واشنطن تستخدم حجة "الدفاع عن النفس" لتبرير ضرباتها الصاروخية
في خطوة هي الأولى من نوعها قدمت واشنطن تبريراً قانونياً للضربات التي تنفذها الطائرات الامريكية من دون طيار ضد مقاتلي القاعدة وطالبان، قائلة انها تستند الى حق “الدفاع عن النفس” بموجب القانون الدولي .
وازدادت الهجمات التي تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي .آي .ايه) بطائرات من دون طيار في باكستان والصومال وغيرهما بصورة كبيرة في عهد باراك أوباما، لكنها ظلت طي الكتمان مع توجيه مجموعات لحقوق الانسان اتهامات بأنها ترقى الى التصفيات خارج نطاق القانون .
وعرض المستشار القانوني لوزارة الخارجية الامريكية هارولد كو، في خطاب ادلى به ليل الخميس ونشره موقع وزارة الخارجية الجمعة، الأساس القانوني لهذه الضربات، مشيراً الى انها “تستهدف” عناصر القاعدة وطالبان من دون ان يذكر باكستان أو أماكن تنفيذ الغارات .
وقال مقدما لأول مرة حجة قانونية ان الولايات المتحدة في حالة “نزاع مسلح” مع القاعدة والطالبان وحلفائهما نتيجة هجمات 11 سبتمبر/ ايلول، و”بإمكانها ان تستخدم القوة بما يتماشى مع حقها في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي” .
ولكنه اضاف امام مؤتمر الجمعية الامريكية للقانون الدولي انه “في ما يتعلق بمسألة الاستهداف التي جرى التعليق عليها كثيراً في وسائل الاعلام والاوساط القانونية الدولية، فتوجد بالطبع حدود لما يمكن ان اقوله في العلن” .
وأضاف: “ما يمكنني قوله هو انه وفقاً للرؤية المتأنية لهذه الإدارة ( . .) ان اختيار الأهداف بما فيها العمليات المميتة التي تستخدم فيها طائرات من دون طيار، يتماشى مع القوانين المعمول بها، بما فيها قوانين الحرب” .
ولم تعلق وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي ايه” على خطاب كو، ولكن متحدثاً باسمها قال أن “عمليات مكافحة الارهاب التي تنفذها الوكالة تلتزم التزاما تاما بموجبات القانون” .
وتعتبر منظمات حقوق الانسان وبعض الخبراء القانونيين ان الضربات من دون طيار خارج ميدان المعركة التقليدي توازي التصفيات خارج اطار القانون والتي تنتهك القوانين الامريكية والقانون الدولي على حد سواء .
ولكن كو عارض ذلك قائلا ان الحظر الامريكي على عمليات الاغتيال التي تنفذها الحكومة لا ينطبق على هذه الحالة .
وقال انه بموجب القانون الامريكي فإن “استخدام منظومة اسلحة قانوني - بما يتماشى مع قوانين الحرب المعمول بها - من اجل استهداف زعماء مقاتلين على مستوى عال وبدقة، وعندما يهدف الدفاع عن النفس، فإنه ليس مخالفاً للقانون وبالتالي لا يعتبر “تصفية” .
وقال كو كذلك ان الحكومة الامريكية ليست مضطرة لاعطاء المقاتلين المستهدفين في هذه الضربات حقوقاً قانونية لأن الولايات المتحدة في حالة حرب وتتصرف عملا بمبدأ حق الدفاع عن النفس .
وأضاف ان الحكومة حريصة على حصر الهجمات بضرب أهداف عسكرية “مشروعة” وعلى ان تلتزم الهجمات بمبدأ “التكافؤ” والحد باكبر قدر ممكن من سقوط ضحايا مدنيين في هذه الضربات .
واثار مقتل مدنيين في ضربات الطائرات من دون طيار غضب السكان في باكستان وعزز المشاعر المعادية للامريكيين .
وتنتقد باكستان في العلن هذه الضربات الجوية الدقيقة، لكنها تتعاون في الخفاء مع الامريكيين، كما يقول المحللون، وقال سناتور امريكي في زلة لسان السنة الماضية، ان إسلام آباد تتيح استخدام قاعدة عسكرية على أراضيها لهذه الطائرات .
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد