كيري ولافروف يلعبان الشطرنج السوري

20-02-2013

كيري ولافروف يلعبان الشطرنج السوري

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن الحكومة السورية والمعارضة تتحدثان الآن عن إمكانية إجراء حوار بينهما، مضيفاً إن روسيا تشعر بأن تسوية النزاع السوري «بدأت تتحرك من نقطة الجمود».
إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن وزير الخارجية جون كيري سيبدأ الأحد المقبل زيارة تشمل تسع دول في أوروبا والشرق الأوسط، والتي ستهيمن عليها الأزمة السورية بالإضافة الى التطورات في افغانستان ومالي. واوضحت ان كيري سيزور بريطانيا وألمانيا وفرنسا وايطاليا وتركيا وكذلك مصر والسعودية ودولة الإمارات وقطر، وان الجولة ستستمر حتى 6 آذار المقبل.
وأوضحت أن زيارة كيري هي في جزء منها «جولة استماع»، رغم انه سيشارك في روما في اجتماع مع «الائتلاف الوطني السوري» والدول التي تؤيد المعارضة ويدرس إمكانية زيادة الجهود الأميركية لوقف سفك الدماء في سوريا. وأضافت إن كيري «سيتطلع إلى الاستماع للائتلاف السوري المعارض، وماذا يمكن أن نفعل أكثر في رأيهم، وأيضاً الاستماع إلى النظراء المشاركين بشكل كبير في دعم المعارضة» السورية. كما سيناقش الأزمة السورية مع زعماء عدد من دول المنطقة، ومن بينها تركيا ومصر وقطر.
وقال رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، خلال لقائه أعضاء «لجنة الاتصال في طريق التغيير السلمي» إن «الحكومة جادة في إنجاح عملية الحوار، ولا تريد أن تقصي أحداً ومنفتحة على جميع أبناء الوطن، وأن البرنامج
السياسي يحمل نيات حسنة وصادقة ومخلصة من أجل إنقاذ وطننا»، مشيراً إلى «أهمية تبادل الأفكار والهواجس والمقترحات بهدف الوصول إلى رؤى وقواسم مشتركة تعزز عملية الحوار وتحت سقف الوطن، من أجل المساهمة جميعاً كشركاء في هذا الوطن لإنقاذه وتجاوز الأزمة وإعادة بناء سوريا الجديدة».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو بعد عودته من بروكسل، إن «روسيا تشعر بأن تسوية النزاع السوري بدأت تتحرك من نقطة الجمود». وأضاف «الأهم هو أننا نشعر الآن بأن موضوع الحوار يكتسب أولوية في أقوال من كان حتى وقت قريب يرفض دعوتنا لمثل هذه المفاوضات بين الحكومة والمعارضة، بوضع تنحّي الرئيس (بشار) الأسد كشرط مسبق لأية اتصالات من هذا النوع. الآن لا نسمع مثل هذه الشروط، وهو تطور للأحداث يمكن الترحيب به». وتابع «بالرغم من صدور مختلف الشروط المسبقة لبدء مثل هذا الحوار من كلا الجانبين ـ الحكومة والمعارضة ـ إلا أن القضية تحركت من نقطة الجمود».
وأعلن لافروف أن «هدف اللاعبين الخارجيين في الاتصالات مع أطراف النزاع والمجتمع الدولي بشكل عام هو الحيلولة دون عرقلة هذه الشروط المسبقة لمثل هذا الحوار. الأهم هو جلوس الأطراف حول طاولة المفاوضات».
وأضاف «نستقبل في 25 شباط وزير الخارجية السوري وليد المعلم في روسيا. نأمل أن نبحث معه الوضع، وأن نطلع على تقديره للوضع في سوريا. والأهم هو بحث المسائل الواجبة تسويتها لبدء الحوار مع المعارضة ووقف إراقة الدماء». وتابع «نجري مثل هذا العمل مع المعارضة أيضاً بجميع ممثليها، ولم نوقف هذا العمل سواء مع الحكومة أو المعارضة. أعول على أن نحصل على المزيد من الوضوح».
وسيبحث لافروف الوضع في سوريا عندما يجتمع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية العراق والكويت ولبنان ومصر الذين من المقرر أن يصلوا إلى موسكو لإجراء محادثات اليوم.
وكان نائبه غينادي غاتيلوف أعلن أن «روسيا ستدخل حل الأزمة السورية في قائمة أولويات مجلس الأمن الدولي حينما ترأسه» في الأول من آذار المقبل.
وقال غاتيلوف «لدينا اتصالات مع ممثلي المعارضة ومع زعيم المعارضة (الائتلاف أحمد معاذ) الخطيب، لكن ليس هناك أي موعد محدد بعد لزيارته إلى موسكو»، متوقعاً أن يزور الخطيب موسكو بعد الخامس من آذار. ونفى ما ذكرته قناة «روسيا اليوم» عن زيارة المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي إلى موسكو.
وقال غاتيلوف «من الممكن الحديث بشيء من التفاؤل الحذر عن تحقيق تقدم محتمل في بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا». وأوضح أن «الحوار هو الشيء الرئيسي الذي دعت إليه روسيا دوماً. وموقفنا من هذه المسألة كان وسيبقى ثابتاً بلا تغيير، ونحن نعتقد أن ذلك يتطلب إيقاف العنف وإراقة الدماء في سوريا والذي يستمر على نطاق واسع من كلا الجانبين، كما ينبغي إجلاس كلا الجانبين، الحكومة والمعارضة، حول طاولة المفاوضات. وقد توجّهت جهودنا إلى هذا دوماً، وهذا يمثل في جوهر الأمر الهدف الرئيسي لبيان جنيف».
وتزامن كلام لافروف عن تقدم في إمكانية حل الأزمة السورية، مع لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك الأردني عبد الله الثاني في موسكو. وأكد عبد الله، قبيل اللقاء، أنه «يود أن يبحث أثناء زيارته الحالية إلى موسكو عدداً كبيراً من الملفات الإقليمية والدولية، إضافة إلى التعاون الأمني بين الدولتين».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن أربع سفن حربية إضافية ستصل إلى المتوسط، قبل نهاية شباط الحالي. وتنضمّ سفن النقل «كالينينغراد» و«شابالين» و«سراتوف» و«ازوف» الى سفينة الدورية «سميتليفيي» وسفن تموين أخرى موجودة في البحر المتوسط.
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن السفن ستكون «في خدمة عسكرية»، لكن وكالة «نوفوستي» نقلت عن مصدر عسكري قوله إن المهمة الرئيسية لهذه السفن الإضافية تكمن في الإجلاء المحتمل لرعايا روس من سوريا.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...