ما هي أسباب زيارة قائد القيادة الوسطى الأمريكية للملك السعودي

22-08-2007

ما هي أسباب زيارة قائد القيادة الوسطى الأمريكية للملك السعودي

الجمل:     نشر موقع مجلة تيرليويكليش نيت الالكتروني اليوم 22 آب 2007م خبراً حمل عنوان (قائد القيادة الوسطى الأمريكية يلتقي الملك السعودي). وقد ورد في الخبر أن الملك عبد الله قد التقى يوم أمس الثلاثاء مع الأدميرال ويليان فالون قائد القيادة الوسطى الأمريكية. وأشارت المجلة الالكترونية إلى أن وكالة الأنباء السعودية التي نشرت الخبر لم تقدم أي تفاصيل حول الاجتماع.
• التسريبات حول زيارة قائد القيادة الوسطى الأمريكية للسعودية:
تقول المعلومات التي أوردتها المجلة بأن الأدميرال ويليان فالون قد التقى مع ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي يتولى حالياً منصب وزير الدفاع السعودي، وناقش معه (المسائل المشتركة).
كذلك أشارت المجلة إلى وجود الأعداد الكبيرة من الجنود الأمريكيين في السعودية، بشكل مستمر منذ قيام القوات الجوية الأمريكية بتحويل بعض مكاتب رئاساتها الفرعية من السعودية إلى بلدان الخليج الأخرى بدءاً من عام 2003م وبالذات في قطر، منهية بذلك، فترة تواجد بلغت 13 عاماً في السعودية.
وبرغم ذلك فإن قاعدة الأمير سلطان الموجودة جنوب العاصمة السعودية الرياض، تمثل واحدة من مراكز العمليات الجوية الأمريكية الأكبر في المنطقة، وتتضمن هذه القاعدة مركز قيادة القوات الجوية الأمريكية الأكبر في المنطقة أيضاً. وتوجد في هذه القاعدة العشرات من أسراب الطائرات الأمريكية المقاتلة، وطائرات الأواكس، والطائرات العملاقة التي تقوم بدور (الكازيات) الجوية التي تزود الطائرات المقاتلة في الجو، إضافة إلى الآلاف من الجنود الأمريكيين، والذين كما يقول موقع غلوبال الاستخباري الالكتروني بأنهم يتبعون إلى قوات الانتشار السريع الأمريكية المخصصة حصراً للعمليات العسكرية في منطقة الجزيرة العربية والشرق الأوسط والشرق الأدنى.
• الوجود العسكري الأمريكي في السعودية.. المقدمات:
عندما غادر البريطانيون الخليج العربي في مطلع ستينيات القرن الماضي، كان الأمريكيون أقل اهتماماً بشأن التواجد في الجزيرة العربية ومنطقة الخليج، وكانوا يعتمدون على البريطانيين في القيام بدور الوكيل الأمريكي في المنطقة، وذلك بسبب الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين بريطانيا وزعماء الخليج، كذلك كان تركيز أمريكا يقوم على (شاه إيران) للقيام بدور الشرطي الأمريكي- البريطاني في منطقة الخليج.
خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي لندون جونسون كان (مبدأ جونسون) يقوم على تعزيز الوجود الأمريكي في جنوب شرق آسيا، والتوسع في حرب الهند- الصينية، ودعم تركيا وإيران.
بدأ الاهتمام بالخليج في فترة نيكسون، وقد اعتمد (مبدأ نيكسون) على ما عرف بـ(سياسة العمود المزدوج) والذي كان يتمثل في إيران والسعودية، بحيث تقوم أمريكا بدعم الطرفين بشكل منفصل، وفي الوقت نفسه عدم السماح بتداخل السياسات الإيرانية مع السياسات السعودية، وذلك بحيث تمارس السعودية نفوذها على المنطقة العربية، وتمارس  إيران نفوذها على منطقة الشرق الأدنى، وحماية مضيق هرمز، ومنع التغلغل السوفييتي.
• الوجود العسكري الأمريكي.. الأبعاد الميدانية والوظيفية:
خلال فترة كارتر أدى انهيار نظام الشاه بسبب قيام الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني، إلى انهيار أحد أهم (أعمدة) سياسة (العمود المزدوج) ونشأت بعد ذلك  أزمة الرهائن، واندلاع حرب الخليج الأولى، وأعقب ذلك خلال فترة إدارة ريغان اندلاع الحرب العراقية- الإيرانية الثانية، وفضيحة إيران- كونترا التي أدت إلى إطراق سراح الرهائن في نهاية الأمر.
خلال هذه الأزمات وضع مجلس الأمن القومي الأمريكي استراتيجية تقوم على ضرورة اعتماد أمريكا على نفسها في السيطرة على هذه المنطقة، خاصة وأن القوات السوفييتية أصبحت في أفغانستان وقد ركز (مبدأ ريغان) على الآتي:
- دعم صدام حسين في حربه مع إيران.
- عزل سورية واليمن الجنوبي وليبيا باعتبارهم ضمن محور الشر.
- دعم نظام حسني مبارك في مصر ونظام نميري في السودان.
- دعم السعودية وبناء تحالف استراتيجي معها ومع مصر.
ولتنفيذ ذلك استطاع زبغينيو بريجنسكي أن يصمم استراتيجية تهدف إلى قيام الولايات المتحدة بنشر أكبر عدد من القواعد في المنطقة وكانت مصر من أوائل الدول العربية التي قدمت أراضيها وتسهيلاتها العسكرية واللوجستية للقوات الأمريكية، وبالفعل أصبحت القوات الأمريكية تستخدم قاعدتين في مصر، هما:
- قاعدة مبارك الجوية الموجودة بالقرب من القاهرة، والتي تحمل اسم قاعدة حسني مبارك للتغطية والتمويه على دورها الحقيقي كقاعدة عسكرية جوية أمريكية.
- ميناء الغردقة المصري على ساحل البحر الأحمر، بالقرب من الحدود الشمالية السودانية، والذي يعمل كقاعدة عسكرية بحرية أمريكية، وبالقرب من مدينة الغردقة توجد ثكنات لقوات الانتشار السريع الأمريكية، ولكنها تحت اسم مراكز ورئاسات قوات النجم الساطع، وهو الاسم الكودي للمناورات العسكرية التي كان يتم إجراؤها سنوياً في منطقة جنوب مصر وشمال السودان، وتشترك فيها القوات المصرية والقوات السودانية مع القوات الخاصة الأمريكية. ولكن بعد سقوط نظام نميري أصبحت المشاركة في هذه المناورات السنوية تتم حصراً بين القوات الأمريكية والمصرية.
استطاعت الإدارة الأمريكية إقناع كينيا وتنزانيا والصومال (نظام سيادبري) باستضافة قوات الانتشار السريع، وعندما قام العراق بغزو الكويت، كان السعوديون في أول الأمر رافضين للوجود العسكري الأمريكي الكبير في أراضي المملكة.
وفي الاجتماع الذي جمع بين الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب وملك السعودية، وأمراء وشيوخ الخليج، عرض عليهم الرئيس  بوش صور البث الحي بواسطة الأقمار الصناعية الأمريكية لحشود القوات العراقية على الحدود السعودية- العراقية، الأمر الذي جعل ملك السعودية وأمراء وشيوخ الخليج يصابون بالذعر والهلع، وقاموا فوراً بتقديم طلبهم العاجل للرئيس بوش بالموافقة لا على قدوم القوات الأمريكية من أجل إخراج قوات صدام حسين من الكويت وحسب، بل ومن أجل البقاء المستمر لحماية المصالح المشتركة السعودية- الأمريكية، والخليجية- الأمريكية.. و(بكل سرور) وافق الرئيس بوش على الطلب.
• الوجود الأمريكي وتطورات ما بعد حرب الخليج الأولى:
قوات الانتشار السريع قام البنتاغون بتجميعها بحيث تكون مراكزها المتقدمة في السعودية، وتم لاحقاً توسيع وجودها ضمن قوات (القيادة الوسطى الأمريكية) والتي ظلت تعمل على طريق نظام (المناطق العسكرية) بحيث تكون مسؤولة عن كامل منطقة الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، وشرق افريقيا، والقرن الأفريقي، وباكستان وأفغانستان ومنطقة آسيا الوسطى.
وعموماً تنتشر القوات الأمريكية في منطقة الخليج في كل بلدان مجلس التعاون الخليجي الستة (السعودية، البحرين، قطر، الكويت، عمان، والإمارات العربية المتحدة).
يقول الأمريكيون بأنهم قد حولوا قواعدهم العسكرية من السعودية إلى قطر والبحرين والكويت ودبي، وأبو ظبي، وسلطنة عمان، ولكن المعلومات تقول بخلاف ذلك، فالقواعد العسكرية المعلنة تتضمن قاعدتين أمريكيتين في قطر، وقاعدة بحرية في البحرين، وقاعدة في السعودية،.. وهذه المعلومات هي للتمويه والتغطية، وذلك لأن المعلومات الأخرى تقول بأكثر من ذلك.. وبكلمات أخرى يبلغ عدد القواعد الأمريكية في بلدان الخليج 18 قاعدة أمريكية، توجد منها ستة قواعد في بلدان الخليج، و12 قاعدة في السعودية، وتوجد معظم هذه القواعد باستثناء قواعد: جدة، الرياض، الظهران، في المناطق الصحراوية النائية، والتي تبدو وكأنها هي مراكز تدريب أو مخازن عادية.
لقاء قائد القيادة الوسطى الأمريكية مع (جلالة الملك عبد الله) ليس أمراً عادياً، وذلك لأنه حسب قواعد البروتوكول، فإن قائد القيادة الوسطى يمكن أن يلتقي مع وزير الدفاع السعودي، أو مع رئيس هيئة الأركان السعودي للبحث في المسائل المتعلقة بأمور القوات، ولكن أن يكون اللقاء مع (جلالة الملك) فهذا في حد ذاته مؤشر إلى احتمالات وقوع المزيد من الأحداث الكبيرة في المنطقة؟

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...