ما هي الملفات العالقة بين الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني
الجمل: العلاقات الإيرانية- الأمريكية، وصلت درجة التوتر والاحتقان فيها إلى نقطة النهاية العظمى، وهي نقطة تحتمل حدوث ثلاثة سيناريوهات:
• سيناريو التصعيد: ويتوقع له أن يأخذ شكل العقوبات التي قد تؤدي إلى الحرب.
• سياريو التنفيس: ويتوقع له أن يأخذ شكل التهدئة والتراجع رويداً رويدا.
• سيناريو الإبقاء على الوضع الراهن: ويتوقع له أن يأخذ شكل استمرارية حالة التهديد والخطر الذي تواجهه إيران حالياً.
العلاقات الدولية الثنائية إما أن تكون علاقات تعاون وتكامل، أو أن تكون علاقات نزاع وصراع.. وتشير معطيات الخبرة التاريخية إلى أن العلاقات الثنائية الإيرانية- الأمريكية قد انقلبت متحولة من حالة التعاون إلى حالة النزاع والصراع، بدءاً من اللحظات الأولى لقيام الثورة الإسلامية الإيرانية.
خارطة التسلسل الزمني للوقائع والأحداث الخاصة بالعلاقات الثنائية الإيرانية- الأمريكية تشير إلى الآتي:
- 1979- 1980 (أزمة الرهائن).
- 1985 1986 (فضيحة إيران كونترا).
- 1988 (التوترات في منطقة الخليج العربي).
- 1995 (العقوبات الاقتصادية).
- 1998 (بروز بصيص من الأمل في بناء روابط أمريكية- إيرانية جديدة).
- 2000 (التبريرات والاعتذارات الأمريكية).
- 2001 (التعاون بين إيران والولايات المتحدة في أفغانستان).
- 2003 (العرض الإيراني بإجراء محادثات مكثفة مع أمريكا).
- 2004 (اجتماع شرم الشيخ الذي ضم كولن باول وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مع كمال خرازي وزير الخارجية الإيراني).
- 2006 (خطاب أحمدي نجاد للرئيس بوش، والذي تضمن عبارات لم يحدث أن تم توجيهها لرئيس أمريكي لأكثر من 25 عاماً).
الإدارة الأمريكية تعتبر عالقة مع النظام الإيراني في أكثر من ملف، وأبرز هذه الملفات:
- الملف النووي الإيراني.
- الملف العراقي.
- ملف الأوبك وأسعار وإمدادات النفط.
- ملف أمن الخليج.
- الملف الأفغاني.
- الملف الفلسطيني (حماس والجهاد الإسلامي).
- الملف اللبناني (حزب الله).
- الملف السوري.
- الملف الباكستاني.
- ملفات آسيا الوسطى.
- ملف نفط بحر قزوين.
- ملف الحركات الإسلامية.
- ملف فنزويلا.
- ملف كردستان.
- ملف الأقليات السنية الإيرانية.
- ملف الحركات الإيرانية المعارضة (مجاهدي خلق).
وعموماً نقول: إن قراءة هذه الملفات يمكن القيام بها بعدة طرق، على خلفية مؤتمر بغداد الذي انعقد أمس الأول، ومن الممكن على أية حال ترسيم الملامح العامة لأكثر من خارطة طريق إيرانية- أمريكية.. ومن المؤكد حالياً وجود ثلاثة أنواع من هذه الخرائط، ترتبط كل واحدة منها بأحد السيناريوهات الثلاثة المشار إليها.
والسيناريو الأكثر ترجيحاً، هو سيناريو الإبقاء على الوضع الراهن، على المدى القصير على الأقل، وذلك بسبب عدة عوامل ترجيحية، أبرزها:
• الضغوط الداخلية الأمريكية: لم تعد إدارة بوش قادرة على التصرف بشكل منفرد إزاء اتخاذ قرار ضرب إيران، وذلك بسبب ضغوط الكونغرس، ورفض الرأي العام الأمريكي.
• الضغوط الخارجية: وتتمثل في عدم وجود التأييد الدولي اللازم لاستخدام الوسائل العسكرية ضد إيران، كذلك معارضة الرأي العام العالمي، إضافة إلى تراجع الأداء العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان.
تحاول إيران بالمقابل استغلال الفرصة المتاحة أمهامها حالياً بسبب:
- عجز الإدارة الأمريكية عن التصرف بانفراد.
- ضعف المعلومات الاستخبارية الأمريكية عن القدرات الإيرانية.
- تداخل وتقاطع التفاعلات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.
وحالياً أصبحت إيران تمسك بالكثير من الأوراق الهامة والخطيرة التأثير على المصالح الأمريكية في المناطق الآتية:
• العراق: يقول الخبراء بأن القوات الأمريكية المتواجدة حالياً في العراق، والتي يربو عددها على 150 ألف جندي سوف تصبح رهينة بالكامل تحت يد إيران في حالة اندلاع مواجهة مسلحة أمريكية- إيرانية.
• الخليج العربي: إغراق أي سفينة على مدخل مضيق هرمز سوف يؤدي إلى نتائج كارثية:
- الأساطيل الأمريكية سوف تصبح حبيسة داخل مياه الخليج.
- انقطاع 60% من صادرات النفط العالمي، بشكل يؤدي إلى ارتفاع سعر البرميل إلى 150 دولاراً وهو سعر سوف يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الاقتصاد الأمريكي، لن تستطيع أي حكومة أمريكية –برأي الخبراء- الوقوف أمامها لأكثر من أسبوع.
• أفغانستان: سوف تنفتح جبهة قتال أكثر عنفاً في غرب أفغانستان ضد قوات الناتو- أمريكا.. والتي أصبحت بالأساس غير قادرة على حسم المواجهات في مناطق القبائل على الحدود الأفغانية الجنوبية مع باكستان، كذلك سوف تنفتح أخرى ثالثة في شمال أفغانستان، عن طريق قوات تحالف الشمال، والتي ترتبط كثيراً مع إيران.
• أسيا الوسطى: سوف تتولد طاقة من العنف الواسع ضد المصالح الأمريكية في تركمانستان، أوزبكستان وقيرغيزستان.
• منطقة القفقاس: سوف تنشط العمليات العسكرية ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية في أذربيجان.
• باكستان: كل الحسابات تقول بأن أي هجوم أمريكي ضد إيران سوف يؤدي إلى سقوط نظام برويز مشرف، ولن تكون خسارة أمريكا هي نظام برويز مشرف وحدة، بل سوف تنغلق البوابة التي ظلت أمريكا تنفذ عبرها إلى أفغانستان، ولن يكون لأمريكا سبيل آخر للدخول إلى أفغانستان إلا عن طريق الصين، أو إيران نفسها –إذا تم احتلالها- أو روسيا وآسيا الوسطى.
وفرت هذه الأوراق لإيران المزيد من المزايا الجيوبولتيكية، وأصبحت القيادة الإيرانية تتصرف بهدوء، وتعلن تطورات برنامجها النووي، ورفضها للشروط الأمريكية- الأوروبية بجرأة ووضوح وإصرار وعناد.. وذلك لإدراكها التام بأن أي مغامرة أمريكية سوف تترتب عليها المزيد من الخسائر الفادحة المحتملة إذا انخرطت في مواجهة جديدة مع حزب الله اللبناني.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد