صنعاء: اتفاق لوقف النار لا ينهي الاشتباكات
وقعت الحكومة اليمنية واللواء المنشق علي محسن اتفاقاً لوقف اطلاق النار امس بعدما سقط خمسة مدنيين بينهم طفل اثر معارك بين القوات الحكومية وقوات المعارضة في مدينة تعز، جنوبي صنعاء، وذلك في هدنة هشة تبعها اشتباكات جديدة، في وقت اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان الرئيس علي عبدالله صالح اكد للسفير الاميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين بأنه «ينوي التنحي».
وكان صالح رحّب امس الاول بقرار مجلس الأمن الذي صدر قبل 4 ايام الذي دعاه الى توقيع المبادرة الخليجية، بعدما تراجع ثلاث مرات متتالية عن توقيعها قائلاً إنه سينقل السلطة فقط «لأيد امينة».
وقالت نولاند إن الرئيس صالح استقبل فايرستاين لبحث مسألة تنحيه عن السلطة، مضيفة ان «اللقاء كان الاول بعد عودة الرئيس اليمني من السعودية الشهر الماضي» حيث تلقى العلاج من هجوم استهدفت مسجد القصر الرئاسي في حزيران الماضي. وتابعت نولاند بالقول إن صالح «أكد انه ينوي توقيع خطة مجلس التعاون الداعية الى تنحيه.. على صالح ان يفي بوعده».
أمنياً، قال مسؤول حكومي إن الاتفاق بين حكومة الرئيس واللواء محسن توسطت فيه لجنة محلية يرأسها نائب الرئيس. وكانت اتفاقات هدنة سابقة عديدة قد فشلت في الاستمرار. وتصاعدت الأزمة السياسية بين صالح والمحتجين الشهر الماضي لتتحوّل إلى مواجهات دموية بين قوات الحكومة وجنود منشقين ورجال قبائل. واتفق الجانبان ايضاً على اطلاق سراح كل الاشخاص الذين جرى اختطافهم خلال اشهر الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي دفعت البلاد إلى شفا حرب أهلية يقول محللون إنها تعزز وضع مقاتلي تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية المتمركز في اليمن.
وفي صنعاء، حاول المتظاهرون الذين قدّر عددهم بالآلاف التوجه الى حي القاع الذي تسيطر عليه قوات الرئيس، لكن الأخيرة أمطرتهم بوابل من الرصاص. وافادت مصادر طبية وشهود عيان ان متظاهرين قتلا وجرح 40 آخرون بالرصاص في حين اصيب العشرات بحالات اختناق لتنشقهم الغازات المسيلة للدموع. وهتف المتظاهرون متوجّهين الى صالح «زنقة زنقة، دار دار، لا علي ولا بشار»، و«القذافي ولى وراح، اسمع شعبك يا سفاح».
وفي تعز التي تشهد اكثر التحركات الاحتجاجية، قتل خمسة مدنيين وجرح سبعة آخرون خلال قصف ومواجهات بين مقاتلين قبليين مؤيدين للمعارضة وقوات صالح بحسب مصادر طبية. وسقطت قذائف هاون اطلقتها قوات النظام على عشرات المنازل في احياء سكنية مختلفة من المدينة ما اثار هلع السكان وارغم المدارس على اغلاق ابوابها، بحسب السكان.
في هذه الاثناء، قال أطباء ومسؤولون في الجيش إن طائرة عسكرية يمنية، روسية الصنع من طراز «أنتونوف»، تحطمت لدى هبوطها في قاعدة واقعة في محافظة لحج الجنوبية، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص بينهم ثمانية مهندسين سوريين، فضلاً عن مقتل مهندس يمني. ورجّح مسؤول أمني أن يكون سبب الحادث عطلاً فنياً مؤكداً إجراء تحقيق في الحادث. وتقع لحج على حدود محافظة أبين حيث يقاتل الجيش اليمني لاستعادة السيطرة على منطقة سيطر عليها متشدّدون يعتقد أنهم من «القاعدة» استغلوا الاضطرابات السياسية وضعف سيطرة الحكومة المركزية على أجزاء من البلاد.
الى ذلك، خُطف طبيب أوزبكي في محافظة مأرب الشمالية في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول. وقال مصدر قبلي إن رجال قبائل خطفوا الطبيب للضغط على الحكومة كي تفرج عن مسجونين من أبناء قبيلتهم. وغالباً ما تلجأ القبائل اليمنية الى خطف اجانب للضغط على السلطات.
على صعيد آخر، قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن اليمن يتعرض لخطر الوقوع في أزمة إنسانية أعمق على غرار الأزمة الصومالية بعدما جعلت الاضطرابات السياسية الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للعديد من اليمنيين الذين يكافحون من أجل الحصول على الغذاء. وقال ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في اليمن جيرت كابيليري في مؤتمر صحافي «اليمن على شفا كارثة إنسانية حقيقية... انه عرضة لخطر أن يصبح صومالاً جديداً على المستوى السياسي والإنساني». وأضاف كابيليري إن اليمن بالفعل لديه ثاني أعلى معدل سوء تغذية في العالم بعد افغانستان ما يؤثر على حوالى ثلث سكان أكثر الدول العــربية فــقراً والبالغ عددهم 24 مليون نسمة كما «يعاني أكثــر من 50 بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة من سوء تغذية مزمن في اليمن اليوم».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد