نجاد وعبدالله يتفقان فقط على وقف امتداد الصراع الطائفي
غادر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الرياض في ساعة متأخرة من مساء السبت بعد زيارة قصيرة للملكة العربية السعودية أجرى خلالها محادثات مع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز ركزت على القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الأوضاع في العراق وفلسطين والملف النووي الإيراني.وكانت وسائل الإعلام قالت في وقت سابق أن الزيارة ستستمر ليومين، وكان لافتاً اقتصارها على يوم واحد ، حيث لم تتسرب أية معلومات عن نتائجها.عدا ما قاله وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل إن السعودية وايران اتفقتا على مكافحة امتداد الصراع الطائفي الذي يهدد بالانتشار من العراق الى دول مجاورة.
وأجرى العاهل السعودي الملك عبد الله محادثات مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي وصل يوم السبت في أول زيارة رسمية للسعودية. وقال مسؤول سعودي في وقت سابق إن السعودية ستسعى للحصول على مساعدة ايران في تخفيف التوترات الطائفية بالعراق لمنع اندلاع حرب أهلية.وأثارت الازمة في لبنان والاقتتال بين السنة والشيعة في العراق مخاوف من تزايد الانقسامات الطائفية في جميع أنحاء المنطقة.وقال الامير سعود للصحفيين دون الخوض في تفاصيل ان الجانبين اتفقا على وقف اي محاولة تهدف الى نشر الصراع الطائفي في المنطقة.وقادت السعودية في الاشهر الاخيرة حملة دبلوماسية لموازنة ما ينظر اليه على انه تزايد للنفوذ الايراني في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية.
وتسعى الولايات المتحدة لتشديد العقوبات الدولية التي فرضتها الامم المتحدة على ايران لرفضها تعليق تخصيب اليورانيوم وهو عملية تنقية للعنصر المشع حتى يمكن استخدامه في صنع قنابل ذرية او كوقود لمحطات الطاقة النووية.
وقال مسؤول سعودي ان الرياض ستحاول اقناع طهران بالامتثال لقرارات الامم المتحدة الرامية لتعليق تخصيب اليورانيوم.
وتشتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها الاقليميون بما في ذلك اسرائيل والسعودية في أن برنامج الطاقة النووية الايراني يهدف الى صنع أسلحة وهو ما تنفيه طهران.
كما تشعر الحكومات العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة بالقلق من أن ايران تكسب نفوذا في لبنان والاراضي الفلسطينية والعراق. وتلقي السعودية باللائمة على ميليشيات شيعية مدعومة من ايران في حوادث القتل لاسباب طائفية بالعراق.
وقال المسؤول السعودي ان الرياض تريد ايضا مطالبة ايران بممارسة ضغوط على حزب الله وهو جماعة شيعية مدعومة من ايران وسوريا لوضع حد للازمة السياسية في لبنان.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن أحمدي نجاد في وقت سابق قوله "سنناقش خلال الاجتماع مع الملك عبد الله المشاكل التي يتعين الاضطلاع بها سويا في العالم الاسلامي وفي المنطقة أيضا."
وأفادت الاذاعة الحكومية الايرانية بأن المحادثات ستتناول أيضا "القضية النووية الايرانية".ويقول محللون ان ايران تريد معالجة هذه الشكوك قبل القمة العربية التي ستعقد في السعودية في وقت لاحق هذا الشهر.
وقال دبلوماسي غربي مقيم في السعودية "مصر والاردن والسعودية تقوم بدور حلف يتحدث باسم العالم العربي... ومن ثم فان ايران تتاكد من أن وجهات نظرها ومواقفها بشأن القضايا العربية ستكون مسموعة في القمة."
واجتمع مسؤولون سعوديون وايرانيون عدة مرات في الاسابيع الاخيرة للتوسط بين قوى المعارضة اللبنانية التي يقودها حزب الله وحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة التي تدعمها الولايات المتحدة والسعودية.
لكن محادثاتهم وكذلك الاتصالات السعودية مع واشنطن وباريس والمحادثات الايرانية مع أقرب حليف اقليمي لها وهو سوريا لم تحقق تقدما يذكر فيما يبدو.
وقبلت السعودية وايران وسوريا دعوة من بغداد لحضور مؤتمر اقليمي يعقد في مارس اذار بهدف تخفيف التوترات في العراق.
المصدر: رويترز + وكالات
إضافة تعليق جديد