بوش مازال يحذر ويستثمر خوف الأمريكيين
رغم مرور أكثر من خمس سنوات على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وبداية ما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب والتأكيدات الأميركية المتكررة بتحقيق تقدم كبير فيها بعد نقل المعركة خارج البلاد, فإن الرئيس الأميركي جورج بوش لا يزال يستغلها للحصول على تأييد الأميركيين لسياساته في الشرق الأوسط وخاصة العراق.
ففي خطابه عن حالة الاتحاد الذي ألقاه أمام مجلس الكونغرس, أكد بوش أن "الحرب على الإرهاب ليست مجرد قرقعة أسلحة بل معركة أيديولوجية حاسمة", محذرا من أن "أمن أمتنا على المحك".
وأكد بوش رغبته في تغليب التعددية لكسب الحرب, قائلا إن الأميركيين يمكنهم أن يثقوا في نتيجة هذه المعركة "لأننا لسنا وحدنا" فيها, مذكرا بالدعم الذي تلقاه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من "الحلفاء العرب المعتدلين" مثل الأردن ومصر والسعودية ودول الخليج الأخرى، وفي أفغانستان من حلف شمال الأطلسي, وفي الملف النووي الكوري الشمالي في المفاوضات السداسية التي تشارك فيها روسيا والصين والكوريتان واليابان.
وتجاهل بوش بشكل واضح دعوات الديمقراطيين لاتباع دبلوماسية أكثر مرونة وأقل عقائدية، ممتنعا عن الحديث عن أي حوار مع إيران أو سوريا مثلا لإحلال الاستقرار في العراق أو تحريك عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
كما دافع عن سياسته الراديكالية متحدثا عن تقدم على طريق ما أسماه الديمقراطية في العامين المنصرمين, وخاصة الانتخابات التي جرت في لبنان وأفغانستان عام 2005 وعمليات الاقتراع العديدة التي شهدها العراق.
وأضاف "لكن عدوا راقب كل ذلك وغير تكتيكه ورد في 2006"، مشيرا إلى اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل وتصاعد عمليات حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان والهجوم التفجيري على مرقدي علي الهادي وحسن العسكري في مدينة سامراء بالعراق والذي نسبه إلى القاعدة.
وأكد بوش عزمه على مواصلة إستراتيجيته المثيرة للجدل, معتبرا "المعركة العقائدية ضد الإرهاب الطريق الأمثل لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط". وقال "من أجل أمننا, أعتقد أن نشر الديمقراطية أفضل وسيلة للوقاية من التطرف".
وتابع أن العنف المذهبي الذي شهده العراق من عمل السنة والشيعة على حد سواء، بينما اعتمدت الإدارة الأميركية على الشيعة لمحاربة السنة. وقال إن "المتطرفين الشيعة والسنة وجهان لتهديد استبدادي واحد".
ودعا الأميركيين إلى إعطاء فرصة لإستراتيجيته الجديدة في العراق, قائلا إن انسحابا مبكرا من العراق سيشكل كابوسا لواشنطن.
وحذر الرئيس الأميركي من أن عدوى العنف يمكن أن تنتقل إلى الخارج وتؤدي إلى جر المنطقة إلى نزاع، مضيفا أن الولايات المتحدة "لا تملك حق الفشل في العراق لأنكم تدركون العواقب الوخيمة والواسعة لذلك".
وأوضح "إذا تراجعت القوات الأميركية قبل إحلال الأمن في بغداد فسيكتسح المتطرفون الحكومة من كل جانب, وستحدث معركة بين المتطرفين الشيعة المدعومين من إيران والمتطرفين السنة المدعومين من القاعدة ومؤيدي النظام السابق, والعدوى يمكن أن تنتقل إلى كل أنحاء البلاد، وستغرق المنطقة بأسرها في هذا النزاع".
ومد بوش يده إلى الديمقراطيين واقترح تشكيل مجلس استشاري خاص مع الجمهوريين من أجل تقاسم الأفكار بشأن هذه الحرب. كما عرض عليهم العمل معا في مبادرات سياسية داخلية مثل خفض استهلاك الأميركيين للمحروقات بنسبة 20% خلال عشر سنوات.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد