معارك «رفاق الجهاد» تطغى على «جنيف 2»
طغى صوت المعارك بين التنظيمات «الجهادية» وغيرها من الفصائل المسلحة في سوريا على الحراك السياسي المتزايد مع اقتراب موعد مؤتمر «جنيف 2». وبينما انعقد مؤتمر في مدينة قرطبة الاسبانية بمشاركة العديد من الشخصيات المعارضة، وجرت اتصالات بين كل من الوزيرين الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، وبين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني، رمت باريس مجددا، عشية استضافتها لمؤتمر «اصدقاء سوريا»، الشكوك حول فرص انعقاد المؤتمر السويسري في 22 من كانون الثاني الحالي، وحول الهدف السياسي من انعقاده.
ولا يزال الميدان في شمال سوريا مشتعلا بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ومجموعات مسلحة، مع انتقال «داعش» إلى تكتيك الهجمات الانتحارية والتفجيرات في المناطق التي انسحب منها، مركزا عملياته في ريف حلب وادلب، بالإضافة إلى الدفاع عن معقله الرئيسي في الرقة.
وذكرت تنسيقيات على مواقع التواصل الإجتماعي، أن «داعش» شن هجوما على عدد من البلدات في عدة محافظات بشمال سوريا بعد طرده من حلب، موضحا أن هجمات انتحارية وبسيارات استهدفت حواجز في أرياف حلب ودير الزور وادلب تسيطر عليها مجموعات مسلحة، كما أرسل «الدولة الإسلامية» تعزيزات من دير الزور «لمؤازرة مقاتليه في ريف حلب». وتدور اشتباكات عنيفة في الرقة، أهم معاقل «داعش». وذكرت قناة «الميادين» ان التنظيم يسيطر على 80 في المئة من المدينة، وهو يشن حملة اعتقالات بحق كل المعارضين له. وامتدت الاشتباكات للمرة الأولى إلى الرستن في ريف حمص الشمالي.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «سانا» ان «وحدات من الجيش تصدت لمجموعات إرهابية مسلحة حاولت التسلل من أحياء القصور والقرابيص وجورة الشياح إلى منطقة المطاحن في حمص، وقضت على 37 من أفرادها».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف وكيري بحثا، في اتصال هاتفي، «الوضع حول سوريا، بما في ذلك التحضير لمؤتمر جنيف 2 لتسوية الأزمة السورية سلميا، وفقا للمبادرة الروسية - الأميركية. وتم التوصل إلى اتفاق على مواصلة الأعمال المشتركة تحضيرا لهذا المؤتمر خلال اجتماع الوزيرين في باريس» الاثنين المقبل.
وكان بوتين وروحاني بحثا، في اتصال هاتفي، «القضايا الدولية الراهنة، بما يشمل الوضع في سوريا وإطار التحضيرات لجنيف 2 وتطبيق الاتفاقات حول البرنامج النووي الإيراني».
واجتمع حوالى 150 شخصا، يمثلون مجموعات المعارضة السياسية وأخرى مسلحة، في قرطبة جنوب اسبانيا «للحد» من انقساماتها قبل «جنيف 2». ويشارك في الاجتماعات، التي تختتم اليوم، أعضاء من «الائتلاف الوطني السوري».
ووصفت وزارة الخارجية الاسبانية، في بيان، «المشاركين في الاجتماع بالأصوات المهمة في المعارضة المشمولة بهدف الاندماج والاعتدال». وذكرت أن «اجتماع قرطبة يريد أن يعطي فرصة جديدة للسماح بالتحاور والحد من انقسامات المعارضة السورية في إطار عملية جنيف 2 والعملية السياسية الانتقالية في البلاد».
وقال المعارض كمال اللبواني إن «معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع اسبانيا، بما فيه أحد أفراد الأمن السوري الذي يدعم الأسد يشارك في الاجتماع». وأضاف أن «ثلاثة أعضاء على الأقل من الجبهة الإسلامية جاءوا أيضا لحضور الاجتماع»، لكنه أشار إلى أن «الخلافات بين الوفود عميقة جدا، لدرجة يصعب معها تجاوزها في الاجتماع الذي يهدف إلى إقامة حوار بين تلك الوفود».
ويقول ديبلوماسيون إن «الاجتماع هو بمثابة إقرار بأن الائتلاف الوطني يفقد نفوذه في الميدان، وأن هناك حاجة لتكتل أشمل قبل محادثات جنيف».
وأكد المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» حسن عبد العظيم تلقيه مقترحا أميركيا لحضور «جنيف 2» مع عدد من أعضاء الهيئة. وقال، لوكالة «فرانس برس»، «هناك محاولة أميركية جرت من اجل دعوة بعض أعضاء الهيئة بأسمائهم في مؤتمر جنيف 2»، مشيرا إلى أن «الاقتراح تم على أساس حضور هذه الشخصيات ضمن وفد الائتلاف»، مؤكدا أن «هذا الأمر مرفوض».
وأضاف «نريد حضور المعارضة في الداخل والخارج بوفد واحد، ومطالب ورؤية وبرنامج واحد، يضم الهيئة والائتلاف وجميع القوى والشخصيات المستقلة». وتابع «هناك قوى ستدعى وأخرى ستغيب، لكن المهم هو انعقاد المؤتمر بتوافق دولي ليخط مسارا جديدا لوقف العنف وإيجاد حل سياسي» للازمة السورية.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد