فشل زيارة السنيورة إلى موسكو على الرغم من وساطة شيراك
الجمل ـ خاص: قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ "الجمل" أن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أخفق في إقناع روسيا بالموافقة على تمرير مشروع المحكمة الدولية، وكان رأي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمرير أن قرار إنشاء المحكمة الدولية يجب أن يحوز على موافقة جميع الأطراف في لبنان، وهذا ما نص عليه قرار الأمم المتحدة، ومشروع المحكمة الدولية الذي تريد أن تمرره حكومة السنيورة لم يوقع عليه رئيس الجمهورية ولا مجلس النواب ، وأن روسيا لن تكون عاملاً مساعداً لخرق الدستور اللبناني ولن تدعم إي قرار يتناقض مع قرار الأمم المتحدة الذي اشترط الإجماع اللبناني لإنشاء المحكمة.
ونصح بوتين السنيورة بأن يعمل على حل الخلافات اللبنانية دون الاتكاء على الخارج، منبهاً الى ضرورة تجنب الإنزلاق في المطب الأمريكي وقال له "لا تدعوا الأمريكيين يورطونكم" ، فالأمريكيين والفرنسيين لهم مصالحهم وأسبابهم السياسية الخاصة والتي قد لا تتفق مع مصلحة لبنان.
وأضافت المصادر أن السنيورة لم يحصد من زيارته لموسكو سوى الخيبة، حيث ذهب الى هناك بغاية حث روسيا على الضغط على دمشق ، والحصول على دعم لقرار المحكمة الدولية، ولما جاءت النتيجة على هذا النحو أقفل عائداً الى بيروت دون التعريج على باريس كما كان ينوي خاصة وأن الرئيس الفرنسي جاك شيراك شخصياً هو الذي رتب لزيارة السنيورة الى موسكو، لاستباق زيارة الرئيس بشار الأسد لموسكو.
وفي بيروت أفادت مصادر إعلامية أن المرشحة لانتخابات الفرنسية سيغولين رويال نصحت وفد الحزب الاشتراكي الفرنسي بعدم التوجه الى بيروت للمشاركة في مؤتمر الاشتراكيين الدوليين الذي عقد الأسبوع الماضي في بيروت وحضره فريق 14 شباط، وردت المصادر اللبنانية سبب موقف سيغولين إلى نتائج زيارتها الى بيروت والتي تزامنت مع اليوم الأول لاعتصام المعارضة، وأن زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي دعاها لزيارة لبنان ، وبعد استقبالها على العشاء طلب منها المغادرة فوراً لأن الوضع الأمني قلق ، إلا أن سيغولين رفضت المغادرة وأصرت على لقاء كافة الأطراف ، وجاءت نصيحتها للوفد الفرنسي بعدم المشاركة في مؤتمر الاشتراكيين ترجمة للنتائج التي وصلت اليها، بأن الصورة التي كان ينقلها فريق السلطة للفرنسيين عن الأوضاع في لبنان ليست مطابقة للواقع .
واعتبر مراقبون موقف سيغولين مؤشر جديد على تراجع أسهم 14 شباط في الأوساط الديغولية، وسيغولين تنتقد شخصنة الرئيس جاك شيراك للسياسة اللبنانية، بحيث ترى كمعظم أركان حزبها ان الزعيم الديغولي جعل من قضية لبنان مسألة شخصية منذ التجديد للرئيس اميل لحود، خصوصاً بعد اغتيال صديقه الشخصي الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
الجمل
إضافة تعليق جديد