ميتشل يفاجئ الإسرائيليين بتعاطفه والتزامه بشروطهم
بدا المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أمس في أول لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين وكأنه آت للتعلم منهم معاييرهم للعيش في هذه المنطقة.
وحمل ميتشل في أول زيارة له إلى إسرائيل بعد تعيينه ما يبدد المخاوف التي أثارها بعض الإسرائيليين تجاهه، وذلك على شكل رسالة الوقوف التام إلى جانب إسرائيل في ما تختاره من وسائل لـ»محاربة الإرهاب«. ورغم أن مهمة ميتشل هي تحقيق السلام في الشرق الأوسط، إلا أنه اعتبر أن مدخلها هو ترسيخ وقف إطلاق النار في غزة وفق الشروط الإسرائيلية.
وأشار ميتشل، بعد لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت في القدس المحتلة، إلى أن المهمة الأولى هي تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية ووقف التهريب وإعادة فتح المعابر.
واستمع ميتشل بإمعان إلى شروط أولمرت التي تربط بين فتح المعابر والإفراج عن الجندي الأسير لدى حماس جلعاد شاليت.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد أعلن للمرة الأولى أمس أنه لن يكون هناك حل لقضية فتح المعابر من دون حل قضية شاليت. وأبلغ أولمرت ميتشل أن تثبيت وقف النار في غزة يتقرر وفق معيارين: الأول هو الهدوء التام ووقف إطلاق الصواريخ أو تنفيذ عمليات على الحدود، والثاني وقف تهريب الأسلحة. وشدد على أن إسرائيل سترد على كل انتهاك من جانب حماس لهذه المعايير.
وأشار المراسلون السياسيون لوسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن ميتشل لم يحاول ممارسة الضغط على تل أبيب في أي من القضايا موضع النقاش. وذهب بعضهم إلى أنه كان متعاطفاً أكثر مما كان مجرد مستمع، وأن ما قاله لوسائل الإعلام يشهد على ذلك، ولم يحمل أية رسالة سلبية لإسرائيل، بل على العكس، وبحسب المعلقين الإسرائيليين، فإن ميتشل أبلغ أولمرت وقوف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى جانب إسرائيل في كل ما تختاره من أساليب لمكافحة »الإرهاب« ولكنها تطالب إسرائيل بتجنب المساس بالمدنيين.
وأكد ميتشل أن فتح المعابر سيتم فقط وفق اتفاقية العام ،٢٠٠٥ التي يتم بموجبها تشغيل معبر رفح مع مصر من جانب قوات مصرية والسلطة الفلسطينية التابعة لمحمود عباس، إضافة إلى مراقبين من الاتحاد الأوروبي ومراقبة إسرائيلية عبر الكاميرات. وشدد على أن »الرئيس أوباما أكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والتزام الولايات المتحدة بحل الدولتين«.
وأشار أولمرت إلى أنه ينظر بعين الرضى إلى الوعي المتزايد في مصر والأسرة الدولية لأهمية محاربة تهريب الأسلحة. وأضاف »من المهم بعد العملية في غزة أن تتراجع قوة حماس وأن يغدو للسلطة الفلسطينية موطئ قدم في القطاع«.
وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أبلغت ميتشل خلال لقائهما أن »بوسع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويجب عليهما، ترجمة مصالحهما المشتركة في خطط عمل مشتركة تعزز الجهات المعتدلة في المنطقة وتمس بالجهات المتطرفة«. وأضافت أنه »من أجل أن تنجح المفاوضات يجب أن تتواصل الحرب ضد الإرهاب في كل مكان يكونون فيه ويعملون ضدنا«.
وسبق لقاء ليفني مع ميتشل اجتماع الأخير مع وزير الدفاع إيهود باراك الذي عرض أمامه المصالح الأمنية لإسرائيل وخطوات حرب »الرصاص المسكوب«. وقال باراك، الذي ألغى زيارته إلى الولايات المتحدة، إن إسرائيل بذلت أقصى الجهد لتجنب المساس بالمدنيين الفلسطينيين، مشدداً على أن الحرب في غزة تفتح آفاقاً سياسية أمام المنطقة.
والتقى المبعوث الأميركي الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، قبل أن يتوجه اليوم إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلا أنه لن يجتمع مع مسؤولين من حماس. وخلال جولته التي تستمر حتى ٣ شباط المقبل، سيتوجه إلى الأردن والسعودية ثم فرنسا وبريطانيا.
وكان ميتشل قال، بعد اجتماعه بالرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، إنه »من المهم للغاية تمديد وقف إطلاق النار وتعزيزه، ونحن نؤيد أن تواصل مصر جهودها في هذا الشأن«. وأضاف أن الولايات المتحدة »تعهدت بمواصلة الجهود لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة بجد«، موضحا أن »قرار الرئيس أوباما إرسالي في مهمة إلى هذه المنطقة بعد أقل من أسبوع على تنصيبه يمثّل دليلا واضحا وملموسا على هذا الالتزام«. وقال »أتطلع للعودة إلى المنطقة في المستقبل القريب جدا لمواصلة هذه الجهود«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد