كيف تغتال المدراس العربية عقول أبنائنا في أمريكا

02-02-2018

كيف تغتال المدراس العربية عقول أبنائنا في أمريكا

من أهم ميزات النظام التعليمي الامريكي انه ممنوع قانوناً تدريس الأديان لطلاب المدارس الحكومية..
ولقد لاحظت حسنات هذا الأمر على افكار وسلوكيات ابنتي جولي وكيف أنه ساهم باندامجها مع اصدقائها من كافة الجنسيات والاديان دون أن تشعر بينهم بأي تمييز أو اختلاف.. فهي تشاركهم افكارهم وافراحهم واتراحهم وتعتبر نفسها جزءاً من كلّ.. وكذلك بقية أصدقائها بالمقابل.
في نفس الوقت الذي تمنع فيه المدارس الأمريكية تعليم الدين تركز على تحفيز التفكير وتهذيب السلوكيات و الاخلاق للأولاد.. وبفضل ذلك اصبحت ابنتي حكيمة المنزل وصرنا نتعلم منها انا وأمها.. فكل يوم تأتينا بفكرة جديدة..
ذات يوم جاءت إلى المنزل واخذت تساعد أمها في المطبخ، تقول لها زوجتي: (ماما روحي على غرفتك العبي لا تضلي عمتخرفقي هون) فترد عليها:
(sharing is caring) لقد علموها في المدرسة أن مقدار مشاركة الآخرين يعكس مقدار الاهتمام والعناية بهم.
مرة أخرى وجدنا عنكبوتاً في المنزل فقتلته كما تعودنا أن نفعل منذ طفولتنا.. فأخذت ابنتي تبكي وتقول (ليش قتلتو هو ما عمللنا شي هون... هو قاعد بيتو متلنا)... وقس على ذلك من سلوكيات وافكار حميدة تتلقاها بشكل يومي وتنعكس إيجابياً ورقياً على سلوكياتها وسلوكياتنا في آن معا..
المهم خشينا أن جولي ستنسى لغتها الأم فسجلناها في مدرسة لتعليم العربية.. ودفعنا قسطا 600$ لأجل 3 ساعات اسبوعية فقط.. بالاضافة إلا أنه يجب أن نقلّها بأنفسنا للمدرسة على عكس المدارس الحكومية التي تخصص باصات لأخذ الطلاب من منازلهم.. فضلا عن انها تقدم وجبتين غذائيتين للطالب وتقدم له الرعاية والاهتمام والدعم النفسي وتنمية المواهب وكل شيء بالمجان..
أرسلنا البنت لتعلم العربية وكنا سعداء بذلك..
في اليوم الأول لها هناك خرجت حزينة مكفهرة الوجه.. نسألها ما السبب؟ فتقول انها حزينة على اصدقائها تيم ولوكاس وفيكي (في المدرسة الحكومية) لأنهم غير مسلمين...!! لقد علمتها الآنسة في المدرسة انها متميزة عن الاخرين وأفضل منهم لأنها مسلمة وأنها ستتدخل الجنة.. كانت هذه أول مرة تشعر فيها ابنتي بأنها مختلفة عن أصدقائها.
عندما سمعت ذلك رجعت إلى مديرة المدرسة مستفسراً غاضباً..
كانت المفاجأة عندما أبلغتني أن أهالي الأولاد هم من يطالبونها بالتركيز على تعليم الاسلام.. وبالفعل أرتني الرسائل والايميلات التي تصلها وكيف أن البعض يقرّعها لأنها لا تقيم الصلاة للاولاد في المدرسة.. وبدا لي أن مديرة المدرسة تنظر للامر بشكل تجاري بحت والأمر بالنسبة لها (الجمهور عايز كدة)...
البارحة الأحد كانت جولي في المدرسة.. ذهبت لأقلها.. ومن لحظة استقبلتها وحتى وصلنا للبيت وهي تقول (بسم الله)..
في البداية اعتبرت لا ضير من ذلك.. لكن لاحقا شعرت بأن خطباً ما وراء ذلك.. فالبنت لا تتحرك حركة إلا وتتلفظ (بسم الله)..
سألتها عن ذلك فتبيّن لي أن آنستها قالت لهم أنه يجب أن تقولوا (بسم الله) في كل امور حياتكم.. لأنكم لو لم تفعلوا سيكون الشيطان معكم في كل مكان...!!
حاولنا جاهدين أنا وأمها أن ننسيها موضوع الشيطان.. فالبنت بدأت تتخيل وتفكّر بالأمر بشكل غريب.. و ظننا اننا نجحنا بمحو هذه الصورة من ذهنها غير مدركين ما يدور في رأسها طيلة الليل..
اليوم وفي قعر الليل وبينما نحن نيام نستيقظ على صوت جولي وهي تركض هاربة من غرفتها إلينا وهي تبكي برعب وترمي نفسها باحضاننا كي تشعر بالامان.. وبعد أن هدّأنا من روعها سألناها مالذي حصل؟ فأخذت تقصّ علينا كيف رأت في منامها كائناً بشعاً لونه احمر وله اذان طويلة وانياب حادة.... إنه الشيطان الذي حدثتها عنه معلمتنا..
مبدئياً قررت أن أسحب ابنتي من المدرسة وأن أستردّ أموالي منها بالقيراط، فإذا كانت العربية لا تعلّم إلا بهذه الطريقة فالأفضل أن نسحبها نخرجها من هكذا جو.. وسنفعل نحن جهدنا أن نعلمها العربية بأنفسنا.
هنا أشير إلى بعض الملاحظات:
1- لماذا يقترن تعليم العربية في الغرب بتعليم الدين؟ أؤكد لكم أن معظم -إن لم يكن كل- المدارس التي تعلم العربية في أمريكا هي بالضرورة مدارس إسلامية دعوية، أو يديرها اسلاميون، او تجار يسعون لإرضاء الاسلاميين، وهذا ما يفسّر لكم عزوف العرب المسيحيين ومن الطوائف الاسلامية الأخرى (الدروز، الاسماعليون...) عن ارسال أولادهم إلى تلك المدارس، فهم لا يريدونهم أن يذهبوا إلى هناك ليحملوا أفكاراً عدوانية ضد أهلهم وأنهم كفار وسيدخلون النار و..و..، كما يفسّر أيضاً جزءاً من عداء أولائك لكل ما هو اسلامي، ولماذا وقفوا بغالبيتهم مع الأنظمة الديكتاتورية كالأسد والسيسي لمجرّد أن خصومهم اسلاميون..
2- الأمريكيون ليسوا أغبياء عندما منعوا تعليم الدين للأطفال، والدليل ما هم عليه اليوم
ونحن لسنا أذكياء أننا نحشو عقول أطفالنا بأفكار الدين منذ الصغر، والدليل ما نحن عليه اليوم.
لا أفهم لماذا نفرح إن حفظ أحدهم القرءان وهو ابن 9 سنين ونقيم له الموالد والأفراح ونحن نعلم يقيناً أنه حفظه ببغاوياً دون أن يفهم منه شيئاً، وكيف يفهم وهو في هذا العمر ونحن من نقول أن معظم المسلمين العاقلين الراشدين لا يفهمون القرءان والدين، ولماذا اذن كل هؤلاء المفسرون ورجال الدين والمذاهب والملل والنحل؟
3- الكثير من المدارس الإسلامية في أمريكا أصبحت منابع لانتاج الفكر التدميري، فكثير منها مدارس دعوية بالاساس، ويستغل القائمون عليها حرية الفكر والدين في هذا البلد ليحشوا عقول أطفالنا بأفكار تؤطّر عقولهم وتقولبها وتستعديهم ضد الآخر.
عن نفسي أتمنى من السطات الامريكية أن تراجع مناهج كل المدارس العربية، وأن تغلق السيء منها، وأن تشترط على البقية أن تعين مدرسين من حملة شهادات الأهلية و التعليم الأمريكية، ليس كما يحصل الآن حيث يتم الاستعانة ببعض السيدات العربيات الباحثات عن العمل أو الراغبات بتمضية بعض الوقت خارج البيت أو تلكم من حملة الأفكار الدعوية اللاتي يعتقدن أنهنّ يمارسن واجباً دينياً بتدمير عقول أولادنا.

 

نقلا عن صفحات التواصل الإجتماعي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...