفد المفاوض، للمشاركة في أولى جولات مفاوضات التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي اليوم.
وقال خامنئي، خلال استقباله حشداً من أهالي محافظة آذربيجان (في شمالي غرب إيران) لمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، إن "بعض المسؤولين من الحكومة السابقة والحالية يعتقدون أنهم إذا تفاوضوا حول المسألة النووية فإنه يمكن حل القضية، لكن كما قلت سابقاً في خطابي في مطلع العام (آذار 2013) أنا لست متفائلاً إزاء المفاوضات وهي لن تؤدي إلى نتيجة، لكنني لا أعارضها".
وأضاف أن المفاوضات التي "بدأتها وزارة الخارجية ستتواصل وإيران لن تخل بتعهداتها"، داعياً المسؤولين إلى "مواصلة جهودهم" لتحقيق نتائج في المفاوضات.
وندد قائد الثورة الإسلامية بالسياسة الأميركية حيال إيران، قائلاً إن "الأمة الإيرانية لن تقبل أبداً ضغوط الولايات المتحدة. المسألة النووية تشكل ذريعة للولايات المتحدة في عدائها لإيران. إنهم يتحدثون الآن عن مسائل حقوق الإنسان والصواريخ الباليستية" للضغط على إيران.
وأضاف أن "مؤشرات عدم التفاؤل بدأت تظهر، والدليل البارز على ذلك هو التصريحات السخيفة والمهينة الصادرة عن سيناتورات ومسؤولين أميركيين ضد الشعب الإيراني، وبطبيعة الحال فإن هذا الشعب قد رد في مسيرات ذكرى الثورة على هذه الإهانات وصفع وجه المسؤولين الأميركيين".
واعتبر خامنئي أن "أحد أسباب الحضور الجماهيري الأوسع والأكثر حماسة في تلك المسيرات هو وقاحة وانعدام أدب المسؤولين الأميركيين ومطالبهم المتجاوزة للحدود"، مضيفاً أن "رسالة الشعب كانت أنه صامد، ولا ينبغي أن يشعر المسؤولون بالضعف أمام العدو".
وتساءل المرشد الأعلى "ألا يخجل الأميركيون حقاً من طرحهم لقضية حقوق الإنسان؟ لأنه لو ادعى أي كان في العالم بحقوق الإنسان فلا ينبغي على الأميركيين بكل فضائحهم أن يتفوهوا بهذه العبارة"، مذكراً بسجني غوانتانامو وأبوغريب "عليهم أن يشعروا بالحياء والخجل".
وأكد أن "عداء أميركا هو لمبدأ وأساس الثورة الإسلامية، وهذا العداء لن ينتهي بالمفاوضات"، معتبراً أن "طريق العلاج الوحيد لهذا العداء هو الاعتماد على الاقتدار الوطني والقدرات الداخلية وجعل البنية الداخلية أكثر صلابة".
وفي هذا الوقت، وصل ظريف والوفد المفاوض إلى فيينا لاستئناف المفاوضات مع مجموعة الـ"5+1" اليوم، سعياً للتوصل إلى اتفاق نهائي في الملف النووي.
ولدى وصوله علق ظريف على دعوة الغرب لإغلاق منشآت فوردو بالقول إنه والفريق النووي لن يسمحوا لأي بلد بأن يحدد لهم مسؤولياتهم "نحن نرفض ذلك ولن يحدث مثل هذا الأمر في المفاوضات".
وفي ما يتعلق بالحظر المفروض على إيران، قال وزير الخارجية الإيراني "توصلنا خلال مباحثات جنيف إلى تفاهم حول بعض المواضيع، أحدها التزام إيران بعدم توسيع برنامجها النووي وفي المقابل أن يلتزم الطرف الآخر بعدم إضافة حظر جديد".
من جهة أخرى، أعلن السفير الإيراني لدى موسكو مهدي سنائي، في حديث نشرته صحيفة "كومرسانت" الروسية أمس، أن بلاده تتفاوض مع روسيا لبناء مفاعل نووي جديد في مقابل النفط، في إطار اتفاق تجاري.
وأكد سنائي وجود "مفاوضات حول مجمل المسائل الاقتصادية من المصارف إلى الطاقة على أساس تزويد روسيا بالنفط الإيراني"، موضحاً أن الصفقة قد تشمل "مئات آلاف براميل النفط يومياً، ويمكن توقيع الاتفاق بحلول آب المقبل". وأشارت "كومرسانت" إلى أن "إيران قد تخصص قسماً من الأموال لتبني الشركات الروسية ثاني مفاعل في محطة بوشهر".
إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، أن إيران هي المستفيد الوحيد من المفاوضات حول برنامجها النووي.
وقال نتنياهو، في بيان أصدره مكتبه، إنه "حتى الآن، الطرف الوحيد الذي استفاد من هذه المفاوضات هو إيران. في الواقع، لم يعط الإيرانيون شيئاً، لكنهم حصلوا على الكثير"، مضيفاً أن "إيران تواصل سلوكها العدائي عبر تسليح مجموعات إرهابية ودعم المجزرة التي يرتكبها نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد في سوريا بحق شعبه والدعوة إلى تدمير إسرائيل والقيام بأنشطة تخريبية في كل أنحاء العالم بما فيها أميركا الجنوبية".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد