انكشاف الخطة الأمريكية للقضاء على حماس
الجمل: الحرب السرية الدائرة في منطقة الشرق الأوسط حالياً، لم يعد مسرحها هو العراق ولبنان وإيران، بل تعددت مسارحها، ويوماً بعد يوم أصبحت تنكشف المزيد من كواليسها ودهاليزها المظلمة.
حديث الصحفي الأمريكي سيمور هيرش، الذي أعقب زيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الماضية في كانون الأول 2006، والذي كشف فيه عن الحرب السرية التي تدور في لبنان وإيران والعراق، ويشرف عليها ديك تشيني شخصياً، تنكشف اليوم بعد زيارة ديك تشيني الأخيرة .
• الخطة:
تقول المعلومات بانكشاف وافتضاح أمر وثيقة تتكون من 16 صفحة حملت عنوان (خطة العمل من اجل الرئاسة الفلسطينية)، ومضمون الخطة يهدف إلى استبدال حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية القائمة حالياً.
التسريب الأول تم بواسطة أحد المسؤولين الأردنيين إلى إحدى الصحف الاردنية (صحيفة المجد الأردنية)، وعندما حاولت الصحيفة نشرها، قامت عناصر المخابرات الأردنية بمداهمة مقر طباعة الصحيفة ليلاً، وحدث نزاع مع رئيس تحرير الصحيفة، حول مزاعم المخابرات الأردنية بأن المعلومات الواردة غير صحيحة.
التسريب الثاني للمخطط تم بواسطة صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وقد تضمن فقرات، كانت متطابقة تماماً مع ما ورد في النص الذي حاولت الصحيفة الأردنية (ذات التوجه القومي العربي) نشره.
• أهداف الخطة:
وتتضمن نوعين من الأهداف:
- أهداف تهدف إلى القضاء على حركة حماس.
- أهداف تهدف إلى تقوية فصيل فتح الذي يقوده محمود عباس.
• الوسائل التي تتضمنها الخطة لتحقيق الأهداف تشمل:
- الوسائل العسكرية: وذلك عن طريق تدعيم قوات محمود عباس، عن طريق إمدادها بالمال والسلاح والعتاد، والتغطية المناسبة. وأشارت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إلى أن إسرائيل قد وافقت على السماح بدخول 400 عنصر مسلح يتبعون لمحمود عباس، قامت بتدريبهم الحكومة المصرية على أعمال (مكافحة الإرهاب)، وقد تم دخولهم إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. كذلك أشارت الواشنطن بوست إلى أن تدريب هذه العناصر قد تم بتنسيق أمريكي- مصري قدمت فيه أمريكا المال والسلاح والعتاد، وكان التدريب يركز حصراً على (مكافحة حماس).
أكد الناطق الرسمي لبعثة الاتحاد الأوروبي العاملة في مجال الحدود بقطاع غزة، أن عناصر هذه القوة قد دخلت إلى القطاع عبر معبر رفح يوم الأربعاء الماضي، تحت إشراف ومراقبة وموافقة ومساعدة عناصر الأمن الإسرائيلي
- الوسائل الاقتصادية: ويتم استخدامها بشكل مزدوج، وذلك بحيث يتم قطع المساعدات عن الحكومة الفلسطينية، والمواطنين الفلسطينيين من جهة، وفي الوقت نفسه من الجهة الأخرى تقديم المساعدات والأموال لمحمود عباس ومجموعته، وتهدف هذه الوسائل الاقتصادية إلى التسريع بعملية الاستقطاب في الشارع الفلسطيني بحيث يكون العقاب من نصيب مؤيدي حماس، والمكافأة من نصيب مؤيدي محمود عباس، وبالتالي لا يجد المواطن الفلسطيني من سبيل أمامه سوى الانضمام إلى معسكر محمود عباس.
- الوسائل السياسية: ويتم استخدامها بشكل مزدوج أيضاً، بحيث يتم تقوية محمود عباس سياسياً من جهة، وإضعاف حماس سياسياً من الجهة الأخرى، وذلك عن طريق إضفاء المزيد من المشروعية والقبول السياسي الدولي (بواسطة الاتحاد الأوروبي وأمريكا) والإقليمي (بواسطة مصر والأردن والسعودية) لمحمود عباس، ومقاطعة حماس بشكل كامل من الجهة الأخرى، على النحو الذي يظهر حركة حماس بمظهر الطرف المعزول سياسياً- إقليميا- ودوليا..
- الوسائل الأمنية: ويتم استخدامها بشكل مزدوج أيضاً، فمن جهة سوف تقوم المخابرات الإسرائيلية والمصرية والأردنية بتشديد الخناق على تحركات عناصر حماس، ومن الجهة الأخرى يتم إفساح مجال الحركة واسعاً أمام عناصر مجموعة محمود عباس.. كذلك سوف تقوم هذه الأجهزة بالتنسيق والتعاون مع (مخابرات محمود عباس) عن طريق تبادل المعلومات ووضع وتنفيذ الخطط الاستخبارية اللازمة لمكافحة (إرهاب) حماس.
• فترة تنفيذ الخطة:
تتكون الخطة من أربعة مفاصل، وقد تحدد لتنفيذ بنود كل واحد منها فترة زمنية محددة، وذلك على النحو الآتي:
- الخطوات السياسية تحدد لتنفيذها تسعة أشهر.
- الخطوات الخاصة بالحكومة الفلسطينية تحدد لتنفيذها تسعة أشهر.
- الخطوات الخاصة بالأمن تحدد لتنفيذها ستة أشهر.
- الخطوات الخاصة بالاقتصاد تحدد لتنفيذها من 3 الى 9 أشهر.
• أبعاد الخطة:
تسعى الخطة في المرحلة (أ) من جهة إلى إضعاف مجلس الوزراء الفلسطيني (السلطة التنفيذية)، وإضعاف المجلس التشريعي الفلسطيني (السلطة التشريعية) ومن الجهة الأخرى إلى تقوية محمود عباس وأنصاره (مؤسسة الرئاسة الفلسطينية).
أما المرحلة (ب) من الخطة، فيرتبط تنفيذها بالآتي:
- نجاح تنفيذ الخطة (أ) بحيث يتم إضعاف حماس نهائياً.
- دعوة محمود عباس لانتخابات مبكرة، يتم فيها إسقاط حماس.
وعلى ضوء ذلك يتم التحديد النهائي لعناصر وبنود الخطة (ب).
• واجبات ومهام محمود عباس في الفترة المقبلة:
حددت الخطة (أ) الواجبات الخاصة بكل طرف، وذلك على أساس اعتبارات أن تنفيذ هذه الخطة يتطلب تضافر جهود كل من مصر، الأردن، الإدارة الأمريكية، وإسرائيل).. إضافة إلى جهود محمود عباس، وقد تم تحديد الدور الذي يجب أن يقوم به محمود عباس في عشر خطوات أطلقت عليها الخطة الخمسية تسمية (خطة عمل الرئاسة الفلسطينية خلال عام 2007)، وتم تحديد فترة 6 إلى 10 أشهر لمحمود عباس لكي يقوم بإنجازها، وتتمثل هذه الخطوات في الآتي:
- الاستمرار في المفاوضات السياسية الخاصة بعملية سلام الشرق الأوسط بالتنسيق مع مصر، الأردن، أمريكا، وإسرائيل.
- أن تقوم إسرائيل بتحديد بعض المناطق بزعم أنها قد انسحبت منها، بحيث يقوم محمود عباس بالسيطرة عليها، بمساعدة إسرائيل إن استدعى الأمر ذلك، على النحو الذي يوهم الرأي العام الفلسطيني بوجود المصداقية في تحركات محمود عباس.
- يتم إجراء وقف إطلاق نار.
- تقوية مركز السلطة الفلسطينية التنفيذي والإداري والسياسي.
- إجراء المزيد من التطهير في أوساط حركة فتح بحيث يتم استبعاد العناصر المتشددة بالعناصر الموالية لتوجهات محمود عباس.
- توظيف دعم الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الاقتصادية الدولية في مشروعات التنمية.
- الإصلاح الأمني، وذلك عن طريق تطهير أجهزة الأمن من العناصر المتطرفة، وإحكام سيطرة السلطة الفلسطينية عليها.
- العمال والعمالة: أن يستفيد من الاتفاق الخاص حول (ممرات العبور الآمنة) الذي سوف تقوم إسرائيل بتوقيعه معه، بحيث يقوم بإرسال العمال إلى إسرائيل عبر هذه الممرات، بحيث تكون فرص المرور والعمل في الجانب الإسرائيلي حصراً من نصيب الموالين لمحمود عباس.
- الإشراف على دفع الأجور والمرتبات.. وذلك على النحو الذي يصبح فيه محمود عباس قابضاً على سلطات وصلاحيات الأجهزة المالية الفلسطينية.
- تعزيز سلطة الرئاسة الفلسطينية بالجمع والتنسيق بين المهام الأمنية، والسياسية، والمالية، والتشريعية، أيضاً (على أساس اعتبارات أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تتحول في ظروف الطوارئ إلى سلطة تشريعية).
وعموماً، لقد سارع محمود عباس بعد أن نشرت صحيفة هآرتس إلى القول بأنه استلم مقترحات لخطة تتعلق بأداء السلطة الفلسطينية ومهامها خلال العام القادم، وبعد ذلك مباشرة سارعت الإدارة الأمريكية إلى حماية حلفائها، وتحدث الناطق باسم الخارجية الأمريكية قائلاً بأنهم قدموا أفكاراً ومقترحات لمحمود عباس. وأضاف أحد المسؤولين بالسفارة الامريكية في تل أبيب قائلاً بأن هذه الوثيقة ليست خطة وإنما هي تهدف إلى تطوير النقاش والحوار المشترك بين أمريكا وحلفائها.
عندما نشرت صحيفة هآرتس النقاط الأساسية، سارعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس فجأة إلى إلغاء زيارتها المقررة إلى تل أبيب.
وتقول المعلومات الصادرة في واشنطن بأن سبب قطع كوندوليزا رايس لزيارتها، يعود إل غضبها الشديد بسبب عدم علمها بالخطة، والتي تؤكد بعض المصادر الأمريكية الأخرى أن الخطة قام بإعدادها إيليوت أبراهام مستشار الأمن القومي الأمريكي ومجموعته في البيت الأبيض، وذلك بمشاركة أطراف عربية أخرى، أولها (اللواء ابراهيم سليمان) رئيس المخابرات المصرية، والثاني والثالث لم يتم الكشف عنهما بعد، ولكن على الأرجح أن احدهما (أردني)، وقد أشارت المعلومات الأمريكية إلى ذلك، ولكن لم يتم ذكر اسمه أو منصبه.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد