تركيا تتحدث عن بدء مسلحي داعش الانسحاب من الباب إلى تادف
حرصت أنقرة على تسريب أنباء عن بدء مسلحي تنظيم داعش الانسحاب من مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، إلى مواقعهم في مدينة تادف القريبة، في حين تستعد أنقرة لحصاد ثمار غير متوقعة جراء السياسات المعلنة للرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال روسيا وأوروبا وحلف شمال الأطلسي «الناتو» وأوكرانيا وسورية.
وبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أمس العديد من القضايا الإقليمية والدولية على رأسها سورية والعراق. وأكد أردوغان في تصريحات مشتركة مع ماي عقب لقائهما في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة أن «موضوع سورية والعراق يشكل أهمية كبيرة لتركيا وبريطانيا».
وأشار إلى أن بلاده تريد إحداث تغيير أكثر تنوعا في مفهوم علاقتها مع التحالف الدولي ضد داعش في المرحلة القادمة.
واستبقت ماي زيارة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تركيا الشهر المقبل، على الأرجح أن تؤدي إلى حل مسألة منبج، حيث تدعم الولايات المتحدة الدول الأوروبية بقيادة برلين، ضمن التحالف الدولي، قوات سورية الديمقراطية في سيطرتها على المدنية. وترفض أنقرة وجود هذه القوات التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري في مبنج كبرى مدن الريف الحلبي على الإطلاق، وأعلنت عن عزمها طرد هؤلاء منها، بعد الانتهاء من عملية الباب.
وفي مواجهة رغبة ترامب في التقارب مع روسيا لاحتواء الصين ومكافحة الإرهاب في سورية والشرق الأوسط عموماً، تجد الدول الأوروبية نفسها أما مخاطر التضحية بأمنها من قبل حليفتها الكبرى، واشنطن. ويزيد في خطورة الموقف بالنسبة للعواصم الأوروبية تراجع ترامب عن ربط العقوبات الأميركية المفروضة على موسكو بتطور الوضع في أوكرانيا، إضافة إلى تشكيكه في أهمية «الناتو».
وحتى أنقرة أبدت قلقاً عميقاً حيال نوايا ترامب زيادة الدعم الأميركي لـ»وحدات حماية الشعب» من أجل دحر تنظيم داعش عن مدينة الرقة، واعتبر أردوغان أن الولايات المتحدة لم تلبّ توقعات بلاده فيما يخص «القضيتين السورية والليبية».
وتعتزم تركيا تسريع الحملة في الباب. ودفعها إلى الإيحاء بقرب انسحاب مسلحي داعش من المدينة، ربما من أجل الدفاع عن الشرف العسكري التركي الذي مرغه التنظيم في وحول الباب.
وأعادت صحيفة «حرييت» التركية أمس نشر خبر عن بدء مسلحي داعش ترك مواقعهم في الباب، وجاء ذلك بعد يوم من تأكيد الجيش التركي أن تنظيم داعش يستعد للانسحاب من الباب ونقل مقراته إلى قرية تادف، القريبة من المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، وعزت رئاسة الأركان التركية الأمر إلى أن داعش بدأ يشعر بالضعف الشديد والتراجع، لاسيما في ظل استمرار تقدم القوات التركية والضغط على التنظيم.
في الغضون، نفذت طائرات حربية مجهولة الهوية، حسبما أفاد المرصد، عدة غارات على مناطق في بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، دون معلومات عن خسائر بشرية.
في سياق متصل، أعلنت الأركان التركية، أمس عن «تحييد 2156 إرهابياً من تنظيم داعش، و321 إرهابياً من تنظيم (حزب العمال الكردستاني) (بي كا كا) (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) «بيدا».
وأوضحت الأركان في بيان لها حسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن المليشيات السورية المدعومة من قبل القوات المسلحة التركية، تمكنت من السيطرة على منطقتين جديدتين مأهولتين بالسكان في مدينة الباب وهما السفلانية وقبر المقري. وأكد البيان أن الميليشيات سيطرت منذ بدء عملية «درع الفرات» وحتى الآن، على 228 منطقة مأهولة بالسكان بمساحة ألف و880 كيلو متراً مربعا.
ولفت البيان إلى استمرار عملية تطهير المنطقة من داعش، وتشديد التدابير الأمنية لمنع هجمات محتملة لمسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي من عفرين باتجاه المنطقة الشرقية ومن منبج باتجاه الغرب.
في ريف الرقة الغربي، قصفت طائرات حربية، تابعة للتحالف الدولي، منطقة المركز الثقافي في الحي الثاني بمدينة الطبقة، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
وكالات
إضافة تعليق جديد