وقائع مؤتمر هيرتسليا ومناقشات حدود إسرائيل

14-11-2007

وقائع مؤتمر هيرتسليا ومناقشات حدود إسرائيل

الجمل: الخلاف السياسي – العسكري في الإدارة الأمريكية إزاء إيران، ألقى بظلاله على الإسرائيليين، وفي تماثل مثير للاهتمام، بدأت الخلافات تتصاعد بين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وبكلمات أخرى، ترى وجهة النظر العسكرية الإسرائيلية أن السلام مع سوريا ممكن، أما وجهة النظر السياسية فتقول بعكس ذلك.
* مؤتمر «هيرتسليا» غير الدوري الأخير:
عقد مؤتمر هيرتسليا الإسرائيلي مؤتمراً غير دوري، وكان موضوع المؤتمر –الذي رعاه المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب التابع للمركز- هو "محاربة الإرهاب العالمي"، وكان من بين المتحدثين لفيف من المسؤولين والخبراء الإسرائيليين، من أبرزهم:
• وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك: وقد تحدث قائلاً أن واشنطن وأورشليم (القدس) موافقتان على أن مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس سوف تكون "إيجابية".
• وزير الأمن العام الإسرائيلي عافي دخيتر: تحدث قائلاً بأن سوريا هي البلد الوحيد من بين جيران إسرائيل الذي يحافظ على تأمين الحدود ويفي بالتزاماته المتعلقة بمنع التهريب من الجانب السوري.
* إسرائيل ومشاكل الحدود:
برغم رفض الإسرائيليين لتعيين حدودهم الرسمية، إلا أن الحدود الإسرائيلية القائمة حالياً، قد ظلت تشكل (بسبب السياسات العدوانية الإسرائيلية في المنطقة) مجالاً واسعاً للحكومات والأجهزة الإسرائيلية لاستخدامه في مجال العمليات السرية:
• الحدود المصرية – الإسرائيلية: شهدت عمليات تهريب واسعة بواسطة الإسرائيليين لتهريب المخدرات والسموم التي أرهقت الأمن الاجتماعي المصري، وعلى ما يبدو فإن تزايد نشاط الشبكات الإسرائيلية يعود أولاً وقبل كل شيء إلى السلطات المصرية، التي ظلت تشدد رقابتها على حدودها مع السودان وليبيا، بما يفوق تشديدها على حماية مصر والمصريين من مصدر الخطر الرئيسي القادم من الحدود المصرية – الإسرائيلية.
• الحدود الأردنية – الإسرائيلية: وهي حدود كان من الطبيعي أن تشهد حالات من عدم الاستقرار المتزايدة بسبب القمع الإسرائيلي الوحشي للسكان الفلسطينيين، وقد استغلت إسرائيل هذه الأوضاع وقامت بتنفيذ الكثير من العمليات السرية داخل الأردن، وعلى غرار مصر فإن الفضل الأول والأخير في ذلك يعود إلى النظام الملكي الأردني الذي ظل يتساهل مع دخول الإسرائيليين ويتشدد مع العرب!!
• الحدود اللبنانية – الإسرائيلية: طول الحقب التي أعقبت قيام دولة الكيان الإسرائيلي، وهذه الحدود تمثل مصدراً رئيسياً للعمليات السرية والحرب الإسرائيلية القذرة ضد لبنان والمنطقة العربية، وبسبب من كثافة التركيز الاستخباري الإسرائيلي على الساحة اللبنانية، فقد ظلت الحدود اللبنانية – الإسرائيلية تشكل معبراً للسلاح والمخدرات والسموم وشبكات الدعارة والعملاء اللبنانيين الذين جندهم جهاز الموساد الإسرائيلي. وقد شهدت هذه الحدود مزيداً من الانتهاكات بواسطة القوات الإسرائيلية، التي شنت حتى الآن ستة عمليات عسكرية مرتفعة الشدة ضد اللبنانيين، كان آخرها حرب صيف العام 2006م ضد حزب الله اللبناني. ويعود الفضل في فوضى الحدود اللبنانية – الإسرائيلية أولاً إلى الإسرائيليين بسبب استهدافهم المستمر للبنان، وثانياً للعملاء المتعاملين اللبنانيين لأنهم سهلوا مهمة الإسرائيليين داخل بلدهم.
* الحدود السورية على الجولان:
من المعلوم أن خط الحدود السورية الحقيقي يقع في يد الاحتلال الإسرائيلي، والفاصل الموجود حالياً بين الإسرائيليين والسوريين هو عبارة عن خط وقف إطلاق النار بين القوات السورية والقوات الإسرائيلية، ومن الخطأ الإشارة إلى هذا الخط باعتباره يمثل خط الحدود السورية – الإسرائيلية.
الحفاظ على سلامة وأمن الحدود والفواصل الدولية، هو مبدأ يقع في صميم توجهات الإرادة السياسية السورية، وهو أمر لا يتعلق فقط بالمنطقة السورية المتاخمة لإسرائيل، وإنما بالنسبة لكافة حدود سوريا الدولية مع الأردن والعراق وتركيا ولبنان..
إن تصريحات وزير الأمن العام الإسرائيلي عافي دخيتر في مركز هرتسليا الإسرائيلي، وإن كانت تشير إلى الجانب السوري المتاخم لإسرائيل، إلا أنها وبطريقة غير مباشرة تؤكد على أن ما يحدث من اهتمام من قبل السوريين إزاء قضايا أمن الحدود في هذه المنطقة يحدث أيضاً إزاء المناطق الحدودية الأخرى، وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن الاتهامات التي تقوم بتوجيهها الإدارة الأمريكية إلى سوريا فيما يتعلق بالحدود السورية – العراقية، والاتهامات التي توجهها أيضاً الإدارة الأمريكية وقوى 14 آذار وحكومة السنيورة إلى سوريا فيما يتعلق بالحدود السورية – اللبنانية، هي جميعاً، وبالإشارة إلى تصريحات وزير الأمن العام الإسرائيلي، اتهامات لا أساس لها من الصحة.
* وزير الأمن العام الإسرائيلي يهاجم مصر والسلطة الفلسطينية:
تحدث عافي دخيتر عن أزمة الحدود المصرية – الإسرائيلية قائلاً بأن مصر والسلطة الفلسطينية هما الطرفان اللذان يتحملان مسؤولية الانتهاكات الحدودية، وأضاف الوزير بأن إسرائيل تتابع بدقة إهمال المصريين والفلسطينيين لمراقبة الحدود.
هذا، وتتماشى حملة وزير الأمن العام الإسرائيلي مع تحركات اللوبي الإسرائيلي الأخيرة الهادفة إلى دفع الإدارة الأمريكية القيام بتجميد مساعداتها لمصر، وبرغم أن اللوبي الإسرائيلي قد تقدم بطلب لتجميد دفعة المساعدات الأولى البالغة 200 مليون دولار أمريكي (من جملة 1.3 مليار دولار مخصصة لمصر)، فإن الإدارة الأمريكية قد تحركت قبل أن يبدأ الكونغرس النظر في العريضة المقدمة من عناصر اللوبي الإسرائيلي، واليوم، نشر موقع ديكه الإسرائيلي تقريراً إخبارياً يقول بأن روبرت دانيتي مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، قد صرح في واشنطن قائلاً بأن الإدارة الأمريكية قامت باحتجاز مبلغ 500 مليون دولار عن الحكومة المصرية، وذلك بسبب فشل السلطات المصرية في وقف تسلل المسلحين والسلاح والعتاد إلى قطاع غزة، وتقول المعلومات أيضاً بأن أحد المسؤولين الأمريكيين قد زار القاهرة مؤخراً، وأبلغ الرئيس حسني مبارك، ووزير الأمن والمخابرات اللواء عمر سليمان بأن الرئيس جورج بوش قد باشر في عملية إيقاف 300 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لمصر، إضافة إلى مبلغ الـ 200 مليون دولار الذي بدأت إجراءات إيقافه داخل الكونغرس، وباكتمال العملية يكون اللوبي الإسرائيلي قد نجح في تخفيض المساعدات الأمريكية المقدمة إلى مصر من 1300 مليون دولار إلى 800 مليون دولار.
كذلك حذر المسؤول الأمريكي السلطات المصرية، بأن المساعدات التي سوف تقدم إلى مصر في عام 2008م سيتم تخفيضها بقدر كبير أيضاً إذا لم "تذعن" حكومة الرئيس حسني مبارك للشروط الأمريكية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...