ملك البحرين يتزلف لبوش والأخير يبشر بحرب آيديولوجية

منحت البحرين المحطة الثانية في جولة الرئيس الأمريكي، جورج بوش أرفع أوسمتها، فيما استقبلته رسمياً بحفاوة بالغة، وشعبياً بمظاهرات تنديد واحتجاج، وكان بوش قد اختتم زيارته الى الكويت محطته الأولى بلقاء 10 ناشطات سياسيات في مقر السفارة الأمريكية بالكويت العاصمة، وفجر من دون قصد “حرباً إيديولوجية” بين الإسلام والغرب في كلمة مرتجلة استغرقت 5 دقائق في معسكر عريجفان، وبعث بثلاث رسائل الى إيران وسوريا والأصدقاء.  واعتبر ملك البحرين أن بلاده التي منحت منذ نصف قرن منطقة الجفير قاعدة للأسطول الخامس الأمريكي “مرفأ للوشائج الإنسانية بقدر ما هي للتسهيلات اللوجستية والدفاعية”، واعتبر أمريكا “حليفاً وصديقاً وشريكاً” تعمل معه البحرين يداً بيد بمفهوم مشترك يستند الى الإيمان بقيم الحرية والتعددية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة. وتطرق ملك البحرين لأزمة الشرق الأوسط مخاطبا الرئيس بوش بقوله: “الزيارة تعتبر فرصة تاريخية لا تعوض لتعزيز رؤيتكم الآن لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الى جانب دولة “إسرائيل” في وقت تتحول فيه هذه الرؤية الى مطلب أممي ينشده ضمير العالم بهدف التوصل الى سلام شامل وعادل في المنطقة وخطة أمنية إقليمية تعزز الاستقرار والازدهار وحرية الشعوب آملين أن تتحقق هذه الآمال الكبار بإذن الله”.

وكان بوش الذي وصل الى البحرين قادماً من الكويت قد خلف وراءه جدلاً بالحديث عن حرب إيديولوجية بين الإسلام والغرب. وقال مرتجلاً أمام جنوده في معسكر عريجفان “إننا نخوض حرباً إيديولوجية بين إيديولوجية الأمل والحرية التي تمثلونها، وبين إيديولوجية التعصب والكراهية التي يمثلها عدوكم”، وأردف “الولايات المتحدة باتت أكثر أمناً بوجودكم هنا”.

وقال محللون سياسيون: إن بوش أرسل 3 رسائل خلال كلماته في الكويت، الأولى الى الداخل الأمريكي الذي يمارس عليه ضغوطاً متنامية على خلفية الملف العراقي، مفادها أن القوات الأمريكية تنجح في مهمتها وأن الجنود في طريقهم الى العودة، والثانية الى سوريا وإيران، وجاءت في شكل “لهجة تحذيرية وتصعيدية”، والثالثة الى الكويت مفادها تجديد التعهد بحماية هذا الحليف الاستراتيجي ضد أي مخاطر خارجية، والإشادة بالتجربة الديمقراطية الكويتية خاصة منح المرأة حقوقها السياسية، وتقديم وعد أمريكي صريح بالتعامل الجدي مع ملف الأسرى الكويتيين الأربعة في جوانتانامو وقرب الإفراج عنهم “قريباً جداً”.

محمد العجمي- فيصل الشيخ

المصدر: الخليج