هجوم إسرائيلي على أردوغان وغزة ترد التحية إليه
ردت غزة أمس التحية إلى رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، بعد موقفه الاحتجاجي المؤثر في منتدى دافوس، فانتشرت الأعلام التركية فوق المساجد المدمرة وحملت صوره خلال التظاهرات، فيما حذر محللون من أن فورة غضب اردوغان في المنتدى تهدد طموحات أنقرة في أداء دور محوري في حل أزمة الشرق الأوسط.
وفي طهران، أشاد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، خلال صلاة الجمعة، بموقف أردوغان. وقال »إننا نشكر اردوغان ونثني على ما فعله في دافوس... إن هذا الموقف انفجر في العالم كقنبلة. نشكر أيضا الشعب التركي الذي أقام مراسم استقبال احتفالية ترحيبا بعودته«.
ونظمت حركة حماس مسيرات في غزة تأييدا لدعوة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل لتشكيل مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني ولموقف أردوغان. ورفعت في المسيرات أعلام حماس وفلسطين وتركيا وصور أردوغان. ووضعت أعلام تركيا إلى جانب أعلام حماس فوق مسجد في جباليا كانت الطائرات الإسرائيلية دمرته.
وقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني من حماس مشير المصري، خلال تظاهرة أمام المجلس المدمر رفعت فيها صور اردوغان، »نعتبر أن هذا الموقف المسؤول يعبر عن نبض الأمة الإسلامية ويؤكد حقوق الشعب الفلسطيني«.
وقال القيادي البارز في حماس خليل الحية، خلال تظاهرة في غزة، »لا غرابة أن يقف رجل شهم مثلك يا اردوغان يحمل المشاعر الفياضة لينطق بالحق في محفل (دولي) لطالما غيبت فيه الحقيقة منتصرا للحرية والعدالة ولشعب فلسطين«.
وأعلن المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، في بيان، أن انسحاب اردوغان من دافوس »هو انتصار لضحايا مدرسة الفاخورة (في جباليا) ولآلاف الجرحى والشهداء وضحايا هذه المحرقة الصهيونية وانتصارا لعدالة القضية الفلسطينية«. وأشاد بموقف اردوغان »الذي دافع فيه أمام كل المجتمعين في منتدى دافوس، وفي وجود رأس الشر الصهيوني (الرئيس الإسرائيلي) شمعون بيريز عن ضحايا الحرب الصهيونية المجرمة التي شنت على أطفالنا ونسائنا وأهلنا في غزة«. كما أشادت الحكومة الفلسطينية المقالة وحركة الجهاد الإسلامي بالموقف »الوطني الشجاع« لاردوغان.
- وفي حين نفت الرئاسة الإسرائيلية أن يكون بيريز اعتذر لاردوغان كما ذكرت وكالة »الاناضول« التركية، أعرب الرئيس الإسرائيلي، في دافوس، عن أمله ألا تتضرر العلاقات مع تركيا بهذه المناقشة الحامية، مضيفا انه اتصل باردوغان هاتفيا بعد الجلسة. وقال »لا نريد صراعا مع تركيا. نحن في صراع مع الفلسطينيين«. وأضاف »لا أرى في ما حدث مسألة شخصية أو وطنية. العلاقات يمكن أن تبقى كما هي. احترامي له لم يتغير. كان تبادلا لوجهات النظر، ووجهات النظر هي مجرد وجهات نظر«.
وقال مسؤول إسرائيلي، في القدس المحتلة، »هذا الإشكال لن يؤثر في العلاقات بين البلدين، في المقابل سيؤثر في علاقاتنا مع شخص رئيس الوزراء التركي الذي انتهك قواعد اللعبة الدبلوماسية«. وأضاف أن »سلوك رئيس الوزراء التركي في هذه القضية كان غير مسبوق. كان يمكنه، على غرار مسؤولين أتراك آخرين، أن يدلي بانتقادات للعملية العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في إطار من الاحترام«.
وهاجمت الصحف الإسرائيلية اردوغان على صفحاتها الأولى. وعنونت صحيفة »يديعوت احرونوت«، »وماذا إذا أطلقت الصواريخ على اسطنبول«، فيما عنونت »معاريف« »تركيا ضد بيريز«.
وذكر الون ليئيل، في »يديعوت«، ان بيريز ألقى في تشرين الثاني العام ٢٠٠٧ خطابا »تاريخيا« أمام البرلمان التركي و»الآن بيريز نفسه تعرض، مثلنا جميعنا، إلى صفعة على الوجه من قبل رئيس الحكومة التركية الذي حول دافوس لفترة وجيزة إلى مصرف صحي لاسطنبول«. وأضاف »صحيح أن إسرائيل احتلت أراضي، لكن تركيا تحتل أراضي أيضا. صحيح أن إسرائيل انتهكت قرارات مجلس الأمن، لكن تركيا تجاهلت عشرات القرارات أيضا. صحيح أن إسرائيل بعيدة جدا عن الكمال لكن لا تغرينا (يا اردوغان) لذكر جميع جرائم تركيا«.
- واعتبر محللون أن فورة غضب اردوغان تهدد طموحات أنقرة في أداء دور محوري في حل أزمة المنطقة. وقال المحلل في مركز البحوث الأوروبية ـ الأسيوية »اسام« عارف كسكين »يشكل هذا التحرك نقطة بتر مهمة وقد يغير نظرة الغرب إلى تركيا«، مضيفا أن أنقرة قد تفشل في جهودها لأداء دور وسيط مهم في نزاعات المنطقة عبر طلبها إدخال حماس في المعادلة الشرق الأوسطية.
وقال روشان شاكر لقناة تلفزيونية تركية أن تصرف اردوغان لن يمر مرور الكرام، وقد تكون له تداعيات على علاقات أنقرة مع واشنطن. وقال »قد تفوز تركيا بتعاطف الدول العربية لكنها لا تستطيع أن تكون وسيطا في الشرق الأوسط، فصدقية اردوغان وحزب العدالة والتنمية تلطخت«.
بدوره، انتقد المعلق في صحيفة » ميللييت« قادري غورسيل رئيس الحكومة التركية لأنه صور نفسه »مناصرا لمنظمة متشددة«، معتبرا أن جهود تركيا للانضمام إلى الغرب ستتأثر إذا »أراد اردوغان أن يتحول إلى (رئيس فنزويلا) هوغو تشافيز الشرق الأوسط«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد