ظل كوندي سيغادرها الى الناتو
لقبه الرسمي ضابط خاص مسؤول عن عمليات الحماية بوزارة الخارجية الاميركية، إلا ان بطل كرة القدم الاميركية السابق في احدى مدارس واشنطن، مايك ايفانوف، معروف بين الذين يسافرون مع وزيرة الخارجية بـ«ظل كوندوليزا رايس». ونادرا ما يكون ايفانوف أبعد من بضع أقدام من رايس، وبينما يحصل مساعدوها على فرص متفاوتة للاقتراب منها، ايفانوف دائماً موجود، وعادة ما يكون على علم بخطوتها المقبلة حتى قبل ان تخطو. وقال ايفانوف قبل وقت قصير من رحلة رايس الى الشرق الأوسط انه يستطيع ان يحدد عدد الخطوات الى اليسار والأخرى الى اليمين قبل ان تدخل السيارة، وأضاف: «نتطلع مسبقاً على أي خط سير تتخذه أو تعتزم زيارته، نحدد الخطوات وقيادة السيارة وعدد عتبات درج السلم الذي ستصعده»، وتابع: «نعلم حتى اذا كانت الأرض ناعمة ولا تناسب الكعب العالي»، مضيفاً: «في عملنا، لا توجد زيارات بالمصادفة». ورحلة الوزيرة الاميركية الحالية الى كل من مصر والمملكة العربية السعودية وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ستكون آخر رحلة خارجية لايفانوف مع رايس، طبقا للجدول الحالي على الأقل، إذ انه من المقرر ان يصبح في وقت لاحق من العام الجاري مديراً لأمن المقر الرئيسي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل. فحماية من يتولى وزارة الخارجية الاميركية عادة ما تؤدي الى وظائف اخرى بارزة. فقد تولى المسؤول السابق عن فريق حماية وزير الخارجية السابق كولن باول إدارة امن فريق «واشنطن ريدسكينز» الرياضي.
ولدى ايفانوف، الذي عمل والداه في شرطة واشنطن، احترام خاص للنساء اللائي يكسرن الحاجز المهني، وكانت والدة ايفانوف أول امرأة تعمل في قوة الشرطة التابعة للمحكمة العليا. ومن خلال عمله في «الأمن الدبلوماسي»، تولى ايفانوف في وقت سابق حماية بعض من أشهر النساء في العالم، إذ تولى حماية الأميرة الراحلة ديانا مرتين والملكة نور الاردنية. وتعتبر حماية الوزيرة وظيفة مهمة في الوزارة. وكان ايفانوف قد عمل في السابق ضابط امن اقليمي في باكستان. وفي عام 1994 كان مسؤولا عن الأمن لدى فتح سفارة اميركية جديدة في سراييفو خلال النزاع في البلقان. وقال ايفانوف: «الوزيرة ليست مثل الأميرة ديانا»، موضحاً: «فهي عرضة لتهديدات تبلغ في المتوسط تهديدا كل يوم، سواء كان ذلك عن طريق الهاتف او الانترنت او عن طريق خطاب»، واضاف: «نحن نفحص كل هذه الأشياء سواء كانت من شخص يقضي حكما بالسجن المؤبد او شخص آخر لا يتفق مع سياسات الوزيرة بسبب حرب العراق». إلا أن أخطر اللحظات هي اثناء السفر، فخلال رحلة غير معلنة الى بغداد في مارس (آذار) 2006 اضطرت القافلة التي كانت تقل الوزيرة والوفد المرافق إلى التوجه من مطار بغداد الى المنطقة الخضراء عن طريق المطار الشهير بالخطورة، بسبب عدم تمكن المروحيات من التحليق بسبب طقس ممطر وعاصف في ذلك اليوم. والجدير بالذكر ان عشرات من الجنود الاميركيين والعراقيين قتلوا بواسطة العبوات الناسفة التي تزرع على جانب الطريق فضلا عن أنواع اخرى من الهجمات في طريق المطار.
كما ان رايس جعلت تلك المهمة اكثر صعوبة عندما اصطحبت معها وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو الى بغداد بعد توقفها في ليفربول.
وقال ايفانوف انه نظر الى كل من رايس وسترو وتخيل جلسة استماع في مجلس الشيوخ يطرح فيها السؤال: «لماذا قرر ايفانوف ان تسلك قافلة وزيرة الخارجية طريق مطار بغداد؟». وأضاف: «تلك الرحلة استغرقت حوالي 45 دقيقة لكنني شعرت بأنها استغرقت ساعات». وعلى ايفانوف ايضا ان يكون على استعداد لمناسبات لا مخاطر فيها، بما في ذلك حضور الاوبرا.
وقد ادى العمل مع رايس الى إعادة تعريف اساسيات مهمة الحماية، وهي: «اجلب المسدس واجلب البدلة وسافر».
وقال: «علينا ألا نلفت الانظار... ولا نريد ان نظهر كأننا مجموعة من الفتوات عندما نحضر مؤتمرات للنساء»، على سبيل المثال، لذا زاد ايفانوف عدد النساء العاملات في مهمة حماية الوزيرة الى ثلاثة اضعاف. ويعتبر فريق ايفانوف جزءا من عملية أكبر حجماً، فعلى عكس حماية الرئيس الاميركي، قوة «الأمن الدبلوماسي» غير معروفة على نطاق واسع، على الرغم من انها واحدة من أكبر مكتبين في وزارة الخارجية، إذ يعمل بها 1800 ضابط ومختلف العناصر العاملة في مجال الحماية الأمنية. ويوفر أفراد هذه القوة الحماية للمسؤولين الأجانب ويشرفون على أمن 285 سفارة وقنصلية وبعثة اميركية في 159 دولة، ولديها حوالي 34 الف موظف في مختلف الدول، ومن مهامها ايضا، متابعة عمليات تزوير جوازات السفر والتأشيرات وإعادة المطلوبين الهاربين من خارج الولايات المتحدة والتنسيق في مجال مكافحة الارهاب. ولعب ضباط هذه القوة دوراً رئيسياً في إلقاء القبض على رمزي يوسف، الرأس المدبر لتفجير مركز التجارة العالمي عام 1993. وقال ايفانوف، الذي عمل في كل من المغرب والفلبين وألمانيا وكرواتيا والدنمارك، ان هذه القوة «تجمع بين عناصر من الخدمة السرية ومكتب المباحث الفيدرالي (اف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)». وقال ايفانوف انه يتمتع بعلاقة حميمة مع رايس، خاصة فيما يخص كرة القدم الاميركية، التي يقول انهما يناقشانها يومياً.
روبن رايت
خدمة «واشنطن بوست»
المصدر: الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد