لافروف: سحب دعوة إيران للمشاركة ب جنيف2 يقوض جهود الحل
أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي في وقت لاحق اليوم في مدينة مونترو السويسرية مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وذلك عشية افتتاح المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2.
وقال المصدر في تصريحات للصحفيين في موسكو اليوم إنه "من المزمع أن يجري لافروف في وقت متأخر من اليوم في مونترو مجموعة من اللقاءات الثنائية واجتماعا ثلاثيا عشية افتتاح مؤتمر جنيف2 غدا الأربعاء".
وأضاف المصدر أن "لافروف سيلتقي نظراءه السوري المعلم والأمريكي جون كيري والصيني وانغ يي كما سيشارك في اجتماع ثلاثي مع كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون".
- بدوره جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن محاربة الإرهاب يجب أن تكون أولوية المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف2" وأنه يجب أن تؤدي نتائجه إلى توحيد الجهود بين الحكومة السورية والمعارضة من أجل القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة التابعة للقاعدة مشدداً على أن السوريين وحدهم هم من يجب أن يحددوا مستقبلهم من دون تدخل خارجي.
وأشار لافروف في مؤتمره الصحفي السنوي إلى أن "المجموعات الإرهابية المسلحة المرتبطة بالقاعدة باتت تشكل خطرا كبيرا في سورية ولذلك يجب الوصول في موءتمر جنيف2 إلى نتائج توحد الجهود للقضاء عليها".
وتؤكد روسيا منذ بداية الأزمة في سورية على ضرورة حلها من خلال الطرق الدبلوماسية وعبر الحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي كما تشدد على ضرورة تكاتف كل الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب التكفيري والتحذير من خطورة انتشاره على كامل المنطقة.
ولفت لافروف إلى أن سحب دعوة إيران للمشاركة في "جنيف2" يشكل "خطأ ولكنه ليس كارثة" وأن عدم وجودها يثير التساؤلات مبيناً أنه خلال عمل روسيا مع الولايات المتحدة "اعترفنا علنا بأن إيران يجب أن تلعب دورا أساسيا في البحث عن الحل السلمي للأزمة في سورية وهذا موجود في جوهر المبادرة الروسية الأمريكية" كما أن المصلحة تتطلب أن تكون إيران ممثلة كدولة مؤثرة في المنطقة.
وأكد لافروف أن عدم حضور إيران في المؤتمر "لن يساعد في توحيد العالم الإسلامي في حربه ضد الإرهاب" معتبراً أن الأزمة عرت ما هو موجود من تناقضات في المنطقة بما فيها التناقضات الموجودة داخل العالم الإسلامي.
وكانت إيران أعلنت بالأمس أنها لن تشارك في المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 بسبب "الإصرار الأمريكي على فرض شروط مسبقة" مشيرة إلى أنها كانت قد أعلنت مراراً استعدادها للمشاركة في المؤتمر دون أي شروط مسبقة.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن كل القضايا والأسئلة يجب أن تحلها الحكومة السورية والمعارضة بالتوافق الكامل بينهما مبينا أن عددا كبيرا من الدول قامت بدفع الائتلاف لتقديم شروط منها تغيير النظام.
ولفت لافروف إلى أن الائتلاف المعارض تم تشكيله من الخارج من قبل مهاجرين كل منهم له مصالحه الخاصة وتم تمويله من ممولين خارجيين موضحا أن " الائتلاف منذ بداية تشكيله اعتمد على أساس تغيير النظام ومموليه الخارجيين كانوا مهتمين بهذا الأمر".
وبين وزير الخارجية الروسي أن المبادرة الروسية الأمريكية التي تدعو إلى عقد المؤتمر للبدء بالحوار بين الأطراف السورية لمصلحة التطبيق الكامل لبيان جنيف 1 لا تتضمن تغيير النظام مشددا على أن تفسير هذا البيان بأنه "للمطالبة بتغيير النظام" تفسير خاطئ.
وأشار لافروف إلى أن الإعلانات التي صدرت عما يسمى أصدقاء سورية والإعلان الأخير الذي كان في كانون الأول تعتبر "أن تغيير النظام هو المسألة الأساسية لكل الجهود" وهم بذلك يقومون بترجمة بيان جنيف1 بشكل غير صحيح ومع ذلك هم مدعوون للمؤتمر ولكن إيران التي لا تريد تغيير النظام غير مدعوة وهذا ما تحدثت عنه صراحة.
وقال لافروف "الجميع يعرف موقف إيران وأنا لا أريد التعليق عليه لكن الأمم المتحدة تطلب منها أن توافق على ما يقدمه ممولو المعارضة وإن أخذنا ما هو موجود في بيان جنيف1 فإنه يمكن عدم دعوة عشرات الدول لأنها غير موافقة على كل ما هو موجود فيه ويجب عدم ترجمة بيان جنيف1 بأي شكل آخر" داعياً في ذات الوقت إلى الأخذ بعين الاعتبار المحتوى العام حيث ستجرى دعوة الوزراء وسيجلسون إلى طاولة الحوار وسيغادرون وسيبقى السوريون الذين سيقومون بمفاوضات صعبة ستحتاج إلى وقت طويل وعدة جولات.
وأضاف لافروف نحن نعرف أن المؤتمر يسمى جنيف2 وسنعبر عن رأينا لكي يبدأ الحوار المباشر بين الأطراف السورية وأنا واثق أنه في مصلحة الجميع العمل على أن يكون الائتلاف جزءا من المعارضة إذ أنه وإضافة له توجد معارضة موجودة داخل سورية بما فيها هيئة التنسيق والتجمعات الكردية وحركات أخرى ويجب عليها أن تعرف كيف يمكن إجراء الحوار حسب المعايير المطلوبة من قبل مجلس الأمن الذي دعا "لتأمين تمثيل الطيف الكامل للمجتمع السوري". 20140121-180601.jpg
وتساءل لافروف إذا كان ممولو الائتلاف قد دعوه لأن يكون "الممثل الوحيد للشعب السوري" فكيف سينتمي هذا إلى بيان جنيف1 الذي ينص على أنه يجب التوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف في سورية مضيفاً "إن كان الائتلاف هو الممثل الوحيد للشعب السوري فهذا يعني أنهم قرروا من يمثل الشعب السوري بشكل عام وأنا آسف لأن الأمم المتحدة لم تستطع زيادة صفتها ومستواها في هذا الموضوع".
وحول ما يتردد عن زيادة روسيا لمساعداتها العسكرية لسورية لفت لافروف إلى أن بلاده أكدت مرارا أنها "لا تقوم بتصدير أي أسلحة محظورة إلى سورية أو أي أسلحة قد تؤدي إلى الإخلال في توازن القوى بالمنطقة".
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن "التقرير الجديد المرفق بصور لما قيل إنه جثث لنحو 11 ألف سجين تم إعدامهم في سورية جزء من الحرب الإعلامية" معتبراً أن "هنالك جرائم تحصل في سورية" إلا أن الجهاديين هم من يرتكبون الجرائم الأكثر وحشية مشيراً في هذا الخصوص الى المعلومات التي نشرها الأسبوع الماضي المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أعلنت الأسبوع الماضي في بيان أن المفوضية تلقت معلومات حول توالي عمليات إعدام جماعية بحق مدنيين ومقاتلين لم يعودوا ضالعين في المعارك في مناطق بحلب وإدلب والرقة على أيدي مجموعات مسلحة متطرفة من المعارضة في سورية ولا سيما تنظيم ما يسمى دولة الإسلام في العراق والشام مضيفة أن هذه الأعمال يمكن أن تعتبر جرائم حرب .
وشدد لافروف على أن الهدف الرئيس في الوقت الراهن يكمن في وقف العنف في سورية ولا يجوز طرح "مساءلة مرتكبي الجرائم كشرط مسبق للحوار" مؤكداً ضرورة التحقق من جميع المعلومات التي تقدم إذ أن هنالك عددا كبيرا جدا من الأكاذيب حول هذا الموضوع وردا على سؤال حول تقاتل المجموعات الإرهابية المسلحة مع بعضها البعض أشار لافروف إلى أن الوضع داخل ما يسمى بالمعارضة المسلحة صعب جدا حيث قام جزء مما يدعى بالجيش الحر بمشاركة عدد من المجموعات المسلحة بتشكيل ما أسموه الجبهة الإسلامية التي انضم إليها لاحقا قرابة العشرين مجموعة لا تختلف بمجملها عن جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
وتابع لافروف إن "ما تسمى دولة الإسلام في العراق والشام عبارة عن تنظيم إرهابي شديد القسوة يمارس نشاطه في سورية ودول أخرى ولا سيما العراق وهناك مواجهات حاليا بين هذا التنظيم وكل مما تسمى الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة التي تم إدراجها في قائمة التنظيمات الإرهابية" موضحا أن جميع الإرهابيين يتنقلون بين هذه التنظيمات التي تتقاتل مع بعضها البعض تارة وتتحالف ضد بعضها البعض تارة أخرى.
وقال لافروف "إن ما يسمى الجيش الحر ضعف بشكل كبير وما يثير قلقنا أن تنظيمات الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق والشام تحمل كلها نفس الفكر ولكنها تتحارب مع بعضها البعض من أجل الاستيلاء على مواقع في سورية ومن أجل الاستيلاء على السلطة" مذكراً بما تم الاتفاق عليه في قمة الثماني من اقتراح لتوحيد جهود الحكومة والمعارضة لاستئصال الإرهاب الذي أيده جميع رؤساء القمة آنذاك.
وعن مقترح تشكيل هيئة انتقالية إدارية وطبيعتها أوضح لافروف أن هذا الموضوع يحله السوريون أنفسهم إذ أن بيان جنيف1 ينص على أن هذا الأمر هو مقترح الدول التي شاركت فيه و"موقفنا مشترك في أن تكون هذه الهيئة الانتقالية مفيدة للتوصل إلى جميع المسائل والقضايا المتعلقة بمستقبل سورية اجتماعيا وسياسيا واتخاذ قوانين جديدة ومنسقة والإصلاح الدستوري إذا اقتضى الأمر وتنظيم الانتخابات".
واعتبر لافروف أن "المفتاح لفهم وإدراك مواقف الدول الأعضاء في مؤتمر جنيف1 يكمن في أن هذه الاتفاقيات الخاصة بتشكيل هذه الهيئة يجب أن تتم بناء على الاتفاق المشترك بين الحكومة والمعارضة إذ لا يمكننا كدول أن نقرر جميع تفاصيل هذا الاتفاق بل جميعنا نريد أن يتم إحلال السلام في سورية".
وشدد لافروف على أن "الجميع يريد أن تكون سورية دولة علمانية ومحافظة على الحقوق المتساوية لجميع المجموعات الأثنية والدينية وهذه هي المبادئ الكاملة التي يمكن استخدامها أثناء حل أي أزمة وأما تطبيق هذه المبادئ ومراحل تطبيقها ومدتها والشخصيات فيها فهذا ما يجب على السوريين أنفسهم أن يقرروا فيه وهو ما تهدف إليه المبادرة الروسية الأمريكية ونأمل أن تبدأ هذه الخطوات غدا".
وأوضح لافروف أن روسيا توصلت في العام الماضي بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ودول أخرى إلى حل قضايا حول سورية والملف النووي الإيراني من خلال الحل السلمي والقانون الدولي والعمل المشترك في هذا المجال لمواجهة الجهات الأخرى التي حاولت استخدام القوة مبينا أن روسيا ساعدت أيضا في موضوع إتلاف السلاح الكيميائي في سورية .
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر جنيف2 حول سورية يوم غد الأربعاء في مدينة مونترو السويسرية ويتوقع أن يكون موضوع مكافحة الإرهاب على رأس أجندته إذ تؤكد سورية أنها تحضر المؤتمر وفق الثوابت والسيادة الوطنية وتلبية لتطلعات الشعب السوري وللخروج بنتائج واضحة تتعلق بمكافحة الإرهاب والضغط على الدول التي تصدره إلى سورية.
- إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية أن قرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سحب دعوة إيران لحضور المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 خيب آمال روسيا لأن مثل هذه الخطوة "تقوض الجهود الدولية لحل الأزمة في سورية".
وقال ألكسندر لوكاشيفيتش الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم إن "موسكو تشعر بخيبة أمل من قرار الأمين العام للأمم المتحدة سحب دعوة إيران إلى مؤتمر جنيف2 وإننا نعتقد أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تضعف الجهود الدولية لحل الأزمة في سورية".
وأشار لوكاشيفيتش إلى أن روسيا أعلنت في أكثر من مرة أن الفعالية التي ستجري في إطار جنيف 2 يجب أن يشارك فيها "جميع الدول الرئيسية التي لها تأثير على تطور الأحداث في سورية".
وأوضح لوكاشيفيتش أن "إيران يمكن أن تلعب دورا أساسيا في دفع العملية السلمية في سورية بما في ذلك التوصل إلى اتفاقات أساسية بين الأطراف السورية" مشيرا إلى أن إيران أكدت في أكثر من مناسبة استعدادها للعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية في إطار مؤتمر جنيف 2.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريح سابق اليوم أن سحب الأمين العام للامم المتحدة الدعوة التي وجهها لإيران للمشاركة في المؤتمر الدولى حول سورية جنيف 2 إثر الضغوط التي مورست بأنه تصرف لا يليق بمكانة الأمين العام للامم المتحدة مؤكدا موقف إيران الصريح والعلني برفض أي شروط مسبقة للمشاركة في المؤتمر المقرر عقده فى مدينة مونترو السويسرية يوم غد بحضور دولي وإقليمي واسع.
إلى ذلك جدد بيان الخارجية الروسية أسف موسكو من استمرار "المعارضة السورية" باتباع "سياسة فرض الاستسلام والشروط المسبقة" كضمان على مشاركتها في جنيف 2 معتبرا أن من شأن ذلك أن يزيد مرة أخرى من تعقيد انعقاد هذا المؤتمر.
وأعرب البيان عن الأمل في مشاركة الجزء الأكبر من جميع أطراف "المعارضة السورية" بالمؤتمر وقال "إننا نعتقد أن عقد المؤتمر الدولي بشأن سورية سوف يبدأ في المواعيد المحددة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة في 22 كانون الثاني بالمشاركة البناءة لجميع الأطراف السورية".
- من جهته قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إنه "لا يوجد أي وضوح في تركيبة وفد /المعارضة السورية/ إلى المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 حتى قبل يوم من انعقاده".
وأضاف غاتيلوف في تعليق له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر اليوم "إن تركيبة وفد المعارضة السورية لم يعلن عنها حتى الآن".
وكان غاتيلوف قال في تصريح للصحفيين أمس في جنيف إن "انطباعا يتشكل لدى روسيا بأن الولايات المتحدة لم تبذل كل الجهود الممكنة لجعل /المعارضة السورية/ تشارك في المؤتمر الدولي جنيف 2" مضيفا "إننا عندما ناقشنا هذه القضايا مع الأمريكيين قدموا لنا وللمبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الابراهيمي وعودا بأنهم سوف يسعون لجعل وفد /المعارضة/ أوسع تمثيلا ولكن يتشكل لدينا انطباع بأنهم حتى الآن لم يبذلوا الجهد الكافى حتى النهاية".
- من جانبه أعرب ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي عن أمله أن يكون عقد المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف 2" خطوة مهمة على طريق إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية مؤكدا أن سحب دعوة إيران للمشاركة بالمؤتمر سيؤثر سلبا عليه.
ونقل موقع روسيا اليوم عن مارغيلوف قوله "إن تحقيق الأهداف يتطلب إشراك الدول المؤثرة في الوضع في سورية ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها "مشيرا الى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سحب دعوته الموجهة إلى إيران للمشاركة في هذا المؤتمر تحت ضغط عدد من الدول.
وأعرب مارغيلوف عن أمله في ألا تؤدي التطورات الأخيرة إلى إجهاض جنيف2 مشيرا إلى أن "عدم مشاركة إيران في المؤتمر سينعكس سلبا عليه وعلى مضمون النقاش الذي يحتاج إلى طرح آراء متشابهة وكذلك متناقضة" وبين مارغيلوف أن تطبيق بنود بيان جنيف1 لعام 2012 يقضي بإيجاد حل وسط بين الآراء المتناقضة لأنه من الصعب تنفيذ نتائج المناقشات دون دعم قوى متنفذة في الشرق الأوسط مشيرا إلى أن إيران هي إحدى هذه القوى بلا شك.
وكالات
إضافة تعليق جديد