روسيا تستخدم “الفيتو” ضد مشروع قرار فرنسي حول سورية
استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الفرنسي حول سورية فيما عطلت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية مشروع قرار روسي آخر حول سورية في المجلس.
واعترضت فنزويلا العضو غير الدائم فى مجلس الأمن على القرار الفرنسي بينما امتنعت الصين وانغولا عن التصويت كما أيدت فنزويلا ومصر والصين مشروع القرار الروسي في حين امتنعت انغولا والأوروغواي عن التصويت.
وتقدمت روسيا اليوم بمشروع قرار بديل عن مشروع القرار الفرنسي يدعو إلى الاسترشاد بالاتفاق الامريكي الروسي لإيصال المساعدات الانسانية ويحث الأطراف على وقف الأعمال القتالية فورا والتأكيد على التحقق من فصل ما تسمى “المعارضة المعتدلة” عن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي كأولوية رئيسية كما يرحب مشروع القرار بمبادرة المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا الأخيرة التي حث فيها إرهابيي “جبهة النصرة” على الخروج من أحياء حلب الشرقية ويطلب من الأمم المتحدة وضع خطة تفصيلية لتنفيذ المبادرة.
وكانت موسكو أكدت أن مشروع القرار الفرنسي يتضمن عددا من المواقف غير المقبولة لدى روسيا كما أنه يسيس الجانب الانساني بقدر كبير.
الجعفري: إفشال مشروع القرار الروسي يؤكد غياب الإرادة السياسية لدى معارضيه لمكافحة الإرهاب وحل الأزمة في سورية
أكد مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفرى أن إفشال مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن حول سورية يؤكد من جديد غياب الإرادة السياسية لدى معارضيه لمكافحة الإرهاب بشكل حقيقي والتوصل إلى حل للأزمة فيها في حين أن مشروع القرار الفرنسي يعكس حنين فرنسا إلى ماضيها الاستعماري الأسود ويظهر نواياها بتقويض مقومات الدولة السورية.
وقال الجعفري خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن اليوم: “من الواضح أن كلمة الحق تفقد ممثلي القوى الاستعمارية داخل هذا المجلس صوابهم لذلك نراهم يفرون عند سماعها وهم يثبتون بذلك أنهم أصحاب نوايا خبيثة استعمارية تجاه بلادي وشعب بلادى وأن دبلوماسيتهم هي دبلوماسية الفوضى والاكراه والقسر والقوة وليست دبلوماسية الحوار وحل النزاعات بالوسائل السلمية.. ولذلك وبعد أن انسحب بعض الزملاء من هذه القاعة أشكرهم لانهم أعطونى صفة العضو الدائم بدلا عنهم”.
وأضاف الجعفري مخاطبا رئيس مجلس الأمن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين “أتوجه إليكم بالتهنئة على ترؤس بلدكم الصديق لأعمال مجلس الأمن خلال الشهر الحالي في وقت يشهد فيه العالم بشكل عام ومنطقتنا نحن بشكل خاص تحديات مهمة وخطيرة نتيجة السياسات الخاطئة التي تنتهجها بعض الدول بما فيها دول دائمة العضوية في هذا المجلس سعيا منها لتنفيذ أجندتها التدخلية الخاصة والتي تتناقض مع أهداف ومقاصد ميثاق
الأمم المتحدة”.
وتابع الجعفري: إن حكمتكم وخبرتكم تشكلان صمام أمان لأعمال المجلس في هذا التوقيت الحساس.. واسمحوا لي في هذه المناسبة أن أعبر عن إدانة بلادي للعمل الإرهابي الجبان الذى استهدف فيه تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي مقر السفارة الروسية في دمشق قبل عدة أيام والذي عارضت دول صوتت لمشروع القرار الفرنسي اليوم مجرد إصدار بيان صحفي لإدانته كما نعرب عن أسفنا لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع القرار الذى تقدم به وفد بلادكم بهدف تحقيق التهدئة ودفع العملية السياسية في سورية من خلال فصل ما يسمى بقوات “المعارضة المسلحة المعتدلة” عن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي.
وبين الجعفري أن إفشال مشروع القرار الروسي يؤكد من جديد للمرة المئة غياب الارادة السياسية لدى معارضي هذا المشروع لمكافحة الإرهاب بشكل حقيقي والتوصل إلى حل سوري سوري للأزمة وقال “يبدو أن عملية فصل الإرهابي المتطرف عن الإرهابي المعتدل هي عملية صعبة ومعقدة جدا تشبه إلى حد ما فصل ذرات اليورانيوم المشعة عن ذرات اليورانيوم غير المشعة هذا إن وجدت هذه الذرات غير المشعة”.
وقال الجعفري: “لم أتكلف عناء التفكير كثيرا لفهم مكنونات مشروع القرار الفرنسي فهو كان واضحا في أهدافه ومبتغاه ليس لي وحدي ولكن للشعب السوري بأكمله الذي يستذكر هذا العام الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت وما حملته من معاناة مستمرة نتيجة تداعيات هذه الاتفاقية الاستعمارية بين فرنسا وبريطانيا والتى قسمت شعوبنا ونهبت خيرات بلادنا وثرواتها”.
وأوضح الجعفري أن مشروع القرار الفرنسي يعكس حنين هذه الدولة إلى ماضيها الاستعماري الأسود حين ظنت واهمة أن إشعال فتيل ما يسمى بـ “الازمة السورية” سوف يشكل فرصة ذهبية لها لاسترجاع نفوذ استعماري أفل ولن يعود.
وقال الجعفري “لقد مارس وزير الخارجية الفرنسي اليوم في بيانه سياسة الوصاية على الشعب السوري وتحدث عما يفيد الشعب السوري وعما يجب عليه فعله كوزير سوري لمساعدة الشعب السوري وكأنه ما زال يحلم بأنه يمثل قوة استعمارية يمكنها سرقة حق التكلم باسم الشعب السوري في هذا المجلس ولكن على الساسة الفرنسيين الشعور بالخجل لما فعلوه بليبيا وبالشعب الليبي”.
وأضاف الجعفري: “أما ما ذكر عن مذبحتي غيرنيكا وسربرينيتشا فقد حدثت هاتان المذبحتان بسبب سياسات همجية تنافسية أوروبية محضة لا علاقة لنا بها نحن أو غيرنا وأما المذبحة التى تحدث بحق بلادي اليوم فسببها إرهابيون مرتزقة أجانب ولدوا فى فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا والنرويج واسبانيا وبلجيكا ارهابيون تتلاعب بهم استخبارات غربية متخصصة وفتاوى الجهل الجهادية والمال السعودى القطرى والرعاية التركية لكل هذه العملية العدوانية قبل أن أمضي في بياني أذكر الوزير الفرنسي بما قاله سلفه لوران فابيوس فى العام 2012 وأقتبس باللغة الفرنسية: “إن الجهاديين الفرنسيين يقومون بعمل جيد في سورية” هذه هي السياسة الفرنسية يعبر عنها وزير خارجيتها انذاك لوران فابيوس.
ولفت الجعفري إلى أن مفردات مشروع القرار الفرنسي أثبتت من جديد النوايا التي انتهجتها الحكومات الفرنسية المتعاقبة ضد سورية منذ بداية الأزمة وهي نوايا استهدفت بالتأكيد تقويض مقومات الدولة السورية بأكملها وليس مجرد استهداف حكومة فحسب مشيرا إلى أن مشروع القرار يطالب صراحة بوقف عمليات الجيش السوري الذى يقوم مع حلفائه بالدفاع عن الشعب السوري وبمحاربة الإرهاب نيابة عنكم أنتم جميعا في مواجهة تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” والمجموعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما.
وأكد الجعفري أنه بات من المسلمات كلما حقق الجيش السورى وحلفاؤه إنجازات فى مواجهة المجموعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي يتداعى بعض أعضاء المجلس المعروفون لنجدتها من مصيرها المحتوم من خلال طلب عقد الجلسات أو تقديم مشاريع القرارات التى لا تضع اعتبارا لمعاناة الشعب السوري بل تسعى فقط لإنقاذ الإرهابيين سواء في حلب أو في غيرها من المناطق والمدن السورية.
وقال الجعفري “كنا نتمنى لو أن هذا الجهد المحموم وغير المسبوق الذي قامت به فرنسا للدفع في اعتماد مشروع القرار هذا قد انصب على غرار مشروع القرار الروسي في صالح إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية بقيادة سورية ودون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة وكنا نتمنى بدلا من تقديم مشروع قرار لفرض منطقة حظر جوي في جزء من سماء بلادنا العزيزة أن تفرض فرنسا وحلفاؤها حظرا ذاتيا على الدعم الذى تقدمه حكومات بلادهم للارهاب الذي تصدره إلى بلادى سورية وكنا نتمنى على حكومة فرنسا أن تجيب على السؤال الذى يطرحه الشعب السوري باستمرار وهو هل تساوي صفقة التوتال وأموال الغاز القطري وصفقات السلاح مع السعودية كل هذه الدماء السورية التي سفكت”.
وأشار الجعفري إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا دأبت منذ ما يقارب ستة أعوام على الدعوة لعقد الجلسة تلو الأخرى وعلى تقديم مشاريع قرارات وبيانات رئاسية وصحفية في مجلس الأمن لإيهام الرأي العام بأنها تسعى لإيجاد حل للازمة في بلادي وسخرت في الوقت نفسه حملات إعلامية ودبلوماسية وسياسية للترويج كذبا بأن ما يحدث في سورية إنما هو مواجهة بين “معارضة مسلحة” تصفها بـ “المعتدلة” وبين قوات حكومية تتهمها بارتكاب جرائم حرب غير ابهة بأن سياساتها هذه قد عرضت حياة مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء السوريين إلى الخطر من خلال دعمها المستمر للمجموعات الإرهابية المسلحة التي اتخذت من المدنيين دروعا بشرية.
وأشار الجعفري إلى أن الارهابيين حولوا أهم واكبر مشفى للعيون في الشرق الأوسط إلى مقر لعملياتهم العسكرية شرق حلب وأردف بالقول “هذا جواب على البعض من الزملاء الذين تحدثوا عن استهداف المشافي”.
وأعاد الجعفري التذكير بأن مجلس الامن عقد منذ بداية الأزمة في سورية 75 جلسة رسمية و97 جلسة مشاورات غير رسمية و8 جلسات بصيغة الريا فورمولا كما اعتمد 17 قرارا إلى جانب عدد من البيانات الرئاسية والصحفية حول الوضع في بلادي مبينا أن كل هذا الجهد لم يوقف دعم شتات الإرهاب العالمي للعبث في سورية.
كما أعاد إلى الأذهان أن الولايات المتحدة الامريكية قد استخدمت تحت قبة هذا المجلس امتياز حق النقض 77 مرة وبريطانيا 33 مرة وفرنسا 19 مرة ولم يشعر ممثلوا هذه الدول بالخجل من انفسهم عندما كانوا يفشلون مشاريع قرارات تدعو فقط لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لاراضينا المحتلة ولإنصاف الشعب الفلسطيني.
وقال الجعفري لقد انكشف للجميع بشكل لا لبس فيه أن برامج الدعم التي قدمتها وتقدمها الولايات المتحدة وادواتها من الدول الاقليمية والعربية في المنطقة لما سمته بـ “المعارضة المعتدلة” كانت وما تزال تصب في أيدي تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين والمجموعات الارهابية المرتبطة بهما.. وهنا يحق للشعب السوري الذي تدعي الدول التي أشرت إليها الحرص على مصالحه.. يحق له أن يسألها عن الآلية أو عن العقلية التي تحكم مقاربتها للأزمة في سورية”.
ولفت الجعفري إلى أن الولايات المتحدة انشأت قبل فترة برنامجا لتدريب مقاتلين قررت مسبقا وصفهم بـ “المعتدلين” وانفقت حسب تصريحات مسؤوليها 500 مليون دولار على تدريب 49 مقاتلا انضم معظمهم مع السلاح الامريكي المسلم لهم وفور وصولهم إلى الأراضي السورية إلى صفوف تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابية وبقي 5 لا احد يعرف أين هم الآن.
وأشار الجعفري إلى أن الولايات المتحدة والسعودية وقطر قدمت المال والسلاح لتنظيم “لواء شهداء اليرموك” الإرهابي في الجنوب والجولان السوري المحتل فأعلن هذا اللواء انضمامه إلى تنظيم “داعش” الإرهابي كما أن هذه الدول صممت على اعتبار تنظيم “نور الدين الزنكي” الإرهابي المدعوم من الحكومة التركية “معتدلا” رغم جرائمه المعلنة في حلب إلى أن أعلن هذا التنظيم الارهابي رسميا انضواءه تحت تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي.
وقال الجعفري “هكذا كل المعتدلين يصبحون أطرافا في تنظيمي” جبهة النصرة” و” داعش” الارهابيين.. وأحدث الامثلة والذي لن يكون آخرها هو إعلان ما يسمى “لواء صقور جبل الزاوية” المدعوم أمريكيا الانضمام إلى قيادة “جيش فتح الشام” وهو الاسم الجديد لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي ولا ننسى أن نشير هنا إلى أن 1800 رسالة الكترونية تم حذفها من بريد وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون يتضمن بعضها تفاصيل شحنات الأسلحة التي تم نقلها إلى الجماعات الإرهابية المسلحة في سورية من ليبيا عبر تركيا وذلك “بقرار رسمي من الادارة الأمريكية.
وبين الجعفري أن هذه الدول اعتمدت في تنفيذ السياسات التدميرية على حملة إعلامية وسياسية مضللة لاقناع الرأي العام العالمي بانها تحارب الارهاب وأن الإرهابيين الذين تدعمهم وتمولهم وتنقلهم إلى سورية من أكثر من مئة دولة هم إما “معارضة معتدلة” أو”مسعفون أوائل” وهم ما اصطلح على تسميتهم مؤخرا بالخوذ البيضاء وتم ترشيحهم إلى جائزة نوبل للسلام.
ورفع الجعفري أمام أعضاء مجلس الامن صورة تظهر أحد هؤلاء ممن يسمونهم “معارضين معتدلين” من “الخوذ البيضاء” وهو يستخدم صاروخا موجها ضد الطائرات وقال “بالمناسبة هذا طبيب في منظمة الخوذ البيضاء يطلق صاروخا ضد طائرة ولدينا العشرات من الصور متاحة لمن يرد” موضحا أن مؤسس ما يسمى “الخوذ البيضاء” ضابط استخبارات بريطاني اسمه “جيمس ليموزريه”.
وأشار الجعفري الى أن معهد رومبول الامريكي للسلام والازدهار كشف مؤخرا أن البنتاغون دفع مبلغ 540 مليون دولار لشركة علاقات عامة بريطانية اسمها بل بوتنكر تقدم خدماتها عادة للسعودية وتشيلي مبينا أن الهدف من دفع المال هو خلق بروباغندا معادية للحكومة السورية من خلال فبركة يوتيوب وفبركة صور وفبركة أفلام.
ولفت الجعفري الى أن الولايات المتحدة الامريكية شكلت تحالفا خارج اطار الشرعية الدولية بذريعة محاربة تنظيم “داعش” والتنظيمات الإرهابية الاخرى والتي عملت هي وحلفاؤها منذ العام 2003 على تهيئة البيئة الخصبة لظهورها وتوسعها وانتشارها غير ان الوقائع على الارض قد أثبتت ومنذ إنشاء هذا التحالف المزعوم أن تنظيم “داعش” الإرهابي قد توسع نفوذه والسبب يعود إلى عدم جدية هذا التحالف في مكافحته للارهاب بل على العكس من ذلك تماما فقد قام طيران هذا التحالف بقتل المئات من المدنيين والعسكريين السوريين وقام بتدمير منشآت اقتصادية وبنى تحتية وألقى بالسلاح والمؤن العسكرية لتنظيمات إرهابية لنشر المزيد من الفوضى والخراب في بلادي.
وتابع الجعفري “لكن ذلك كله كان ولا يزال يجري حسب تصريحات التحالف بطريق الخطأ وبالنتيجة فان طيران التحالف يقتل المدنيين ويدمر البنى التحتية ويساعد الإرهابيين ويسلحهم ثم يبرر جرائمه تلك بأنها مجرد أخطاء ينبغي غفرانها ليعود هذا التحالف بعد أيام قليلة ويكرر ذات الأخطاء .. لقد بات المرء اليوم في حاجة الى فك شيفرة الاستراتيجية التي يتبعها هذا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية وهي شيفرة قائمة في الأساس على تكرار ارتكاب الاخطاء ما يؤكد أنها سياسة متعمدة وممنهجة مثلما حصل عندما استهدفت طائرات هذا التحالف مواقع الجيش السوري في دير الزور وهو هجوم عرض مئات الآلاف من المدنيين السوريين في دير الزور لخطر إرهاب (داعش) كما تعرفون”.
وقال الجعفري: “إن الجرأة بهذه الدول وصلت إلى حد المطالبة بفتح ممرات انسانية آمنة للارهابيين والحفاظ على كرامتهم وهنا نسأل أصحاب هذه الدعوات هل فتحت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا ممرات انسانية آمنة لحماية ارهابيي القاعدة المعتدلين في افغانستان ولمن ارتكبوا مجازر تشارلي ايبدو ومسرح باتاكلان ونيس وكاليفورنيا وبوسطن وشيكاغو ونيويورك ولندن لماذا لم يفتحوا ممرات انسانية لاخراج هؤلاء الإرهابيين في أوروبا وأمريكا”.
وأضاف الجعفري: لقد قال مندوب الولايات المتحدة الامريكية واقتبس.. “يجب أن نتعلم من دروس الماضي” انتهى الاقتباس وأقول له ياليتكم تفعلون ذلك وتتعلمون من اخطائكم في فيتنام وكمبوديا وكوريا وكوبا ونيكارغوا ويوغسلافيا والعراق وليبيا وافريقيا .. ياليتكم تتذكرون وتعتذرون عما فعلتم بالعراقيين الأبرياء الـ 408 من المدنيين الذين قتلتموهم في 13 شباط 1991 بملجأ العامرية في بغداد.
وقال الجعفري “تؤكد حكومة بلادي على تعاونها الكامل مع الامم المتحدة ووكالاتها والمنظمات المتخصصة الاخرى لتطبيق خطط الاستجابة الشهرية كما تعلن موافقتها على خطة الاستجابة لشهر تشرين الاول الجاري وتود بلادي سورية أن تؤكد على أن عدم التطبيق الكامل لخطط الاستجابة ناجم عن ممارسة الجماعات الارهابية المسلحة وحلفائها والتي دأبت على عرقلة الوصول الانساني ونهب المساعدات واستهداف القوافل والكوادر العاملة في المجال الانساني.. وكان آخر اعتداءاتها هو استهداف قافلة المساعدات التي كانت متوجهة إلى منطقة اورم الكبرى في ريف حلب بتاريخ 19 ايلول 2016 الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد من المواطنين السوريين من المتطوعين والعاملين مع الهلال الاحمر العربي السوري ونهب المساعدات وتدمير الشاحنات وحرقها .. كما منعت “الجماعات المسلحة المعتدلة” ممثلي الهلال الاحمر العربي السوري من الدخول وايصال المساعدات إلى العديد من المناطق وهذه حقائق يدركها العاملون في المنظمات الأممية العاملة في سورية”.
وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية باشرت التحقيق في الاعتداء الذي طال القافلة المشتركة للأمم المتحدة والهلال الاحمر العربي السوري في ارم الكبرى و”سنوافيكم بنتائج التحقيق فور انتهائه”.
وأضاف الجعفري “إن وجودنا اليوم في هذا الاجتماع من اجل بحث الوضع الحالي في شرقي حلب الذي يتباكى البعض عليه كان نتيجة مباشرة لتملص الولايات المتحدة من الاتفاق الروسي الامريكي المؤرخ في 9 ايلول والذي التزمت واشنطن بموجبه بفصل من تصمم على تصنيفهم “معارضة مسلحة معتدلة” عن ارهابيي “جبهة النصرة” وقد التزمت حكومة بلادي بوقف الاعمال العدائية المنصوص عليه في هذا الاتفاق وشرعت باتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق احكامه وادخال المساعدات الى مدينة حلب وتامين ممرات انسانية للمدنيين بيد أن عدم التزام الجانب الامريكي بتعهداته واستمرار خروقات الجماعات الارهابية المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها لوقف الاعمال العدائية واستغلاله لإعادة تجميع نفسها وشن هجمات جديدة كل ذلك ادى لانتهاء العمل بوقف الاعمال العدائية وتدهور الاوضاع في مدينة حلب بعد أن قام الارهابيون بقتل 157 جنديا سوريا و300 مدني في شرق حلب.
وتابع الجعفري “نحن أولياء الدم الذي يسفك في بلادنا ونحن ضحايا الحرب الارهابية وما ينجم عنها من الام واوجاع وماس انسانية نحن ولا أحد غيرنا وذروة النفاق والتضليل ان يتباكى رعاة الارهاب على أزمة السوريين الانسانية وسيبقى التزامنا بمحاربة الارهاب يسير بالتوازي مع التزامنا بالتوصل إلى حل سياسي يتم عبر حوار سوري سوري يقرر السوريون من خلاله مستقبل بلادهم دون تدخل خارجي .. وادعو من سكب دموع التماسيح على السوريين الابرياء في حلب الى سكب دموع حقيقية على 250 مدني يمني قتلتهم الطائرات الغربية اليوم في صنعاء وهي طائرات غربية بحوزة السعوديين”.
وردا على مندوب نيوزيلندا أوضح الجعفري أن هناك جدولا بـ 500 رسالة أرسلتها حكومة الجمهورية العربية السورية حول الارهاب العالمي الذي ترعاه دول أضحت معروفة بينها 60 رسالة حول استخدام الإرهابيين للسلاح الكيماوي في سورية داعيا جميع المندوبين لدى الامم المتحدة إلى قراءة هذه الرسائل لأن ذلك سيساعدهم حكما على أن يروا الصورة بشكل أوضح .
وقال الجعفري ” لأننا نحن في سورية كلنا بدون استثناء ضحية تضليل لدى البعض وسوء فهم لدى البعض الآخر دورنا كدبلوماسيين هو أن نبدد هذا التضليل وسوء الفهم لا أن نكذب على بعضنا البعض”.
تشوركين: فرنسا لم تتقدم بأي مبادرة بناءة منذ بداية الأزمة في سورية
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قبيل التصويت على مشروع القرار الفرنسي “ندرك أن كلا المشروعين الروسي والفرنسي لن يتم اعتمادهما اليوم” لافتا إلى أن فرنسا لم تتقدم بأي مبادرة بناءة منذ بداية الأزمة في سورية بل اقتصرت جهودها على الأفعال الدعائية.
وأشار تشوركين إلى أن روسيا أكدت مسبقا أنها ستصوت ضد مشروع القرار الفرنسي وقال: “لم نجد ما يقنعنا بضرورة فرض حظر للطيران فوق مدينة حلب”.
وأكد تشوركين مجددا ضرورة إعادة إطلاق العملية السياسية في سورية التي أجهضتها “المعارضة” معربا عن استعداد بلاده للعمل من أجل التوصل إلى حل للأزمة في سورية مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين.
وأعرب تشوركين عن أسف بلاده لأن فرنسا ودولا عقلانية أخرى التي عارضت التدخل الامريكي والبريطاني في العراق عام 2003 هي اليوم من أشد المناوئين للحكومة السورية .
وأشار تشوركين إلى أن تصرف الدبلوماسية الاسبانية “غير جيد ومحبط” فهم يطالبون بوقف الطلعات الجوية ليس فقط فوق الاحياء الشرقية بل أيضا في الجزء الغربي من حلب الذي يتعرض دائما لقصف الإرهابيين من جهة الشرق.
وأوضح تشوركين أن مشروع القرار الفرنسي يهدم آلية العمل البناءة والمشتركة ضمن “المجموعة الدولية لدعم سورية” والمؤكد عليها ضمن قرار لمجلس الأمن لذلك تقدمت روسيا بتعديلاتها على مسودة مشروع القرار الفرنسي مشيرا إلى أن مشروع القرار الروسي يقترح تجديد “الهدنة” التي يخترقها الإرهابيون و”التنظيمات المسلحة غير الشرعية” بشكل أسبوعي .
ولفت تشوركين إلى أن المشروع الفرنسي تجاهل مبادرة دي ميستورا لإخراج إرهابيي “جبهة النصرة” من الأحياء الشرقية لحلب .
وأكد تشوركين ضرورة التزام “المسلحين” بالاتفاق الروسي الأمريكي لإدخال المساعدات إلى أحياء حلب الشرقية وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 بالكامل بشأن الأمور الإنسانية ومكافحة الارهاب من دون شروط مسبقة وتأخير.
ولفت تشوركين في تعليقه على كلمتي ممثل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا إلى أن أنهم يتبنون كالعادة خطابا مستفزا وقال “إن محاولة الإهانة لا تغضبنا ولكن وفي الوقت نفسه فإنها لا تثنينا عما نركز عليه”.
ودعا تشوركين المندوب البريطاني إلى أن يوقف دعم بلاده للإرهابيين والتدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة والى ايقاف العادات الاستعمارية وترك العالم يعيش في سلام حينها ربما يتحسن الوضع في الكثير من المناطق في العالم.
وردا على المندوب الامريكي أشار تشوركين إلى أن الولايات المتحدة التي تثير الحجج اليوم عجزت عن الفصل بين ما يسمونه “معارضة معتدلة” وإرهابيي “جبهة النصرة” وتأمين طريق الكاستيلو لإيصال المساعدات الى شرق حلب.
مندوب الصين: مشروع القرار الروسي عكس احتراما لسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها
بدوره أوضح مندوب الصين لدى الامم المتحدة ليو جيه لي أن بعض البنود الواردة في مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا واسبانيا لا تعكس احتراما كاملا لسيادة سورية واستقلالها وسلامة ووحدة أراضيها كما أن الآراء البناءة لبعض أعضاء مجلس الأمن لم تدمج في مشروع القرار ولذا اضطرت الصين للامتناع عن التصويت عليه .
وبين جيه لي أن مشروع القرار الروسي عكس احتراما لسيادة سورية ووحدة وسلامة اراضيها وكان محتواه شاملا ومتكاملا ومتوازنا ولهذا صوتت الصين لصالحه وهي تأسف لعدم اعتماده من قبل مجلس الأمن.
وأكد المندوب الصيني أن سورية هي بلد مهم للغاية في الشرق الأوسط وعودة السلام والاستقرار اليه فيها مصلحة لجميع بلدان الإقليم والمجتمع الدولي معربا عن أمله بأن يسعى مجلس الامن للتوصل الى حل سياسي للازمة في سورية ويعمل بشكل مشترك لمنع انتشار الإرهاب.
ودعا جيه لي المجتمع الدولي إلى بذل جهود أكبر لتحسين الوضع الانساني في سورية وتفعيل اتفاق وقف الاعمال القتالية ومكافحة التنظيمات الارهابية المدرجة على قوائم الارهاب الدولي بما فيها تنظيم “داعش” الارهابي وإطلاق العملية السياسية بقيادة سورية .
مندوب فنزويلا: سورية تتمتع بحق سيادي بفرض سيطرتها على أراضيها من أجل مكافحة الإرهاب
من جانبه قال ممثل فنزويلا لدى الأمم المتحدة رافائيل راميريث “صوتنا اليوم ضد مشروع القرار الفرنسي لأن هذا النص لا يساهم في التوصل إلى مقاربة متوازنة للمشكلة الإنسانية شرق حلب نتيجة أعمال القصف من قبل ارهابيي “جبهة النصرة” والمجموعات المرتبطة بها”.
وبين مندوب فنزويلا أن مشروع القرار الفرنسي يطالب سورية بالامتناع عن ممارسة حقها السيادي بفرض سيطرتها وسيادتها على كامل أراضيها ومجالها الجوي من خلال منع التحليقات الجوية فوق حلب وهذا الطلب يتعارض مع ما طالب به المجلس في حالات أخرى.
وأضاف مندوب فنزويلا ” نحن في مجلس الأمن لا يمكننا أن نتعامل مع هذه المواضيع على أساس المعايير المزدوجة وسورية تتمتع بحق سيادي بفرض سيطرتها على أراضيها من أجل مكافحة الإرهاب في سورية ونتساءل لماذا يتم الحد من هذا الحق الذي يكرسه مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة كما يكرس أيضا الاستقلال السياسي كشروط أساسية لضمان السلم والأمن الدوليين”.
وشدد المندوب الفنزويلي على أن مجلس الأمن لا يتمتع بحق تقويض سيادة الدول الأعضاء ولا يمكن له أن يقرر ما إذا كانت حكومة ما شرعية أم لا فهذا موضوع يعود للشعب المعني مؤكدا أنه لا يجب تكرار المآسي التي حدثت نتيجة الاعتداءات العسكرية في العراق وليبيا وغيرها من المناطق والتي تسببت بضرر كبير للناس من خلال توفير الظروف المؤاتية للإرهابيين وخاصة بعد تفكيك المؤسسات السياسية في تلك البلدان وهما سمحا بتوسع القاعدة وانتشارها وظهور تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره.
وأشار المندوب الفنزويلي إلى أن الوضع الإنساني في سورية جرى استغلاله من بعض الدول في مجلس الامن خدمة لمصالحها السياسية على حساب مصالح الشعب السوري وتحميل سورية وروسيا مسؤءولية تدهور الوضع الانساني مؤكدا أن المسؤولية الفعلية عن هذا الوضع تقع على عاتق الإرهابيين الذين يحظون بالدعم الخارجي وارتكبوا الجرائم الفظيعة بحق الشعب السوري خلال السنوات الخمس الماضية.
ولفت المندوب الفنزويلي إلى أن بعض أعضاء مجلس الامن يتحملون مسؤولية ما يجري في سورية عبر تسليح بعض “المجموعات غير الشرعية” التي تحولت لاحقا إلى تنظيمات ارهابية أصبحت خارج السيطرة فيما يحاولون اليوم التنصل من أفعالهم عبر بيانات جوفاء تزيد من فتيل الحرب في سورية والمنطقة.
وأوضح المندوب الفنزويلي أن الاجندات السياسية لفرنسا وبعض الاعضاء في المجلس حالت دون الخروج بنص توافقي لإنقاذ الشعب السوري ما يهدد بخطر تقويض الاتفاق الروسي الامريكي وجهود المبعوث الدولي الى سورية ستافان دي ميستورا.
وأشار المندوب الفنزويلي الى أن سورية وروسيا تحاربان الارهاب وتنظيم “جبهة النصرة” الذي يستخدم المدنيين كدروع بشرية شرق حلب ويمنع خروجهم عبر الممرات الانسانية الى المناطق الامنة مؤءكدا أن مكافحة الإرهاب تمثل مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي.
وتساءل المندوب الفنزويلي عن أسباب رفض ما يسمونه “المعارضة المعتدلة” الانفصال عن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي إذا ما أرادت تحقيق السلام والاستقرار في سورية مبينا أن على هذه “المعارضة” الانضمام إلى جهود محاربة الإرهاب والدخول في العملية السياسية وهو ما يتطلب وضع حد للدعم الخارجي لها وتحويلها إلى جماعات ارهابية .
وقال مندوب فنزويلا “يجب أن ننفذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بشكل عاجل ونرفض أي محاولة للتلاعب بالمأساة الإنسانية في سورية من قبل الأطراف الخارجية ونسعى إلى حل سياسي على أساس الحوار لإحلال السلام في سورية”.
من ناحيته قال ممثل أنغولا لدى الأمم المتحدة “إن بلاده امتنعت عن التصويت على مشروع القرار الفرنسي والاسباني لأنه لا يتطرق إلى المسالة الأساسية المتعلقة بإعادة إحياء وقف الأعمال القتالية بل يساهم في تأجيج النقاش بين الأطراف الفاعلة بالازمة بما في ذلك الدول الدائمة العضوية في المجلس كما أن هذا القرار كان يمكن أن يمثل نهاية عمل المجموعة الدولية لدعم سورية”.
وأوضح ممثل أنغولا أن مشروع القرار الروسي احتوى على عناصر إيجابية بما في ذلك إعادة إطلاق اتفاق وقف الأعمال القتالية “لكن انغولا امتنعت عن التصويت لأنها لم ترد أن تنزلق إلى الخلافات الحادة بين أعضاء المجلس الذين يضطلعون بالمسؤوليات الأساسية عن الأزمة في سورية وبضرورة إيجاد الحل لها”.
وأعرب ممثل أنغولا عن دعم بلاده لجهود المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا والتزامه المستمر بإعادة إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية وضمان وصول المساعدات الإنسانية الى محتاجيها مبديا أسفه لتعليق المباحثات الروسية الامريكية حول سورية وعدم توحيد جهودهما في محاربة الإرهاب.
واعتبر ممثل أنغولا أن ما حصل اليوم في مجلس الأمن يمثل رسالة سلبية تعكس عجز المجلس عن المساهمة بشكل ناجع في صون السلم والأمن الدوليين مجددا التزام بلاده بالعمل من أجل تحقيق السلام في سورية عبر الخوض في عملية سياسية تستند إلى الحوار بين السوريين .
وكالات
إضافة تعليق جديد