التصفيق بأمر المخرج
في الوطن العربي الكبير بجغرافيته تعودنا أن نصفق بأكثر من مناسبة وعادة يأتي التصفيق كرد فعل عفوي وفوري للتعبير عن إعجاب واستحسان وتعاطف ربما لفنان له شعبية أو مسؤول يصفق له بعد حفلة خطاب وهنا أتذكر قصة رواها أحدهم حيث قال:
( يحكى أنه بإحدى القرى جمع رئيس البلدية أهل القرية في الساحة الرئيسية ليخطب خطابا لا مثيل له عندما صعد المنبر و أخرج من جيب سترته الأنيقة بضع صفحات وبدأ يخطب بالناس أمامه و الناس تصفق دون أن يفهم أحدهم عبارة واحدة من كلامه حتى اختلطت الصفحات في يده وكلما وصل إلى الصفحة الأخيرة بدأ بالأولى والتصفيق مستمر هكذا حتى تعب الناس وناموا وعندها جلس على الكرسي القابع خلفه ونام أيضا).
وكما قلت سابقا التصفيق يحصل عندما يعجبنا خطاب أو طلة أو موال أو رقصة ويحجب عندما لا تحاكي أي من هذه الموضوعات أو الأفعال قلبنا أو عقلنا أو وجداننا.
أما ما نراه على بعض الشاشات الفضائية وحتى بعض برامجنا المحلية المقابلات والمنوعات على وجه الخصوص يجعلنا نعيد النظر في أصل هذه الظاهرة العفوية وندرجها بين التصفيق لرئيس البلدية المذكور سابقا إضافة إلى أنها ظاهرة تثير الدهشة والاستغراب إذ كيف يمكن لمجموعة بشرية هي عبارة عن أشخاص أحضروا إلى الاستديو ليشكلوا خلفية متحركة للبرنامج وأجلسوا بنظام وتراص مثل أسنان المشط دون فارق( طبقي أو طولي) ويتحول هؤلاء إلى آلة لتصنيع التصفيق بمفتاح أو جهاز تحكم من المخرج هدفها الدعم المعنوي للضيف..!!..؟..و الدعم المادي لهم..!!..؟..
وخلق جو من الدفء يشبه حرارة مدفأة مازوت بمنزل فقير مقطوع من الوقود تماما كما والدة عادل إمام في أحد أفلامه وهي تعمل ندابة (نواحة)في أحزان الأغنياء لتشعل النسوة بكاء.
هذه المجموعة تبدأ بعملها ما إن تطأ قدما النجم أرض الاستديو إلى حين مغادرته دون تعب أو ملل وطبعا لا يكون التصفيق في مكانه ولا في زمانه ربما يبدأ عندما يفتح الضيف فمه ليتثاءب أو ربما يرفع يده ليمسد شعره ولا يتوقف التصفيق إلا بإشارة من المخرج و الفخ الأكبر يكون عندما ينتهي البرنامج عندها يقول صاحب الشأن:اذهبوا إلى منازلكم لاأتعاب لكم يكفيكم أن صورتكم ظهرت على الفضائية.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد