دمشق وطهران تتفقان على دعم الحكومة العراقية
شهدت دمشق على مدى اليومين الماضيين سلسلة زيارات دولية، كانت أبرزها لوزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، الذي نقل رسالة إلى الرئيس بشار الأسد من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، اتفقا بنتيجتها على دعم الحكومة العراقية، في وقت شدد مساعد وزير الخارجية البولندي فيتولد فاشيكوفسكي، الذي يزور سوريا، على أهمية دور دمشق في الوصول إلى سلام في الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد استعرض مع رئيس الوزراء الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف “الأحداث الجارية إقليمياً ودولياً وعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين سوريا وروسيا الاتحادية”.
وذكرت الوكالة السورية أن نائب الرئيس فاروق الشرع التقى المسؤول الروسي السابق، وتركز البحث على “مستجدات الأوضاع في المنطقة، وخصوصاً في العراق والأراضي الفلسطينية وعلاقات الصداقة القائمة بين سوريا وروسيا”.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مساعد وزير الخارجية البولندي
قوله، عقب لقائه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن “سوريا دولة مهمة ولا يمكن حل قضايا منطقة الشرق الأوسط من دون مشاركتها”. وأضاف أن من “المفترض والطبيعي أن يقوم مسؤولو دول الاتحاد الأوروبي بزيارة سوريا وأن يتبادلوا معها وجهات النظر في التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط”.
وكان الرئيس السوري قد بحث أول من أمس مع منوشهر متكي سبل إشاعة الاستقرار في العراق وتعزيز العلاقات بين إيران وسوريا. وقال متكي للصحافيين: «ناقشنا القضية العراقية والمحادثات كانت طيبة. وتركزت على الحاجة إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام والاستقرار. أكدنا أيضا حاجة المواطنين العراقيين لتقرير مصير بلدهم ودعم الحكومة العراقية».
وأعلن متكي أنه نقل رسالة من نجاد إلى الأسد، من دون أن يكشف عن مضمونها.
وقالت مصادر دبلوماسية إيرانية إن دمشق وطهران اتفقتا على دعم الحكومة العراقية المنتخبة. وأضافت أن “الجانبين سيدعمان حكومة نوري المالكي حتى تتمكن من القيام بمهامها تمهيداً لخروج قوات التحالف المحتلة من العراق”.
وقالت المصادر إن “متكي التقى أمس قيادات في حركتي “حماس” و“الجهاد الإسلامي” وقد جدد المواقف الداعمة للمقاومة سياسياً ومعنوياً”.
ورأى متكي، بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، أن “حكومة حماس منتخبة ديموقراطياً من قبل الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أن “رفض الغرب لها يؤكد أنه يعمل ضد تطلعات الشعب الفلسطيني”. وقال إن “الشعوب الإسلامية أصبحت أكثر وعياً لمستقبلها ومصالحها بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة”.
ورحب متكي بالاتفاق الذي توصلت إليه حركتا “حماس” و“فتح” لتهدئة الاوضاع في الأراضي الفلسطينية.
أما مشعل فشدد من جهته على أن “حكومة حماس لا يمكن أن تتنصل من مسؤولياتها طالما تم اختيارها من قبل الشعب الفلسطيني”. ورأى أن جميع “المؤامرات التي تحاك ضد الشعب
الفلسطيني بهدف كسر إرادته عبر الحصار المفروض عليه مصيرها الفشل”.
وشدد مشعل على أن “المقاومة هي الطريق الوحيد أمام الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه”، موضحاً أن حماس تعمل جاهدة “لإفشال جميع المخططات الرامية إلى زرع الفتنة بين الفلسطينيين”، وأن الحكومة الفلسطينية التي تشكلت “بإرادة الشعب لن تتخلى عن مسؤولياتها” تجاهه.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد