تسع نظريات تفسيرية لدخول القاعدة على خط الحدث السوري
الجمل: تحدث الدكتور المصري أيمن الظواهري الذي أصبح زعيماً لتنظيم القاعدة بعد رحيل الشيخ أسامة بن لادن، معلناً تأييد تنظيم القاعدة ودعمه الكامل لحركة المعارضة السياسية الاحتجاجية السورية، ومطالباً جميع ناشطي وحلفاء القاعدة بضرورة الانخراط إلى جانب المعارضة السورية، والإسهام المباشر في فعالياتها: كيف يمكن قراءة موقف تنظيم القاعدة الجديد إزاء سوريا، وما هي خلفياته ومحفزاته، وما هي أبرز تداعياته على استقرار منطقة الشرق الأوسط؟
* موقف تنظيم القاعدة إزاء الحدث السوري: التحولات والمفارقات؟
برزت تصريحات زعيم القاعدة الجديد الدكتور أيمن الظواهري التي أطلقها بالأمس إزاء سوريا باعتبارها التطور الذي سوف يشكل نقطة فارقة في مسيرة تنظيم القاعدة، وذلك للأسباب الآتية:
• ظل تنظيم القاعدة أكثر اهتماماً طوال المراحل الماضية بتوجيه فعاليات العنف الجهادي الإسلامي ضد أمريكا وإسرائيل وحلفائهم الأوروبيين وما شابه ذلك.
• ظل تنظيم القاعدة أكثر اهتماماً طوال المراحل الماضية يتجاهل استهداف خصوم إسرائيل وأمريكا.
التطور الجديد، يمكن قراءته بوضوح بين ثنايا العبارات والكلمات التي تضمنتها تصريحات الدكتور أيمن الظواهري، والتي تمثل أبرزها في "المفارقات" الآتية:
• اتهام دمشق بأنها عميلة للأمريكيين والغرب والإسرائيلين، وهي مغالطة كبيرة، لأنه لو كانت دمشق عميلة للأمريكيين والغرب والإسرائيليين، لما تعرضت للاستهدافات التي تشهدها الآن وظلت تشهدها في المراحل السابقة.
• تجاهل حلفاء وعملاء أمريكا وإسرائيل والغربيين، الحقيقيين في المنطقة، فالظواهري يعلم ويدرك جيداً أن القواعد العسكرية الأمريكية لا تستضيفها سوريا، وإنما تستضيفها "أطراف أخرى". وأن الاتفاقيات العلنية والسرية لم تقم سوريا بإبرامها مع إسرائيل، وإنما الذي أبرمها هو "أطراف أخرى". وجميع هذه "الأطراف الأخرى" يعرفها جميع سكان العالم الإسلامي والكرة الأرضية، بما في ذلك زعيم القاعدة أيمن الظواهري، "الدكتور الطبيب" الذي درس علوم التشخيص والتشريح، وفنون معرفة الداء، وكيفية دواءه.
من الواضح أن موقف الدكتور أيمن الظواهري لم يأتِ من فراغ، بل مهدت له سلسة علاقات تفاعلية مع العديد من الأطراف والأيدي الخفية، وعلى وجه الخصوص تلك التي ظلت تمارس حضورها الفاعل في عملية صنع واتخاذ قرار فعاليات تنظيم القاعدة الجهادية وغير الجهادية.
* لماذا الحدث السوري: محفزات موقف تنظيم القاعدة الجديد
تفاجأ العديد من المراقبين والمحللين السياسيين المعنيين بشأن تنظيم القاعدة وبقية الحركات الجهادية الإسلامية المسلحة بموقف زعيم تنظيم القاعدة الجديد إزاء سوريا، وفي هذا الخصوص ذهبت وجهات النظر مذاهب شتى في التفسير، بشكل يمكن الإشارة إليه على النحو الآتي:
• النظرية التفسيرية الأولى: إن تحرير فلسطين والقدس هو أحد أهم الأهداف المقدسة لتنظيم القاعدة وحلفاءه الجهاديين، وقد صرح بذلك مراراً وتكراراً زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن، وثانيه ـ الزعيم الحالي ـ أيمن الظواهري، إضافة إلى بقية الزعماء المؤسسين للتنظيم وعلى وجه الخصوص الشيخ عبد الله عزام. وبالتالي، فإن سعي تنظيم القاعدة لجهة الانخراط في فعاليات الحدث السوري، هو مجرد وسيلة للبحث عن موطئ قدم في مناطق المواجهة المباشرة مع إسرائيل.
• النظرية التفسيرية الثانية: ظلت سوريا تمثل بلداً عربياً إسلامياً معتدلاً لجهة الحفاظ على توازن العلاقات المجتمعية الطائفية ـ الدينية بين مكونات النسيج الاجتماعي السوري، وتأسيساً على ذلك فقد ظلت دمشق أكثر اهتماماً بمكافحة الحركات المتطرفة الإسلامية وغير الإسلامية على السواء، وقد سبق لدمشق أن وجهت ضربات موجعة لفعاليات تنظيم القاعدة وحلفاءه الجهاديين في المنطقة، والآن، وعلى خلفية الحدث السوري الاحتجاجي فقد وجد تنظيم القاعدة أن الأمر يتيح له فرصة العمل من أجل الانتقام والقصاص من دمشق.
• النظرية التفسيرية الثالثة: يمثل تنظيم القاعدة المكون الجهادي الإسلامي المسلح العربي الوحيد الناشط في منطقة شبة القارة الهندية، وتحديداً في أفغانستان، وبدرجة أقل في الباكستان، وبسبب انتشار الحركات الجهادية الإسلامية المسجلة الأخرى المحلية: حركة طالبان باكستان ـ حركة طالبان الأفغانية ـ حركة عسكر طيبة ـ حركة صباح الصحابة ـ عسكر الجبار ـ عسكر عمر، والتي تجاوز عددها السبعين حركة، فإن المزيد من الخلافات بدأ يأخذ طريقه بين الطاجيكي ـ الأوزبكستاني ـ البالوشيستاني، الأمر الذي ترتب عليه تراجع شعبية وفعاليات وأهمية تنظيم القاعدة، إضافة إلى أن المزيد من هذه التنظيمات قد انخرط في فعاليات حرب باردة لجهة إثارة الكراهية ضد تنظيم القاعدة واستهداف رموزه وبنياته التحتية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: الوشاية للأمريكيين بمكان تواجد الزعيم أسامة بن لادن ـ تزويد الأمريكيين بمناطق تمركز عناصر القاعدة ومقرات قواعدها، الأمر الذي جعل تنظيم القاعدة يواجه شبح مواجهة سيناريو الاستئصال من الساحة الأفغانية والباكستانية، وبالتالي أدركت قيادة التنظيم بأن السبيل الأمثل هو نقل فعاليات التنظيم إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث تسمح البيئة المجتمعية العربية ـ الإسلامية لعناصر التنظيم بالتمركز والتحرك والعمل.
• النظرية التفسيرية الرابعة: يوجد ارتباط استراتيجي بين فعاليات تنظيم القاعدة وفعاليات حركة طالبان الأفغانية، وعلى وجه الخصوص في ملفات الحرب ضد القوات الأمريكية والغربية والنظام الأفغاني الذي نصبته سلطات الاحتلال الأمريكية، وكان هذا الارتباط يقوم ليس فقط على وحدة المذهبية الجهادية التي تربط بين القاعدة وحركة طالبان وحسب، وإنما أيضاً على خلفية العلاقة وروابط المصاهرة القوية التي جمعت بين الزعيم أسامة بن لادن وزعيم طالبان الملا محمد عمر، وبرحيل أسامة بن لادن، ضعفت رابطة العلاقة، وعلى خلفية قيام حركة طالبان الأفغانية بإجراء المزيد من المفاوضات السرية وشبه السرية مع سلطات الاحتلال الأمريكي ونظام حامد كرازاي، فقد توترت علاقات خط طالبان ـ القاعدة، خاصة أن تنظيم القاعدة ينظر إلى التفاهم والتفاوض مع الأمريكيين باعتباره يشكل تابو محرم ارتكابه، ناهيك عن قيام طالبان في هذا الوقت بالذات بالتفاهم والتفاوض مع الأمريكيين، والعالم ما زال يتحدث عن قيام واشنطن بإطلاق فعاليات الاحتفال باغتيال الشيخ أسامة بن لادن وإلقاء جثته في البحر. وبالتالي، فقد أصبحت القاعدة أكثر زهداً في استمرار بقاءها في المسرح الأفغاني والباكستاني الذي لم يعد يتعامل معها بدفء وحرارة كما كان في الماضي، ومن هنا برز موقف زعيم القاعدة إزاء الحدث السوري كنقطة بداية لنقل فعاليات تنظيمه إلى منطقة الشرق الأوسط.
• النظرية التفسيرية الخامسة: أصبحت العناصر الأصولية الإسلامية في منطقة شبه القارة الهندية وتحديداً في باكستان وأفغانستان، أكثر اهتماماً بالانخراط والعمل ضمن فعاليات الحركات الأصولية الإسلامية الجهادية المسلحة المرتبطة بالواقع الإثني القومي الاجتماعي المحلي. فالباشتون ينضمون إلى حركة طالبان حصراً. والبالوش ينضمون إلى الحركات البالوشيستانية. والطاجيك والأوزبيك ينضمون إلى الحركات الطاجيكية والأوزبكية الناشطة في شمال أفغانستان وما شابه ذلك. وبالنسبة لتنظيم القاعدة فقد أصبح الطلب عليه قليلاً. خاصة أن أعداد المتطوعين العرب قد انخفضت بقدر كبير بسبب تشديد أفغانستان وباكستان على منع دخول العناصر العربية إلى أراضيها، وبالتالي فقد تنظيم القاعدة القدرة على كسب وتجنيد العناصر الشابة الجديدة.
• النظرية التفسيرية السادسة: توسعت فعاليات تنظيم القاعدة في العديد من المسارح الشرق أوسطية، وحالياً ينخرط تنظيم القاعدة في فعاليات: المسرح العراقي ـ المسرح اليمني ـ المسرح الليبي ـ المسرح الصومالي ـ مسرح بلدان المغرب العربي. الأمر الذي يترتب عليه خروج العديد من العناصر الصلبة العالية التدريب والفعالية من المسرح الأفغاني ـ الباكستاني إلى هذه المسارح، بحيث غادرت العناصر اليمنية إلى اليمن، والليبية إلى ليبيا، والمغاربية إلى بلدان المغرب العربي، والعراقية إلى العراق، وهلم جراً..
الأمر الذي أدى بدوره إلى تقلص حجم تنظيم القاعدة الأم، وتحويله إلى مجرد مجموعة من الشيوخ المتمركزين في الجبال والمناطق النائية. وتأسيساً على ذلك كان لا بد من أن تسعى القيادة المكونة من هؤلاء الشيوخ إلى البحث عن المخرج، والذي وجدوه الآن في فرصة الحدث السوري.
• النظرية التفسيرية السابعة: توجد تقاطعات واختراقات متبادلة قوية بين جهاز المخابرات الباكستانية وتنظيم القاعدة، وأيضاً بين جهاز المخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات الباكستانية، وخلال الفترة الأخيرة توترت العلاقات بين جهاز المخابرات الباكستانية وجهاز المخابرات الأمريكية، وذلك بسبب اتهام وكالة المخابرات الأمريكية للمخابرات الباكستانية بأنها كانت تشرف على إيواء الشيخ أسامة بن لادن طوال السنوات الماضية، وذلك بحسب المعلومات التي نشرتها المخابرات الأمريكية والتي أكدت بأن المبنى الذي كان يقيم فيه الشيخ أسامة بن لادن لحظة اعتقاله بواسطة القوات الخاصة الأمريكية هو مبنى تابع لرعاية وإشراف المخابرات الباكستانية وعلى مرمى حجر من مقراتها الرئيسية. وقد أدى هذا التوتر إلى توتير العلاقات الأمريكية ـ الباكستانية بما أدى بدوره إلى قيام واشنطن بوقف تزويد باكستان بمساعدات سنوية في حدود 2 مليار دولار وذلك بسبب شكوك المزيد من صقور الإدارة الأمريكية بأن المساعدات الأمريكية المقدمة لباكستان قد فقدت جدواها طالما أن باكستان تقدم الدعم والإيواء لزعماء تنظيم القاعدة. والآن، فقد سعت المخابرات الباكستانية إلى إنفاذ استراتيجية إخراج تنظيم القاعدة من المنطقة. وعلى خلفية التفاهم المخابراتي الباكستاني ـ الأمريكي وأيضاً الأفغاني فقد استقر الرأي على منطقة الشرق الأوسط باعتبارها المكان الأمثل الملائم لنقل وترحيل تنظيم القاعدة.
• النظرية التفسيرية الثامنة: سعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومعها المخابرات السعودية والخليجية طويلاً من أجل استخدام تنظيم القاعدة في إشعال نيران الحرب السنية ـ الشيعية في منطقة الشرق الأوسط، وبدأت أولى هذه المحاولات في العراق، ثم في لبنان، والآن توجد إضافة إلى ذلك فرصة الحدث الاحتجاجي السوري والتي تمثل نافذة جديدة لتسريب عناصر القاعدة إلى المنطقة بما يؤدي بدوره إلى تخفيف وجودهم في المناطق الأخرى وعلى وجه الخصوص في بلدان شبه القارة الهندية، وفي السعودية والبلدان الخليجية، وأيضاً في المسرح العراقي.
• النظرية التفسيرية التاسعة: لتنظيم القاعدة وجود معتبر في المسرح العراقي، وفي المسرح الأردني، وأيضاً في المسرح اللبناني، إضافة إلى المسرح السعودي والخليجي. ولما كانت جميع هذه المناطق واقعة تحت النفوذ الأمريكي، ولما كان وجود عناصر القاعدة في هذه البلدان سوف يشكل عاملاً مهدداً للمصالح الحيوية الأمريكية الشرق أوسطية، ومصالح حلفاءها، فمن الأفضل استخدام العمليات السرية كآلية لنقل وترحيل هذه العناصر إلى سوريا بما يؤدي من جهة إلى تخفيف ضغط القاعدة على الأردن والسعودية وبلدان الخليج والعراق، وفي نفس الوقت من الجهة الأخرى إلى إشعال محرقة العنف السوري بما يتيح إشعال الأحقاد الطائفية الداخلية، ويدخل الساحة السورية ضمن محرقة فوضى القتل العشوائي والانتقائي والعنف السياسي الطائفي ـ الديني.
هذا، وتشير التوقعات إلى أن قرار تنظيم القاعدة الجديد إزاء استهداف سوريا، يعود من كافة الاعتبارات إلى جهود مشتركة بواسطة العديد من الأيادي ذات القدرة والفاعلية لجهة التأثير على إدراك القاعدة وأداءها السلوكي وتوجهاتها. ومن أبرز الأطراف التي ساهمت في هذه الجهود نجد: المخابرات الإسرائيلية ـ المخابرات الأمريكية ـ المخابرات السعودية ـ المخابرات الأردنية ـ رموز قوى 14 آذار المرتبطين بالمخابرات الأمريكية والمخابرات السعودية، وعلى وجه الخصوص تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري، وإضافة لذلك المنظمات الإنمائية السلفية ـ الوهابية السعودية ـ الخليجية الناشطة حالياً في مناطق القبائل الباكستانية وجنوب أفغانستان والمنخرطة في تقديم الدعم والمساعدات لتنظيم القاعدة وحركة طالبان إضافة إلى رعاية أعمال الوساطة لجهة تسهيل المفاوضات والتفاهمات بين واشنطن وحركة طالبان.
* سيناريو بيئة تنظيم القاعدة العملياتية في المسرح السوري
تصريحات زعيم القاعدة الجديد أيمن الظواهري تمثل من الناحية المعلنة موقفاً واضحاً وصريحاً بإطلاق فعاليات القاعدة في المسرح السوري، ولكن من الناحية غير المعلنة، فإن فعاليات القاعدة في المسرح السوري ظلت موجودة ومعروفة منذ بضعة سنوات، ومن أبرز الدلائل على ذلك:
• مؤشرات عمليات العنف: شهدت سوريا العديد من العمليات الضعيفة التي سعت من خلالها عناصر تنظيم القاعدة أو بعض العناصر المرتبطة بالوكالة بالتنظيم لجهة مهاجمة العديد من المنشآت الدبلوماسية.
• مؤشرات زراعة الخلايا النائمة: وصلت إلى سوريا العديد من عناصر تنظيم القاعدة، واستغلت الساحة السورية كمكان للإقامة الهادئة بمنأى عن المسارح العملياتية الناشطة المشتعلة. ولاحقاً سعت هذه العناصر إلى مغادرة سوريا والانتقال إلى مسارح أخرى بعد إدراك هذه العناصر بأنها واقعة تحت الرصد والمتابعة الدقيقة من قبل سلطات دمشق.
• مؤشر التمركز في مناطق الجوار السوري: يتمركز المزيد من أنصار وعناصر القاعدة في منطقة الأنبار العراقية، وفي منطقة عكار اللبنانية، وأيضاً في مناطق الرمثة الأردنية، إضافة إلى العديد من المناطق الريفية السنية الصغيرة المنتشرة على طول خطوط الحدود السورية ـ العراقية، السورية ـ اللبنانية، السورية ـ الأردنية، إضافة إلى الحدود السورية ـ التركية كما أثبتت التطورات والحقائق الأخيرة المتعلقة بأحداث جسر الشغور.
هذا، وتقول المعلومات والتسريبات، بأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع المخابرات السعودية والأردنية وأيضاً التركية تقوم حالياً بواحدة من أكبر عمليات تصدير عناصر القاعدة والمسلحين الجهاديين لجهة إدخالهم وتوطينهم داخل سوريا، بما يتيح تصعيد عملية إشعال المواجهات المتوقعة بين السلطات السورية والجماعات الإسلامية السورية وبالذات جماعة الإخوان المسلمين السورية، والتي اختارت هذه الجماعات إشعالها وتصعيدها خلال فترة ليالي شهر رمضان الذي أصبح على الأبواب.
تقول المعطيات بأن تنظيم القاعدة قد سعى لجهة إعداد وبناء بيئة عملياتية خارجية في العديد من البلدان الأخرى، وفي هذا الخصوص تشير التحليلات إلى الآتي:
• النماذج الفاشلة: تعتبر مساعي وجهود تنظيم القاعدة لجهة إعداد وبناء بيئة عملياتية في نيجيريا وأندونيسيا من بين الأكثر فشلاً وإخفاقاً، وذلك بسبب الانكشافات العملياتية التي أدت إلى جعل تنظيم القاعدة يتلقى ضربات موجعة وعلى وجه الخصوص في مناطق شمال نيجيريا حيث استطاعت قوات الأمن النيجيرية إيقاع أكبر الخسائر الفادحة بحركة "بوكوحرام" التابعة لتنظيم القاعدة.
• النماذج المتأرجحة: تعتبر جهود تنظيم القاعدة في العراق واليمن وبلدان المغرب العربي ـ إضافة إلى الصومال والسعودية وبلدان الخليج ما زالت تتأرجح بين الفشل والنجاح، وفي هذا الخصوص يعتبر الفشل هو الأكثر احتمالاً وغلبة على فعاليات التنظيم. والذي لم يحقق شيئاً من النجاح، سوى مزاعم التنظيم بأنه ناجح في قتل السكان الأبرياء من خلال تفجير المقاهي والمطاعم وتفجير السيارات المفخخة في الأسواق ومساجد الطوائف الأخرى.
وتأسيساً على ذلك، فإن حصول فعاليات تنظيم القاعدة على تحقيق النجاح في سوريا، سوف يكون رهيناً بمدى غفلة عين دمشق الساهرة، وهي غفلة مستحيلة في مثل هذا الوقت بالذات. إضافة إلى تماسك قوام الشعور الوطني السوري الذي يرفض العنف واستعداء الآخر. وسوف يجد عناصر القاعدة أنفسهم في حالة انكشاف واضح، بما سوف يجعلهم على خلفية تصريحات زعيمهم أيمن الظواهري الأخيرة ضد سوريا، بمثابة أهداف مشروعة لجهة قيام سوريا بالتعامل معهم بقوة اليد الحديدية. ومهما تحدث الزعيم أيمن الظواهري عن تأييد المحتجين السوريين فإن ذلك لن يجدي نفعاً، طالما أن هؤلاء المحتجين يدركون تماماً مدى الضرر الذي سوف يلحق بهم إذا تجرأوا على التعامل مع تنظيم القاعدة.
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
الواضح من البداية هاي الـ
ان شالله جيشنا بدو يلمكم
أدلي بدلوي
أظن اغتيل بن لادن ليستلم الظواهري
تعجب
نصيحة!!
مبدها تنين يحكو فيها
الظواهري
التحليلات جيدة ،لكنها تدور
دلوك يا أبو أمجد أحسن من صهريج الكاتب
إضافة تعليق جديد