سورية الأسد في قمة هلسنكي بين بوتين وترامب
نشرت مؤسسة “المجلس الأطلسي” تقريرًا للكاتب فريدريك هوف، وهو مسؤول في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، تحدّث فيه عن قمّة هلسنكي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
ورأى الكاتب أنّ ترامب أتى الى القمة مستخدمًا قوّة متعلقة بالملف السوري، فإذا اختار أن يستخدم نفوذه خلال لقائه بنظيره الروسي، فبإمكانه أن يزيد من احتمالات حصول تعاون حقيقي مع روسيا من أجل إنهاء الحرب السورية، بشروطٍ مقبولة من الطرفين.وهنا لفت الكاتب الى أنّ الولايات الأميركية وحلفاءها تمكّنوا، خلال قتال تنظيم “داعش”، من تحرير منطقة شمال سوريا، الغنية بالموادر النفطية والزراعية.
وتخشى روسيا وإيران والسوريين من أن تستغرق واشنطن وقتًا طويلاً من أجل إعادة الإستقرار الى منطقة الشمال، وإعمار الرقة ومساعدة البلديات والمجالس المحليّة على إعادة الشبكات الإداريّة والأمنية، لا سيما وأنّ مرحلة ما بعد القتال والإستقرار تعدّ مهمّة جدًا في العقيدة العسكرية، وتجربتا ليبيا والعراق من أبرز الأدلّة على ذلك، بحسب هوف.
وتوقّع الكاتب أن بوتين قام بإغواء ترامب ببعض الوعود المتعلقة بزاوية أخرى في سوريا وهي الجنوب، وربما قد طرح بوتين فكرة ترك الإيرانيين على مسافة بعيدة من الحدود الأردنيّة ومن القوات الإسرائيلية.
وأضاف: “كلّ ما يريده الكرملين في مقابل هذا السيناريو الديبلوماسي، سيكون بالنسبة لترامب ما قاله في العلن من قبل وهو ضرب “داعش” عسكريًا وترك سوريا بعد 20 دقيقة من ذلك.
وهذا يعني أن ترامب قد يحقق انتصارين، الأول هو الحصول على ضمانات روسيّة لأمن إسرائيل، وتراجع النظرة الأميركية لسوريا كما هو الحال عليه اليوم، ويبقى أنّ موسكو وإيران تريدان بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة”.
وبالنسبة للصفقة الرابحة بحسب نسخة بوتين، فإنّها تتيح للأسد الإستمرار بالهجوم الذي يقوم به الجيش السوري على المسلحين في زاويتَي البلاد، علمًا أنّ مسألة “الأسد الى الأبد” سوف تعزّز الرابط السوري مع إيران وحزب الله، برأي الكاتب.
وختم الكاتب مقاله بالإشارة الى أنّه بإمكان ترامب تحقيق السلام الحقيقي وتقاسم النفوذ في سوريا، وذلك فقط إذا كان لديه أوراق مهمّة وأجاد طريقة لعبها مع بوتين.
(atlanticcouncil – لبنان 24)
إضافة تعليق جديد